شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و اما المسيح (ع)، فانه صرح بالقيامه و بعث الابدان، و لكن جعل العقاب روحانيا، و كذلك الثواب، اما العقاب فالوحشه و الفزع و تخيل الظلمه و خبث النفس و كدرها و خوف شديد، و اما الثواب فما زاد على ان قال: انهم يكونون كالملائكه، و ربما قال: يصعدون الى ملكوت السماء، و ربما قال اصحابه و علماء ملته: الضوء و اللذه و السرور و الامن من زوال اللذه الحاصله لهم.

هذا هو قول المحققين منهم، و قد اثبت بعضهم نارا حقيقيه، لان لفظه (النار) وردت فى الانجيل، فقال محققوهم: نار قلبيه، اى نفسيه روحانيه، و قال الافلون: نار كهذه النار.

و منهم من اثبت عقابا غير النار و هو بدنى، فقال: الرعده و صرير الاسنان، فام
ا الجنه بمعنى الاكل و الشرب و الجماع، فانه لم يقل منهم قائل به اصلا، و الانجيل صرح بانتفاء ذلك فى القيامه تصريحا لايبقى بعده ريب لمرتاب، و جاء خاتم الانبياء محمد (ص) فاثبت المعاد على وجه محقق كامل، اكمل مما ذكره الاولان، فقال: ان البدن و النفس معا مبعوثان، و لكل منهما حظ فى الثواب و العقاب.

و قد شرح الرئيس ابوعلى الحسين بن عبدالله بن سينا هذا الموضع فى رساله له فى المعاد، تعرف "بالرساله الاصحوبه" شرحا جيدا، فقال: ان الشريعه المحمديه اثبتت فى القيامه رد النفس الى البدن، و جعلت للمثاب و المعاقب ثوابا و عقابا بحسب البدن و النفس جميعا، فكان للمثاب لذات بدنيه من حور عين و ولدان مخلدين و فاكهه يشتهون، و كاس لايصدعون عنها و لاينزفون، و جنات تجرى من تحتها الانهار، من لبن و عسل و خمر و ماء زلال، و سرر و ارائك و خيام و قباب، فرشها من سندس و استبرق، و ما جرى مجرى ذلك.

و لذات نفسانيه من السرور و مشاهده الملكوت و الامن من العذاب و العلم اليقينى بدوام ما هم فيه، و انه لايتعقبه عدم و لا زوال، و الخلو عن الاحزان و المخاوف و للمعاقب عقاب بدنى، و هو المقامع من الحديد، و السلاسل، و الحريق و الحميم و الغسلين و الصراخ و الجلود ا
لتى كلما نضجت بدلوا جلودا غيرها، و عقاب نفسانى من اللعن و الخزى و الخجل و الندم و الخوف الدائم و الياس من الفرج، والعلم اليقينى بدوام الاحوال السيئه التى هم عليها.

قال: فوقت الشريعه الحكمه حقها من الوعد الكامل، و الوعيد الكامل، و بهما ينتظم الامر، و تقوم المله، فاما النصارى و ما ذهبوا اليه من امر بعث الابدان، ثم خلوها فى الدار الاخره من المطعم و الملبس و المشرب و المنكح، فهو ارك ما ذهب اليه ارباب الشرائع و اسخفه، و ذلك انه ان كان السبب فى البعث، هو ان الانسان هو البدن، او ان البدن شريك النفس فى الاعمال الحسنه و السيئه، فوجب ان يبعث، فهذا القول بعينه ان اوجب ذلك، فانه يوجب ان يثاب البدن، و يعاقب بالثواب و العقاب البدنى المفهوم عند العالم، و ان كان الثواب و العقاب روحانيا، فما الغرض فى بعث الجسد؟ ثم ما ذلك الثواب و العقاب الروحانيان! و كيف تصور العامه ذلك حتى يرغبوا و يرهبوا! كلا بل لم تصور لهم الشريعه النصرانيه من ذلك شيئا، غير انهم يكونون فى الاخره كالملائكه، و هذا لايفى بالترغيب التام، و لا ما ذكروه من العقاب الروحانى- و هو الظلمه و خبث النفس- كاف فى الترهيب.

