شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و سالت اباجعفر يحيى بن محمد العلوى نقيب البصره، وقت قرائتى عليه، عن هذا الكلام و كان رحمه الله على ما يذهب اليه من مذهب العلويه منصفا وافر العقل، فقلت له: من يعنى (ع) بقوله: (كانت اثره شحت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرين؟) و من القوم الذين عناهم الاسدى بقوله: (كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و انتم احق به؟) هل المراد يوم السقيفه او يوم الشورى؟ فقال: يوم السقيفه؟ فقلت ان نفسى لا تسامحنى ان انسب الى الصحابه عصيان رسول الله (ص) و دفع النص.

فقال: و انا فلا
تسامحنى ايضا نفسى ان انسب الرسول (ص) الى اهمال امر الامامه، و ان يترك الناس فوضى سدى مهملين و قد كان لايغيب عن المدينه الا و يومر عليها اميرا و هو حى ليس بالبعيد عنها فكيف لايومر و هو ميت لايقدر على استدراك ما يحدث! ثم قال: ليس يشك احد من الناس ان رسول الله (ص) كان عاقلا كامل العقل، اما المسلمون فاعتقادهم فيه معلوم، و اما اليهود و النصارى و الفلاسفه فيزعمون انه حكيم تام الحكمه سديد الراى، اقام مله، و شرع شريعه فاستجد ملكا عظيما بعقله و تدبيره، و هذا الرجل العاقل الكامل يعرف طباع العرب و غرائزهم و طلبها بالثارات و الدحول، و لو بعد الازمان المتطاوله.

و يقتل الرجل من القبيله رجلا من بيت آخر، فلا يزال اهل ذلك المقتول و اقاربه يتطلبون القاتل ليقتلوه، حتى يدركوا ثارهم منه، فان لم يظفروا به قتلوا بعض اقاربه و اهله، حين لم يظفروا باحدهم قتلوا واحدا او جماعه من تلك القبيله به و ان لم يكونوا رهطه الادنين.

و الاسلام لم يحل طبائعهم و لا غير هذه السجيه المركوزه فى اخلاقهم، و الغرائز بحالها، فكيف يتوهم لبيب ان هذا العاقل الكامل وتر العرب، و على الخصوص قريشا و ساعده على سفك الدماء و ازهاق الانفس و تقلد الضغائن ابن عمه الاد
نى و صهره و هو يعلم انه سيموت كما يموت الناس، و يتركه بعده و عنده ابنته، و له منها ابنان يجريان عنده مجرى ابنين من ظهره حنوا عليهما، و محبه لهما و يعدل عنه فى الامر بعده، و لاينص عليه و لايستخلفه، فيحقن دمه و دم بنيه و اهله باستخلافه! الا يعلم هذا العاقل الكامل، انه اذا تركه و ترك بنيه و اهله سوقه و رعيه، فقد عرض دمائهم للاراقه بعده، بل يكون هو (ع) هو الذى قتله، و اشاط بدمائهم لانهم لايعتصمون بعده بامر يحميهم، و انما يكونون مضغه للاكل، و فريسه للمفترس، يتخطفهم الناس و تبلغ فيهم الاغراض! فاما اذا جعل السلطان فيهم و الامر اليهم، فانه يكون قد عصمهم و حقن دمائهم بالرياسه التى يصولون بها و يرتدع الناس عنهم لاجلها.

و مثل هذا معلوم بالتجربه.

الاترى ان ملك بغداد او غيرها من البلاد لو قتل الناس و وترهم، و ابقى فى نفوسهم الاحقاد العظيمه عليه، ثم اهمل امر ولده و ذريته من بعده، و فسح للناس ان يقيموا ملكا من عرضهم، و واحدا منهم، و جعل بنيه سوقه كبعض العامه، لكان بنوه بعده قليلا بقاوهم، سريعا هلاكهم و لوثب عليهم الناس ذوو الاحقاد و الترات من كل جهه، يقتلونهم و يشردونهم كل مشرد.

و لو انه عين ولدا من اولاده للملك، و قام خواص
ه و خدمه و خوله بامره بعده، لحقنت دماء اهل بيته، و لم تطل يد احد من الناس اليهم لناموس الملك، و ابهه السلطنه، و قوه الرياسه، و حرمه الاماره! افترى ذهب عن رسول الله (ص) هذا المعنى، ام احب ان يستاصل اهله و ذريته من بعده! و اين موضع الشفقه على فاطمه العزيزه عنده، الحبيبه الى قلبه! اتقول: انه احب ان يجعلها كواحده من فقراء المدينه، تتكفف الناس، و ان يجعل عليا، المكرم المعظم عنده، الذى كانت حاله معه معلومه، كابى هريره الدوسى و انس بن مالك الانصارى، يحكم الامراء فى دمه و عرضه و نفسه و ولده، فلا يستطيع الامتناع، و على راسه مائه الف سيف مسلول، تتلظى اكباد اصحابها عليه، و يودون ان يشربوا دمه بافواههم، و ياكلوا لحمه باسنانهم، قد قتل ابنائهم و اخوانهم و آبائهم و اعمامهم، و العهد لم يطل، و القروح لم تتقرف، و الجروح لم تندمل! فقلت له: لقد احسنت فيما قلت، الا ان لفظه (ع) يدل على انه لم يكن نص عليه، الا تراه يقول: (و نحن الاعلون نسبا، و الاشدون بالرسول نوطا)، فجعل الاحتجاج بالنسب و شده القرب، فلو كان عليه نص، لقال عوض ذلك: (و انا المنصوص على، المخطوب باسمى).

فقال رحمه الله: انما اتاه من حيث يعلم، لا من حيث يجهل: الا ترى انه
ساله، فقال: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام، و انتم احق به؟ فهو انما سال عن دفعهم عنه، و هم احق به من جهه اللحمه و العتره، و لم يكن الاسدى يتصور النص و لايعتقده، و لايخطر بباله، لانه لو كان هذا فى نفسه، لقال له: لم دفعك الناس عن هذا المقام، و قد نص عليك رسول الله (ص)؟ و لم يقل له هذا، و انما قال كلاما عاما لبنى هاشم كافه: كيف دفعكم قومكم عن هذا و انتم احق به!! اى باعتبار الهاشميه و القربى.

فاجابه بجواب اعاد قبله المعنى الذى تعلق به الاسدى بعينه، تمهيدا للجواب، فقال: انما فعلوا ذلك مع انا اقرب الى رسول الله (ص) من غيرنا لانهم استاثروا علينا، و لو قال له: انا المنصوص على، و المخطوب باسمى فى حياه رسول الله (ص)، لما كان قد اجابه، لانه ما ساله: هل انت منصوص عليك ام لا؟ و لا هل نص رسول الله (ص) بالخلافه على احد ام لا؟ و انما قال: لم دفعكم قومكم عن الامر و انتم اقرب الى ينبوعه و معدنه منهم؟ فاجابه جوابا ينطبق على السوال و يلائمه ايضا، فلو اخذ يصرح له بالنص، و يعرفه تفاصيل باطن الامر لنفر عنه، و اتهمه و لم يقبل قوله، و لم ينجذب الى تصديقه، فكان اولى الامور فى حكم السياسه و تدبير الناس، ان يجيب بما لانفره منه، و لامطعن
عليه فيه.

/ 614