شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
اليوم القى الاحبه مح
مدا و حزبه و الله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا انا على الحق، و انهم على الباطل، ثم قال: نحن ضربناكم على تنزيله فاليوم نضربكم على تاويله ضربا يزيل الهام عن مقيله و يذهل الخليل عن خليله او يرجع الحق على سبيله فلم ار اصحاب محمد (ص) قتلوا فى موطن، ما قتلوا يومئذ.قال: و قد قال ابومسعود البدرى و طائفه لحذيفه حين احتضر، و قد ذكر الفتنه: اذا اختلف الناس فبمن تامرنا؟ قال: عليكم بابن سميه، فانه لن يفارق الحق حتى يموت او قال: فانه يزول مع الحق حيث زال.قال ابوعمر: و بعضهم يجعل هذا الحديث عن حذيفه مرفوعا.قال ابوعمر: و روى الشعبى، عن الاحنف، ان عمارا حمل يوم صفين، فحمل عليه ابن جزء السكسكى و ابوالغاديه الفزارى، فاما ابوالغاديه فطعنه، و اما ابن جزء فاحتز راسه.قلت: هذا الموضع مما اختلف فيه قول ابى عمر رحمه الله، فانه ذكر فى كتاب الكنى من "الاستيعاب" اباالغاديه- بالغين المعجمه- و قال: انه جهنى من جهينه، و جهينه من قضاعه، و قد نسبه هاهنا فزاريا.و قال فى كتاب الكنى: ان اسم ابى الغاديه يسار، و قيل مسلم.و قد ذكر ابن قتيبه فى كتاب "المعارف" عن ابى الغاديه انه كان يحدث عن نفسه بقتل عمار، و يقول: ان رج
لا طعنه فانكشف المغفر عن راسه، فضربت راسه، فاذا راس عمار قد ندر.و كيفيه هذا القتل تخالف الكيفيه التى رواها ابن عبدالبر.قال ابوعمر: و قد روى وكيع، عن شعبه، عن عبد بن مره، عن عبدالله بن سلمه، قال: لكانى انظر الى عمار يوم صفين و هو صريع، فاستسقى، فاتى بشربه من لبن فشرب فقال: اليوم القى الاحبه ان رسول الله (ص) عهد الى ان آخر شربه اشربها فى الدنيا شربه من لبن، ثم استسقى ثانيه فاتته امراه طويله اليدين باناء، فيه ضياح من لبن، فقال حين شربه: الحمد لله، الجنه تحت الاسنه، و الله لو ضربونا حتى يبلغونا سعفات هجر لعلمنا انا على الحق، و انهم على الباطل، ثم قاتل حتى قتل.قال ابوعمر: و قد روى حارثه بن المضراب: قرات كتاب عمر الى اهل الكوفه: اما بعد، فانى بعثت اليكم عمارا اميرا، و عبدالله بن مسعود معلما و وزيرا، و هما من النجباء، من اصحاب محمد، فاسمعوا لهما و اقتدوا بهما، فانى قد آثرتكم بعبد الله على نفسى اثره.قال ابوعمر: و انما قال عمر: هما من النجباء، لقول رسول الله (ص).(انه لم يكن نبى الا اعطى سبعه من اصحابه نجباء وزراء فقهاء و انى قد اعطيت اربعه عشر: حمزه و جعفرا و عليا، و حسنا، و حسينا، و ابابكر، و عمر، و عبدالله ب
ن مسعود، و سلمان، و عمارا، و اباذر، و حذيفه، و المقداد، و بلالا).قال ابوعمر: و تواترت الاخبار عن رسول الله (ص) انه قال: (تقتل عمارا الفئه الباغيه)، و هذا من اخباره بالغيب، و اعلام نبوته (ص)، و هو من اصح الاحاديث.و كانت صفين فى ربيع الاخر سنه سبع و ثلاثين، و دفنه على (ع) فى ثيابه و لم يغسله.و روى اهل الكوفه انه صلى عليه، و هو مذهبهم فى الشهداء، انهم لايغسلون و لكن يصلى عليهم.قال ابوعمر: و كانت سن عمار يوم قتل نيفا و تسعين، سنه، و قيل: احدى و تسعين، و قيل: اثنتين و تسعين، و قيل: ثلاثا و تسعين.(ذكر ابى الهيثم بن التيهان و طرف من اخباره) ثم قال (ع): (و اين ابن التيهان)، هو ابوالهيثم بن التيهان، بالياء المنقوطه، باثنتين تحتها، المشدده المكسوره، و قبلها تاء منقوطه باثنتين فوقها، و اسمه مالك، و اسم ابيه مالك ايضا، ابن عبيد بن عمرو بن عبدالاعلم بن عامر الانصارى، احد النقباء ليله العقبه.و قيل: انه لم يكن من انفسهم، و انه من بلى بن ابى الحارث بن قضاعه، و انه حليف لبنى عبدالاشهل، كان احد النقباء ليله العقبه، و شهد بدرا.قال ابوعمر بن عبدالبر فى كتاب "الاستيعاب": اختلف فى وقت وفاته، فذكر خليفه عن الاصمعى، قال: سالت قومه فقالوا: مات فى حياه رسول الله (ص).قال ابوعمر: و هذا لم يتابع عليه قائله.و قيل: انه توفى سنه عشرين، او احدى و عشرين.و قيل: انه ادرك صفين، و شهدها مع على (ع)، و هو الاكثر.و قيل: انه قتل بها.ثم قال ابوعمر: حدثنا خلف بن قاسم، قال: حدثنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا الدولابى، قال: حدثنا ابوبكر الوجيهى، عن ابيه، عن صالح بن الوجيه، قال: و ممن قتل بصفين عمار، و ابوالهيثم بن التيهان، و عبدالله بن بديل، و جماعه من البدريين رحمهم الله.ثم روى ابوعمر روايه اخرى، فقال: حدثنا ابومحمد عبدالله بن محمد بن عبدالمومن، قال: حدثنا عثمان بن احمد بن السماك، قال: حدثنا حنبل بن اسحاق بن على، قال: قال ابونعيم: ابوالهيثم بن التيهان اسمه مالك، و اسم التيهان عمرو بن الحارث، اصيب ابوالهيثم مع على يوم صفين.