شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و من اعجب شانك قولك: (لو لا سابق قول لشفيت غيظى بخنصرى و بنصرى)! و هل ترك الدين لاحد ان يشفى غيظه بيده او لسانه! تلك جاهليه استاصل الله شافتها، و اقتلع جرثومتها، و نور ليله
ا، و غور سيلها، و ابدل منها الروح و الريحان، و الهدى و البرهان! و زعمت انك ملجم، فلعمرى ان من اتقى الله، و آثر رضاه، و طلب ما عنده، امسك لسانه، و اطبق فاه، و غلب عقله و دينه على هواه.

و اما قولك: (انى لاعرف منزع قوسى)، فاذا عرفت منزع قوسك عرفك غيرك مضرب سيفه، و مطعن رمحه.

و اما ما تزعمه من الامر الذى جعله رسول الله (ص) لك، فتخلفت اعذارا الى الله، و الى العارفه به من المسلمين، فلو عرفه المسلمون لجنحوا اليه، و اصفقوا عليه، و ما كان الله ليجمعهم على العمى، و لا ليضربهم بالصبا بعد الهدى، و لو كان لرسول الله (ص) فيك راى، و عليك عزم، ثم بعثه الله، فراى اجتماع امته على ابى بكر، لما سفه آرائهم، و لا ضلل احلامهم، و لا آثرك عليهم، و لا ارضاك بسخطهم، و لامرك باتباعهم، و الدخول معهم فيما ارتضوه لدينهم.

فقال على: مهلا اباحفص ارشدك الله! خفض عليك، ما بذلت ما بذلت و انا اريد عنه حولا، و ان اخسر الناس صفقه عند الله من استبطن النفاق، و احتضن الشقاق، و فى الله خلف عن كل فائت، و عوض من كل ذاهب، و سلوه عن كل حادث، و عليه التوكل فى جميع الحوادث.

ارجع اباحفص الى مجلسك ناقع القلب، مبرود الغليل، فصيح اللسان، رحب الصدر، متهلل الوجه،
فليس وراء ما سمعته منى الا ما يشد الازر، و يحبط الوزر، و يضع الاصر، و يجمع الالفه، و يرفع الكلفه ان شاءالله.

فانصرف عمر الى مجلسه.

قال ابوعبيده: فلم اسمع و لم ار كلاما و لا مجلسا كان اصعب من ذلك الكلام و المجلس.

قلت: الذى يغلب على ظنى ان هذه المراسلات و المحاورات و الكلام كله مصنوع موضوع، و انه من كلام ابى حيان التوحيدى، لانه بكلامه و مذهبه فى الخطابه و البلاغه اشبه، و قد حفظنا كلام عمر و رسائله، و كلام ابى بكر و خطبه، فلم نجدهما يذهبان هذا المذهب، و لا يسلكان هذا السبيل فى كلامهما، و هذا كلام عليه اثر التوليد ليس يخفى، و اين ابوبكر و عمر من البديع و صناعه المحدثين! و من تامل كلام ابى حيان عرف ان هذا الكلام من ذلك المعدن خرج، و يدل عليه انه اسنده الى القاضى ابى حامد المروروذى، و هذه عادته فى كتاب "البصائر" يسند الى القاضى ابى حامد كل ما يريد ان يقوله هو من تلقاء نفسه، اذا كان كارها لان ينسب اليه، و انما ذكرناه نحن فى هذا الكتاب، لانه و ان كان عندنا موضوعا منحولا، فانه صوره ما جرت عليه حال القوم، فهم و ان لم ينطقوا به بلسان المقال، فقد نطقوا به بلسان الحال.

