شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و روى المحدثون ايضا ان المسلمين سمعوا ذلك اليوم صائحا من جهه السماء ينادى: (لا سيف الا ذوالفقار، و لا فتى الا على) فقال رسول الله (ص) لمن حضره: (الاتسمعون هذا صوت جبريل).

و اما يوم حنين فثبت معه فى نفر يسير من بنى هاشم، بعد ان ولى المسلمون الادبار، و حامى عنه، و قتل قوما من هوازن بين يديه، حتى ثابت اليه الانصار، و انهزمت هوازن و غنمت اموالها.

و اما يوم خيبر فقصته مشهوره.

قوله (ع): (نجده اكرمنى الله سبحانه بها)، النجده: الشجاعه، و انتصابها هاهنا على انها مصدر، و العامل فيه محذوف.

ثم ذكر (ع) وفاه رسول الله (ص)، فقال: (لقد قبض و ان راسه لعلى صدرى، و لقد سالت نفسه فى كفى، فامررتها على وجهى) يقال: ان رسول الله (ص) قاء دما يسيرا وقت موته، و ان عليا (ص) مسح بذلك الدم وجهه.

و قد روى ان اباطيبه الحجام شرب دمه (ع) و هو حى، فقال له: اذن لايجع بطنك.

قوله (ع): (فضجت الدار و الافنيه)، اى النازلون فى الدار من الملائكه، اى ارتفع ضجيجهم و لجبهم، يعنى انى سمعت ذلك و لم يسمعه غيرى من اهل الدار.

و الملا: الجماعه، يهبط قوم من الملائكه و يصعد قوم.

و العروج: الصعود.

و الهينمه: الصوت الخفى.

و الضريح: ا
لشق فى القبر.

(ذكر خبر موت الرسول (ع)) و قد روى من قصه وفاه رسول الله (ص) انه عرضت له الشكاه التى عرضت، فى اواخر صفر من سنه احدى عشره للهجره، فجهز جيش اسامه بن زيد، فامرهم بالمسير الى البلقاء حيث اصيب زيد و جعفر (ع) من الروم، و خرج فى تلك الليله الى البقيع و قال انى قد امرت بالاستغفار عليهم فقال (ع): السلام عليكم يا اهل القبور، ليهنكم ما اصبحتم فيه، مما اصبح الناس فيه اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع اولها آخرها.

ثم استغفر لاهل البقيع طويلا، ثم قال لاصحابه: ان جبريل كان يعارضنى القرآن فى كل عام مره، و قد عارضنى به العام مرتين، فلا اراه الا لحضور اجلى.

ثم انصرف الى بيته، فخطب الناس فى غده، فقال: معاشر الناس، قد حان منى خفوق من بين اظهركم، فمن كان له عندى عده، فلياتنى اعطه اياها، و من كان على دين فلياتنى اقضه.

ايها الناس، انه ليس بين الله و بين احد نسب و لا امر يوتيه به خيرا، او يصرف عنه شرا الا العمل، الا لايدعين مدع و لايتمنين متمن.

و الذى بعثنى بالحق لاينجى الا عمل مع رحمه، و لو عصيت لهويت.

اللهم قد بلغت.

ثم نزل فصلى بالناس صلاه خفيفه، ثم دخل بيت ام سلمه، ثم انتقل الى بيت عائشه يعلله النساء و الرجال،
اما النساء فازواجه و بنته (ع)، و اما الرجال فعلى (ع) و العباس و الحسن و الحسين (ع)، و كانا غلامين يومئذ، و كان الفضل بن العباس يدخل احيانا اليهم، ثم حدث الاختلاف بين المسلمين ايام مرضه، فاول ذلك التنازع الواقع يوم قال (ص): ائتونى بدواه و قرطاس، و تلا ذاك حديث التخلف عن جيش اسامه، و قول عياش بن ابى ربيعه: ايولى هذا الغلام على جله المهاجرين و الانصار! ثم اشتد به المرض، و كان عند خفه مرضه يصلى بالناس بنفسه، فلما اشتد به المرض، امر ابابكر ان يصلى بالناس.

و قد اختلف فى صلاته بهم، فالشيعه تزعم انه لم يصل بهم الا صلاه واحده، و هى الصلاه التى خرج رسول الله (ص) فيها يتهادى بين على (ع) و الفضل، فقام فى المحراب مقامه و تاخر ابوبكر.

و الصحيح عندى- و هو الاكثر الاشهر- انها لم تكن آخر صلاه فى حياته (ص) بالناس جماعه، و ان ابابكر صلى بالناس بعد ذلك يومين، ثم مات (ص)، فمن قائل يقول: انه توفى لليلتين بقيتا من صفر، و هو القول الذى تقوله الشيعه، و الاكثرون انه توفى فى شهر ربيع الاول بعد مضى ايام منه.