و الذى جائت به شريعه الاسلام حسن لا زياده عليه.

انقضى كلام هذا الحكيم.

فاما كون الاستغفار سببا لنزول القطر و درور الرزق، فان الايه بصريحها ناطقه به، لانها امر و جوابه، قال: (استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا)، كما تقول: قم اكرمك، اى ان قمت اكرمتك.

و عن عمر انه خرج يستسقى، فما زاد على الاستغفار، فقيل له: ما رايناك استسقيت! فقال لقد استسقيت بمجاديح السماء التى يستنزل بها المطر.

و عن الحسن ان رجلا شكا اليه الجدب، فقال: استغفر الله، فشكا آخر اليه الفقر، و آخر قله النسل، و آخر قله ريع ارضه، فامرهم كلهم بالاستغفار، فقال له الربيع ابن صبيح، رجال اتوك يشكون ابوابا، و يشكون انواعا فامرتهم كلهم بالاستغفار، فتلا له الايه.

قوله: (استقبل توبته) اى استانفها و جددها.

و استقال خطيئته: طلب الاقاله منها و الرحمه.

و بادر منيته: سابق الموت قبل ان يدهمه.

قوله (ع): (لاتهلكنا بالسنين) جمع: سنه، و هى الجدب و المحل، قال تعالى: (و لقد اخذنا آل فرعون بالسنين)، و قال النبى (ص) يدعو على المشركين: (اللهم اجعلها عليهم سنين كسنى يوسف)، و السنه لفظ محذوف منه حرف، قيل انه الهاء، و قيل الواو، فمن قال: المحذوف هاء، قال: اصله (سنهه) مثل جبهه، لانهم قالوا: نخله سنهاء، اى تح
مل سنه و لاتحمل اخرى، و قال بعض الانصار: فليست بسنهاء و لا رجبيه و لكن عرايا فى السنين الجوائح و من قال اصلها الواو، احتج بقولهم: اسنى القوم يسنون اسناء، اذا لبثوا فى المواضع سنه، فاما التصغير فلا يدل على احد المذهبين بعينه، لانه يجوز سنيه و سنيهه، و الاكثر فى جمعها بالواو و النون (سنون) بكسر السين كما فى هذه الخطبه، و بعضهم يقول (سنون) بالضم.

و المضايق الوعره، بالتسكين، و لايجوز التحريك، و قد وعر هذا الشى ء بالضم وعوره، و كذلك توعر، اى صار وعرا، و استوعرت الشى ء: استصعبته.

و اجائتنا: الجاتنا، قال تعالى: (فاجائها المخاض الى جذع النخله).

و المقاحط المجدبه: السنون الممحله، جمع مقحطه.

و تلاحمت: اتصلت.

و الواجم: الذى قد اشتد حزنه حتى امسك عن الكلام، و الماضى (وجم) بالفتح يجم وجوما.

قوله: (و لاتخاطبنا بذنوبنا، و لاتقايسنا باعمالنا)، اى لاتجعل جواب دعائنا لك ما تقتضيه ذنوبنا، كانه يجعله كالمخاطب لهم، و المجيب عما سالوه اياه، كما يفاوض الواحد منا صاحبه و يستعطفه، فقد يجيبه و يخاطبه بما يقتضيه ذنبه اذا اشتدت موجدته عليه و نحوه.

و لاتقايسنا باعمالنا، قست الشى ء بالشى ء اذا حذوته و مثلته به، اى لانجعل ما تجيبنا به
مقايسا و مماثلا لاعمالنا السيئه.

قوله: (سقيا ناقعه) هى (فعلى) مونثه غير مصروفه.

و الحيا: المطر.

و ناقعه مرويه: مسكنه للعطش، نقع الماء العطش نقعا و نقوعا سكنه، و فى المثل: (الرشف انقع) اى ان الشراب الذى يرشف قليلا قليلا انجع و اقطع للعطش، و ان كان فيه بطء.

و كثيره المجتنى، اى كثيره الكلا، و الكلا: الذى يجتنى و يرعى.

و القيعان: جمع قاع، و هو الفلاه.

و البطنان: جمع بطن، و هو الغامض من الارض، مثل ظهر و ظهران و عبد و عبدان.

/ 614