الشرح:
المقتص لاثره: المتبع له، و منه قوله تعالى: (و قالت لاخته قصيه).و قضم الدنيا: تناول منها قدر الكفاف، و ما تدعو اليه الضروره من خشن العيشه و قال ابوذر رحمه الله: (يخضمون و نقضم، و الموعد الله!) و اصل القضم اكل الشى ء اليابس باطراف الاسنان، و الخضم: اكل بكل الفم للاشياء الرطبه، و روى: (قصم) بالصاد، اى كسر.قوله: (اهضم اهل الدنيا كشحا) الكشح: الخاصره، و رجل اهضم: بين الهضم اذا كان خميصا لقله الاكل.و روى: (و حقر شيئا فحقره) بالتخفيف.و الشقاق: الخلاف.و المحاده: المعاداه.و خصف النعل: خرزها.و ارياش: الزينه،و المدرعه.الدراعه.و قوله: (عند الصباح يحمد القوم السرى)، مثل يضرب لمحتمل المشقه العاجله، رجاء الراحه الاجله.نبذ من الاخبار و الاثار الوارده فى البعد عن زينه الدنيا جاء فى الاخبار الصحيحه انه (ع)، قال: (انما انا عبد آكل اكل العبيد و اجلس جلسه العبيد) و كان ياكل على الارض، و يجلس جلوس العبيد، يضع قصبتى ساقيه على الارض، و يعتمد عليهما بباطنى فخذيه، و ركوبه الحمار العارى آيه التواضع و هضم النفس.و اردف غيره خلفه آكد فى الدلاله على ذلك.و جاء فى الاخبار الصحيحه النهى عن التصاوير و عن نصب الستور التى فيها التصاوير، و كان رسول الله (ص) اذا راى سترا فيه التصاوير امر ان تقطع راس تلك الصوره.و جاء فى الخبر: (من صور صوره كلف فى القيامه ان ينفخ فيها الروح.فاذا قال: لااستطيع، عذب).قوله: (لم يضع حجرا على حجر) هو عين ما جاء فى الاخبار الصحيحه، خرج رسول الله (ص) من الدنيا و لم يضع حجرا على حجر.و جاء فى اخبار على (ع) التى ذكرها ابوعبدالله احمد بن حنبل فى كتاب فضائله و هو روايتى عن قريش بن السبيع بن المهنا العلوى عن نقيب الطالبيين ابى عبدالله احمد بن على بن المعمر، عن المبارك بن عبدالجبار احمد بن القاسم
الصيرفى المعروف بابن الطيورى، عن محمد بن على بن محمد بن يوسف العلاف المزنى، عن ابى بكر احمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعى عن عبدالله بن احمد بن حنبل، عن ابيه ابى عبدالله احمد رحمه الله قال قيل لعلى (ع) يا اميرالمومنين لم ترقع قميصك؟ قال.ليخشع القلب، و يقتدى بى المومنون.و روى احمد رحمه الله ان عليا كان يطوف الاسواق موتزرا بازار، مرتديا برداء، و معه الدره كانه اعرابى بدوى، فطاف مره حتى بلغ سوق الكرابيس، فقال لواحد: يا شيخ، بعنى قميصا تكون قيمته ثلاثه دراهم، فلما عرفه الشيخ لم يشتر منه شيئا، ثم اتى آخر، فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، فاتى غلاما حدثا، فاشترى منه قميصا بثلاثه دراهم، فلما جاء ابوالغلام، اخبره، فاخذ درهما.ثم جاء الى على (ع) ليدفعه اليه، فقال له: ما هذا؟ او قال ما شابه هذا، فقال: يا مولاى، ان القميص الذى باعك ابنى كان يساوى درهمين، فلم ياخذ الدرهم، و قال: باعنى رضاى و اخذ رضاه.و روى احمد رحمه الله عن ابى النوار بائع الخام بالكوفه، قال: جائنى على بن ابى طالب الى السوق، و معه غلام له و هو خليفه، فاشترى منى قميصين، و قال لغلامه: اختر ايهما شئت، فاخذ احدهما.و اخذ على الاخر، ثم لبسه و مد يده، فوجد كم
ه فاضله، فقال: اقطع الفاضل.فقطعته، ثم كفه و ذهب.و روى احمد رحمه الله عن الصمال بن عمير، قال: رايت قميص على (ع) الذى اصيب فيه، و هو كرابيس سبيلانى، و رايت دمه قد سال عليه كالدردى.و روى احمد رحمه الله قال: لما ارسل عثمان الى على (ع)، وجده موتزرا بعبائه، محتجزا بعقال و هو يهنا بعيرا له.و الاخبار فى هذا المعنى كثيره و فيما ذكرناه كفايه.