شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فاما الرهينه فهى المرتهنه، يقال للمذكر: هذا رهين عندى على كذا، و للانثى: هذه رهينه عندى على كذا، كانها (ع
) كانت عنده عوضا من رويه رسول الله (ص)، كما تكون الرهينه عوضا عن الامر الذى اخذت رهينه عليه.

ثم ذكر (ع) ان حزنه دائم، و انه يسهر ليله و لا ينام الى ان يلتحق برسول الله (ص) و يجاوره فى الدار الاخره، و هذا من باب المبالغه، كما يبالغ الخطباء و الكتاب و الشعراء فى المعانى، لانه (ع) ما سهر منذ ماتت فاطمه و دام سهره الى ان قتل (ع)، و انما سهر ليله او شهرا او سنه، ثم استمر مريره، و ارعوى رسنه، فاما الحزن فانه لم يزل حزينا اذا ذكرت فاطمه، هكذا وردت الروايه عنه.

قوله (ع): (و ستنبئك ابنتك)، اى ستعلمك.

فاحفها السوال، اى استقص فى مسالتها، و استخبرها الحال، احفيت احفاء فى السوال: استقصيت، و كذلك فى الحجاج و المنازعه، قال الحارث بن حلزه: ان اخواننا الاراقم يغلو ن علينا فى قيلهم احفاء و رجل حفى، اى مستقص فى السوال.

و استخبرها الحال، اى عن الحال، فحذف الجار، كقولك: اخترت الرجال زيدا اى من الرجال، اى سلها عما جرى بعدك من الاستبداد بعقد الامر دون مشاورتنا و لايدل هذا على وجود النص، لانه يجوز ان تكون الشكوى و التالم من اطراحهم و ترك ادخالهم فى المشاوره، فان ذلك مما تكرهه النفوس و تتالم منه، و هجا الشاعر قوما، فقال: و يقضى
الامر حين تغيب تيم و لايستاذنون و هم شهود قوله: (هذا و لم يطل العهد، و لم يخلق الذكر)، اى لم ينس.

فان قلت: فما هذا الامر الذى لم ينس و لم يخلق، ان لم يكن هناك نص؟ قلت: قوله (ص): (انى مخلف فيكم الثقلين)، و قوله: (اللهم ادر الحق معه حيث دار)، و امثال ذلك من النصوص الداله على تعظيمه و تبجيله و منزلته فى الاسلام، فهو (ع) كان يريد ان يوخر عقد البيعه الى ان يحضر و يستشار، و يقع الوفاق بينه و بينهم، على ان يكون العقد لواحد من المسلمين بموجبه، اما له او لابى بكر، او لغيرهما، و لم يكن ليليق ان يبرم الامر و هو غير حاضر له، مع جلالته فى الاسلام، و عظيم اثره، و ما ورد فى حقه من وجوب موالاته و الرجوع الى قوله و فعله، فهذا هو الذى كان ينقم (ع)، و منه كان يتالم و يطيل الشكوى، و كان ذلك فى موضعه.

و ما انكر الا منكرا.

فاما النص فانه لم يذكره (ع)، و لااحتج به، و لما طال الزمان صفح عن ذلك الاستبداد الذى وقع منهم، و حضر عندهم فبايعهم، و زال ما كان فى نفسه.

فان قلت: فهل كان يسوغ لابى بكر، و قد راى وثوب الانصار على الامر ان يوخره الى ان يخرج (ع) و يحضر المشوره؟ قلت: انه لم يلم ابابكر بعينه، و انما تالم من استبداد الصحابه بالام
ر دون حضوره و مشاورته.

و يجوز ان يكون اكثر تالمه و عتابه مصروفا الى الانصار الذين فتحوا باب الاستبداد، و التغلب.

(ما رواه ابوحيان فى حديث السقيفه) و روى القاضى ابوحامد احمد بن بشير المروروذى العامرى فيما حكاه عنه ابوحيان التوحيدى، قال ابوحيان: سمرنا عند القاضى ابى حامد ليله ببغداد بدار ابن جيشان، فى شارع الماذيان، فتصرف الحديث بنا كل متصرف، و كان الله معنا مزيلا مخلطا عزيز الروايه، لطيف الدرايه (له) فى كل جو متنفس، و فى كل نار مقتبس، فجرى حديث السقيفه، و تنازع القوم الخلافه، فركب كل منا فنا، و قال قولا، و عرض بشى ء و نزع الى مذهب، فقال ابوحامد: هل فيكم من يحفظ رساله ابى بكر الى على، و جواب على له و مبايعته اياه عقيب تلك الرساله؟ فقالت الجماعه: لا و الله، فقال: هى و الله من درر الحقاق المصونه، و مخبات الصناديق فى الخزائن المحوطه، و منذ حفظتها ما رويتها الا للمهلبى فى وزارته، فكتبها عنى فى خلوه بيده، و قال: لااعرف فى الارض رساله اعقل منها، و لا ابين، و انها لتدل على علم و حكم، و فصاحه و فقاهه، فى دين و دهاء و بعد غور، و شده غوص.

فقال له واحد من القوم: ايها القاضى، فلو اتممت المنه علينا بروايتها سمعناها و ر
ويناه عنك، فنحن اوعى لها من المهلبى، و اوجب ذماما عليك! فقال: هذه الرساله رواها عيسى بن داب، عن صالح بن كيسان، عن هشام بن عروه، عن ابيه عروه بن الزبير، عن ابى عبيده بن الجراح.

قال ابوعبيده: لما استقامت الخلافه لابى بكر بين المهاجرين و الانصار، و لحظ بعين الوقار و الهيبه- بعد هنه كاد الشيطان بها يسر فدفع الله شرها، و ادحض عسرها، فركد كيدها، و تيسر خيرها، و قصم ظهر النفاق و الفسق بين اهلها- بلغ ابابكر عن على (ع) تلكو و شماس، و تهمهم و نفاس، فكره ان يتمادى الحال و تبدو له العوره، و تنفرج ذات البين، و يصير ذلك دريئه لجاهل مغرور، او عاقل ذى دهاء، او صاحب سلامه ضعيف القلب، خوار العنان، دعانى فى خلوه فحضرته، و عنده عمر وحده- و كان عمر قبسا له و ظهيرا معه، يستضى ء بناره، و يستملى من لسانه- فقال لى: يا اباعبيده، ما ايمن ناصيتك، و ابين الخير بين عارضيك! لقد كنت مع رسول الله (ص) بالمكان المحوط، و المحل المغبوط، و لقد قال فيك فى يوم مشهود: (ابوعبيده امين هذه الامه)، و طالما اعز الله الاسلام بك، و اصلح ثلمه على يديك، و لم تزل للدين ناصرا و للمومنين روحا، و لاهلك ركنا، و لاخوانك مردا! قد اردتك لامر له ما بعده، خطره مخوف،
و صلاحه معروف، و لئن لم يندمل جرحه بمسبارك و رفقك، و لم تجب حيته برقيتك، لقد وقع الياس، و اعضل الباس، و احتيج بعدك الى ما هو امر من ذلك و اعلق، و اعسر منه و اغلق، و الله اسال تمامه بك و نظامه على يدك.

فتات له يا اباعبيده، و تلطف فيه، و انصح لله و لرسوله، و لهذه العصابه، غير آل جهدا، و لاقال حمدا، و الله كالئك و ناصرك، و هاديك و مبصرك.

/ 614