الشرح:
غشه يغشه، بالضم، غشا، خلاف نصحه.و اللاواء: الشده.و شفع له القرآن شفاعه، بالفتح، و هو مما يغلط فيه العامه فيكسرونه، و كذلك شفعت كذا بكذا، اتبعته، مفتوح ايضا.و محل به الى السلطان، قال عنه ما يضره، كانه جعل القرآن يمحل يوم القيامه عند الله بقوم، اى يقول عنهم شرا، و يشفع عند الله لقوم، اى يثنى عليهم خيرا.و الحارث: المكتسب، و الحرث: الكسب.و حرثه القرآن: المتاجرون به الله.و استنصحوه على انفسكم، اى اذا اشار عليكم بامر و اشارت عليكم انفسكم بامر يخالفه، فاقبلوا مشوره القرآن دون مشوره انفسكم، و كذلك معنى قوله:(و اتهموا عليه آرائكم، و استغشوا فيه اهوائكم).(فصل فى القران و ذكر الاثار التى وردت بفضله).و اعلم ان هذا الفصل من احسن ما ورد فى تعظيم القرآن و اجلاله، و قد قال الناس فى هذا الباب فاكثروا.و من الكلام المروى عن اميرالمومنين (ع) فى ذكر القرآن ايضا، ما رواه ابن قتيبه فى كتاب "عيون الاخبار" عنه (ع) ايضا، و هو: (مثل المومن الذى يقرا القرآن كمثل الاترجه، ريحها طيب، و طعمها طيب.و مثل المومن الذى لايقرا القرآن كمثل التمره طعمها طيب و لاريح لها.و مثل الفاجر الذى يقرا القرآن كمثل الريحانه ريحها طيب و طعمها مر، و مثل الفاجر الذى لايقرا القرآن مثل الحنظله طعمها مر و ريحها منتنه).و قال الحسن رحمه الله: قراء القرآن ثلاثه: رجل اتخذه بضاعه فنقله من مصر الى مصر، يطلب به ما عند الناس،
و رجل حفظ حروفه، و ضيع حدوده، و استدر به الولاه و استطال به على اهل بلاده، و قد كثر الله هذا الضرب من حمله القرآن- لاكثرهم الله- و رجل قرا القرآن فبدا بما يعلم من دواء القرآن، فوضعه على داء قلبه، فسهر ليله، و انهملت عيناه، و تسربل بالخشوع، و ارتدى بالحزن، فبذاك و امثاله يسقى الناس الغيت، و ينزل النصر، و يدفع البلاء.و الله لهذا الضرب من حمله القرآن اعز و اقل من الكبريت الاحمر.و فى الحديث المرفوع: (ان من تعظيم جلال الله اكرام ذى الشيبه فى الاسلام، و اكرام الامام العادل، و اكرام حمله القرآن).و فى الخبر المرفوع ايضا: (لاتسافروا بالقرآن الى ارض العدو، فانى اخاف ان يناله العدو).و كانت الصحابه تكره بيع المصاحف و تراه عظيما و كانوا يكرهون ان ياخذ المعلم على تعليم القرآن اجرا.و كان ابن عباس يقول: اذا وقعت فى آل حم، وقعت فى روضات دمثات اتانق فيهن.و قال ابن مسعود: لكل شى ء ديباجه و ديباجه القرآن آل حم.قيل لابن عباس: ايجوز ان يحلى المصحف بالذهب و الفضه؟ فقال: حليته فى جوفه.و قال النبى (ص): (اصفر البيوت جوف صفر من كتاب الله).و قال الشعبى: (اياكم و تفسير القرآن، فان الذى يفسره انما يحدث عن الله).الحسن رحمه الله: رحم الله امرا عرض نفسه و عمله على كتاب الله، فان وافق، حمد الله و ساله الزياده، و ان خالف، اعتب و راجع من قريب.حفظ عمر بن الخطاب سوره البقره، فنحر و اطعم.وفد غالب بن صعصعه على على (ع) و معه ابنه الفرزدق، فقال له: من انت؟ فقال غالب بن صعصعه المجاشعى، قال: ذو الابل الكثيره؟ قال: نعم، قال: ما فعلت ابلك؟ قال: اذهبتها النوائب، و ذعذعتها الحقوق.قال: ذاك خير سبلها.ثم قال: يا اباالاخطل، من هذا الغلام معك؟ قال: ابنى و هو شاعر، قال: علمه القرآن فهو خير له من الشعر، فكان ذلك فى نفس الفرزدق، حتى قيد نفسه، و آلى الا يحل قيده حتى يحفظ القرآن، فما حله حتى حفظه، و ذلك قوله: و ما صب رجلى فى حديد مجاشع مع القد الا حاجه لى اريدها قلت: تحت قوله (ع): (يا اباالاخطل)، قبل ان يعلم ان ذلك الغلام ولده و انه شاعر، سر غامض، و يكاد يكون اخبارا عن غيب، فليلمح.الفضيل بن عياض.بلغنى ان صاحب القرآن اذا وقف على معصيه، خرج القرآن من جوفه فاعتزل ناحيه و قال: الهذا حملتنى! قلت: و هذا القول على سبيل المثل و التخويف من مواقعه المعاصى لمن يحفظ القرآن.انس: قال: قال لى رسول الله (ص): (يا بن ام سليم، لاتغفل عن قرائه القرآن صباحا و مساء، فان
القرآن يحيى القلب الميت، و ينهى عن الفحشاء و المنكر).كان سفيان الثورى اذا دخل شهر رمضان ترك جميع العباده، و اقبل على قرائه القرآن من المصحف.كعب الاخبار: قال الله تعالى لموسى (ع): مثل كتاب محمد فى الكتب مثل سقاء فيه لبن كلما مخضته استخرجت منه زبدا.اسلم الخواص: كنت اقرا القرآن، فلا اجد له حلاوه، فقلت لنفسى: يا اسلم، اقرا القرآن كانك تسمعه من رسول الله (ص)، فجائت حلاوه قليله، فقلت: اقراه كانك تسمعه من جبرئيل (ع)، فازدادت الحلاوه، فقلت: اقراه كانك تسمعه من الله عز و جل حين تكلم به، فجائت الحلاوه كلها.بعض ارباب القلوب: ان الناس يجمزون فى قرائه القرآن ما خلا المحبين، فان لهم خان اشارات، اذا مروا به نزلوا.يريد آيات من القرآن يقفون عندها فيفكرون فيها.فى الحديث المرفوع: (ما من شفيع، من ملك و لا نبى و لا غيرهما، افضل من القرآن).و فى الحديث المرفوع ايضا: (من قرا القرآن ثم راى ان احدا اوتى افضل مما اوتى فقد استصغر عظمه الله).و جاء فى بعض الاثار: ان الله تعالى خلق بعض القرآن قبل ان يخلق آدم، و قراه على الملائكه، فقالوا: طوبى لامه ينزل عليها هذا! و طوبى لاجواف تحمل هذا! و طوبى لالسنه تنطق بهذا! و قال النبى (ص): (ا
ن القلوب تصدا كما يصدا الحديد)، قيل: يا رسول الله، و ما جلاوها؟ قال: (قرا القرآن و ذكر الموت).و عنه (ع) ما اذن الله لشى ء اذنه لنبى حسن الترنم بالقرآن و عنه (ع).(ان ربكم لاشد اذنا الى قارى ء القرآن من صاحب القينه الى قينته).و عنه (ع): (انت تقرا القرآن ما نهاك، فاذا لم ينهك فلست تقروه).ابن مسعود رحمه الله: ينبغى لحامل القرآن ان يعرف بليله اذ الناس نائمون، و بنهاره اذ الناس مفطرون، و بحزنه اذ الناس يفرحون، و ببكائه اذ الناس يضحكون، و بخشوعه اذ الناس يختالون.و ينبغى لحامل القرآن ان يكون سكيتا زميتا لينا، و لاينبغى ان يكون جافيا و لا مماريا، و لا صياحا و لا حديدا و لا صخابا.بعض السلف.ان العبد ليفتتح سوره فتصلى عليه حتى يفرغ منها.و ان العبد ليفتتح سوره فتلعنه حتى يفرغ منها، قيل: كيف ذاك؟ قال: اذا احل حلالها، و حرم حرامها، صلت عليه و الا لعنته.ابن مسعود: انزل الله عليهم القرآن ليعملوا به، فاتخذوا دراسته عملا، ان احدهم ليقرا القرآن من فاتحته الى خاتمته ما يسقط منه حرفا، و قد اسقط العمل به.ابن عباس: لان اقرا البقره و آل عمران ارتلهما و اتدبرهما احب الى من ان اقرا القرآن كله هذرمه.ثابت البنانى: كابدت فى ال
قرآن عشرين سنه، و تنعمت به عشرين سنه.