شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
قالوا: و الذى مضى من الطوفان الى صبيحه اليوم الذى خرج فيه المتوكل الى دمشق ثلاث آلاف و سبعمائه و خمس و ثلاثون سنه و عشره اشهر و اثنان و عشرون يوما.و ذكر ابوالريحان البيرونى فى كتاب "الاثار الباقيه عن القرون الخاليه" ان الفرس و المجوس يزعمون ان عمر الدنيا اثنا عشر الف سنه، على عدد البروج و
عدد الشهور و ان الماضى منها الى وقت ظهور زردشت صاحب شريعتهم ثلاثه آلاف سنه، و بين ابتداء ظهور زردشت و بين اول تاريخ الاسكندر مائتان و ثمان و خمسون سنه، و بين تاريخ الاسكندر و بين سنته التى كتبنا فيها شرح هذا الفصل- و هى سنه سبع و اربعين و ستمائه للهجره النبويه- الف و خمسمائه و سبعون سنه، فعلى هذا يكون الماضى الى يومنا هذا من اصل اثنى عشر الف سنه اربعه آلاف و ثمانمائه و ثمانى عشره سنه، فيكون الباقى من الدنيا على قولهم اكثر من الماضى.و حكى ابوالريحان عن الهند فى بعض كتبه، ان مده عمر الدنيا مقدار تضعيف الواحد من اول بيت فى رقعه الشطرنج الى آخر البيوت.فاما الاخباريون من المسلمين، فاكثرهم يقولون: ان عمر الدنيا سبعه آلاف سنه و يقولون اننا فى السابع، و الحق انه لايعلم احد هذا الا الله تعالى وحده، كما قال سبحانه: (يسالونك عن الساعه ايان مرساها، فيم انت من ذكراها، الى ربك منتهاها) و قال: (لايجليها لوقتها الا هو ثقلت فى السموات و الارض لا تاتيكم الا بغته يسالونك كانك حفى عنها قل انما علمها عند الله).و نقول مع ذلك كما ورد به الكتاب العزيز: (اقتربت الساعه) و (اقترب للناس حسابهم)، و (اتى امر الله فلا تستعجلوه).و لانع
لم كميه الماضى و لا كميه الباقى، و لكنا نقول كما امرنا، و نسمع و نطيع كما ادبنا، و من الممكن ان يكون ما بقى قريبا عند الله، و غير قريب عندنا كما قال سبحانه: (انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا).و بالجمله هذا موضع غامض يجب السكوت عنه.قوله (ع): (و قامت باهلها على ساق) الضمير الدنيا، و الساق الشده، اى انكشفت عن شده عظيمه.و قوله تعالى: (و التفت الساق بالساق) اى التفت آخر شده الدنيا باول شده الاخره.و المهاد: الفراش، و ازف منها قياد، اى قرب انقيادها الى التقضى و الزوال.و اشراط الساعه: علاماتها، و اضافتها الى الدنيا لانها فى الدنيا تحدث و ان كانت علامات للاخرى.و العفاء: الدروس.و روى: (من طولها) و الطول: الحبل.ثم عاد الى ذكر النبى (ص) فقال: جعله الله سبحانه بلاغا لرسالته، اى ذا بلاغ، و البلاغ: التبليغ، فحذف المضاف.و لاتخبو: لاتنطفى ء.و الفرقان: ما يفرق به بين الحق و الباطل.و اثافى الاسلام: جمع اثفيه، و هى الاحجار توضع عليها القدر، شكل مثلث.و الغيطان: جمع غائط، و هو المطمئن من الارض.و لايغيضها، بفتح حرف المضارعه، غاض الماء و غضته انا، يتعدى و لايتعدى، و روى (لايغيضها) بالضم على قول من قال: اغضت الماء، و هى لغ
ه ليست بالمشهوره.و الاكام: جمع اكم، مثل جبال جمع جبل، و الاكم جمع اكمه، مثل عنب جمع عنبه و الاكمه: ما علا من الارض، و هى دون الكثيب.