و قد اختلف الروايه فى موته، فانكر عمر ذلك، و قال: انه لم يمت، و انه غاب و سيعود، فثناه ابوبكر عن هذا القول، و تلا عليه الايات المت
ضمنه انه سيموت، فرجع الى قوله.

ثم اختلفوا فى موضع دفنه، فراى قوم ان يدفنوه بمكه لانها مسقط راسه، و قال من قال: بل بالمدينه، ندفنه بالبقيع عند شهداء احد.

ثم اتفقوا على دفنه فى البيت الذى قبض فيه، و صلوا عليه ارسالا لا يومهم احد.

و قيل: ان عليا (ع) اشار بذلك فقبلوه.

و انا اعجب من ذلك، لان الصلاه عليه كانت بعد بيعه ابى بكر، فما الذى منع من ان يتقدم ابوبكر فيصلى عليه اماما! و تنازعوا فى تلحيده و تضريحه، فارسل العباس عمه الى ابى عبيده بن الجراح- و كان يحفر لاهل مكه و يضرح على عادتهم- رجلا، و ارسل على رجلا الى ابى طلحه الانصارى- و كان يلحد لاهل المدينه على عادتهم- و قال: اللهم اختر لنبيك، فجاء ابوطلحه فلحد له، و ادخل فى اللحد.

و تنازعوا فيمن ينزل معه القبر، فمنع على (ع) الناس ان ينزلوا معه، و قال: لاينزل قبره غيرى و غير العباس، ثم اذن فى نزول الفضل و اسامه بن زيد مولاهم، ثم ضجت الانصار، و سالت ان ينزل منها رجل فى قبره.

فانزلوا اوس بن خولى- و كان بدريا.

فاما الغسل فان عليا (ع) تولاه بيده، و كان الفضل بن العباس يصب عليه الماء.

و روى المحدثون عن على (ع)، انه قال: ما قلبت منه عضوا الا و انقلب، لا اجد له ثقلا، كان معى
من يساعدنى عليه، و ما ذلك الا الملائكه.

و اما حديث الهينمه و سماع الصوت، فقد رواه خلق كثير من المحدثين، عن على (ع) و تروى الشيعه ان عليا (ع) عصب عينى الفضل بن العباس، حين صب عليه الماء، و ان رسول الله (ص) اوصاه بذلك، و قال: انه لايبصر عورتى احد غيرك الا عمى.

قوله (ع): (فمن ذا احق به منى حيا و ميتا!) انتصابهما على الحال من الضمير المجرور فى (به)، اى اى شخص احق برسول الله (ص) حال حياته و حال وفاته منى! و مراده من هذا الكلام، انه احق بالخلافه بعده و احق الناس بالمنزله منه حيث كان بتلك المنزله منه فى الدنيا، و ليس يجوز ان يكونا حالين من الضمير المجرور فى (منى) لانه لايحسن ان يقول: انا احق به اذا كنت حيا من كل احد، و احق به اذا كنت ميتا من كل احد، لان الميت لا يوصف بمثل ذلك، و لانه لا حال ثبتت له من الاحقيه اذا كان حيا الا و هى ثابته له اذا كان ميتا، و ان كان الميت يوصف بالاحقيه، فلا فائده فى قوله.

(و ميتا) على هذا الفرض، و لايبقى فى تقسيم الكلام الى قسمين فائده، و اما اذا كان حالا من الضمير فى (به)، فانه لايلزم من كونه احق بالمنزله الرفيعه من رسول الله (ص) و هو حى ان يكون احق بالخلافه بعد وفاته، اى ليس احدهما يل
زم الاخر، فاحتاج الى ان يبين انه احق برسول الله (ص) من كل احد ان كان الرسول حيا و ان كان ميتا، و لم يستهجن ان يقسم الكلام الى القسمين المذكورين.

قوله (ع): (فانفذوا الى بصائركم) اى اسرعوا الى الجهاد على عقائدكم التى انتم عليها و لايدخلن الشك و الريب فى قلوبكم.

قوله (ع): (انى لعلى جاده الحق، و انهم لعلى مزله الباطل) كلام عجيب على قاعده الصناعه المعنويه، لانه لايحسن ان يقول: و انهم لعلى جاده الباطل، لان الباطل لا يوصف بالجاده، و لهذا يقال لمن ضل: وقع فى بنيات الطريق، فتعوض عنها بلفظ (المزله) و هى الموضع الذى يزل فيه الانسان، كالمزلقه: موضع الزلق، و المغرقه: موضع الغرق، و المهلكه: موضع الهلاك.

/ 614