و مما يوضح لك انه مصنوع، ان المتكلمين على اختلاف مقا
لاتهم من المعتزله و الشيعه و الاشعريه و اصحاب الحديث، و كل من صنف فى علم الكلام و الامامه لم يذكر احد منهم كلمه واحده من هذه الحكايه، و لقد كان المرتضى رحمه الله يلتقط من كلام اميرالمومنين (ع) اللفظه الشاذه، و الكلمه المفرده الصادره عنه (ع)، فى معرض التالم و التظلم، فيحتج بها، و يعتمد عليها، نحو قوله: (ما زلت مظلوما مذ قبض رسول الله حتى يوم الناس هذا).

و قوله: (لقد ظلمت عدد الحجر و المدر).

و قوله: (ان لنا حقا ان نعطه ناخذه، و ان نمنعه نركب اعجاز الابل، و ان طال السرى).

و قوله: (فصبرت و فى الحلق شجا، و فى العين قذى).

و قوله: (اللهم انى استعديك على قريش فانهم ظلمونى حقى، و غصبونى ارثى).

و كان المرتضى اذا ظفر بكلمه من هذه، فكانما ظفر بملك الدنيا و يودعها كتبه و تصانيفه، فاين كان المرتضى عن هذا الحديث! و هلا ذكر فى كتاب "الشافى فى الامامه" كلام اميرالمومنين (ع) هذا، و كذلك من قبله من الاماميه كابن النعمان، و بنى نوبخت، و بنى بابويه و غيرهم، و كذلك من جاء بعده متاخرى متكلمى الشيعه و اصحاب الاخبار و الحديث منهم الى وقتنا هذا! و اين كان اصحابنا عن كلام ابى بكر و عمر له (ع)! و هلا ذكره قاضى القضاه فى "المغنى" مع احت
وائه على كل ما جرى بينهم، حتى انه يمكن ان يجمع منه تاريخ كبير مفرد فى اخبار السقيفه! و هلا ذكره من كان قبل قاضى القضاه من مشايخنا و اصحابنا و من جاء بعده من متكلمينا و رجالنا! و كذلك القول فى متكلمى الاشعريه و اصحاب الحديث كابن الباقلانى و غيره، و كان ابن الباقلانى شديدا على الشيعه، عظيم العصبيه على اميرالمومنين (ع)، فلو ظفر بكلمه من كلام ابى بكر و عمر فى هذا الحديث لملات الكتب و التصانيف بها، و جعلها هجيراه و دابه.

و الامر فيما ذكرناه من وضع هذه القصه ظاهر لمن عنده ادنى ذوق من علم البيان، و معرفه كلام الرجال، و لمن عنده ادنى معرفه بعلم السير، و اقل انس بالتواريخ.

قوله (ع): (مودع لاقال و لا مبغض و لا سئم)، اى لا ملول، سئمت من الشى ء اسام ساما و ساما و سامه، سئمته اذا مللته، و رجل سووم.

ثم اكد (ع) هذا المعنى، فقال: (ان انصرفت فلا عن ملاله، و ان اقمت فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين)، اى ليست اقامتى على قبرك و جزعى عليك، انكارا منى لفضيله الصبر و التجلد و التعزى و التاسى، و ما وعد الله به الصابرين من الثواب، بل انا عالم بذلك، و لكن يغلبنى بالطبع البشرى.

و روى ان فاطمه بنت الحسين (ع) ضربت فسطاطا على قبر بعلها
الحسن ابن الحسن (ع) سنه، فلما انقضت السنه قوضت الفسطاط راجعه الى بيتها، فسمعت هاتفا يقول: هل بلغوا ما طلبوا! فاجابه هاتف آخر، بل يئسوا فانصرفوا.

و ذكر ابوالعباس محمد بن يزيد المبرد فى كتابه "الكامل" ان عليا (ع) تمثل عند قبر فاطمه: ذكرت ابا اروى فبت كاننى برد الهموم الماضيات وكيل لكل اجتماع من خليلين فرقه و كل الذى دون الفراق قليل و ان افتقادى واحدا بعد واحد دليل على الا يدوم خليل و الناس يرونه: و ان افتقادى فاطما بعد احمد

/ 614