شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فظ فى التهافت قافيه.و قال الشاعر: و يوم كيوم البعث ما فيه حاكم و لا عاصم الا قنا و دروع حبست به نفسى على موقف الردى حفاظا و اطراف الرماح شروع و ما يستوى عند الملمات ان عرت صبور على مكروهها و جزوع ابوحيه النميرى: انى رايت و فى الايام تجربه للصبر عاقبه محموده الاثر و قل من جد فى امر يحاوله و استصحب الصبر الا فاز بالظفر و وصف الحسن البصرى عليا (ع)، فقال: كان لايجهل، و ان جهل عليه حلم.و لايظلم، و ان ظلم غفر.و لايبخل، و ان بخلت الدنيا عليه صبر.عبدالعزيز بن زراره الكلابى: قد عشت فى الدهر اطوارا على طرق شتى فقاسيت منه الحلو و البشعا كلا بلوت فلا النعماء تبطرنى و لا تخشعت من لاوائها جزعا لا يملا الامر صدرى قبل موقعه و لا يضيق به صدرى اذا وقعا و من كلام بعضهم: من تبصر تصبر.الصبر يفسح الفرج، و يفتح المرتتج.المحنه اذا تلقيت بالرضا و الصبر كانت نعمه دائمه، و النعمه اذا خلت من الشكر كانت محنه لازمه.قيل لابى مسلم صاحب الدوله.بم اصبت ما اصبت؟ قال: ارتديت بالصبر، و اتزرت بالكتمان، و حالفت الحزم، و خالفت الهوى، و لم اجعل العدو صديقا، و لا الصديق عدوا.منصور النمرى فى الرشيد.و ليس ل
اعباء الامور اذا عرت بمكترث لكن لهن صبور يرى ساكن الاطراف باسط وجهه يريك الهوينى و الامور تطير من كلام اميرالمومنين (ع): اوصيكم بخمس لو ضربتم اليهن آباط الابل كانت لذلك اهلا: لايرجون احدكم الا ربه، و لايخافن الا ذنبه، و لايستحين اذا سئل عما لايعلم ان يقول لااعلم، و لايستحيى اذا جهل امرا ان يتعلمه.و عليكم بالصبر، فان الصبر من الايمان بمنزله الراس من الجسد، فكما لا خير فى جسد لا راس له، لا خير فى ايمان لا صبر معه.و عنه (ع): لايعدم الصبور الظفر، و ان طال به الزمان.نهشل بن حرى: و يوم كان المصطلين بحره و ان لم يكن جمرا قيام على جمر صبرنا له حتى تجلى و انما تفرج ايام الكريهه بالصبر على (ع): اطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر و حسن اليقين.و عنه (ع): و ان كنت جازعا على ما تفلت من يديك، فاجزع على كل ما لم يصل اليك! و فى كتابه (ع) الذى كتبه الى عقيل اخيه: و لاتحسبن ابن امك- و لو اسلمه الناس- متضرعا متخشعا، و لامقرا للضيم واهنا، و لاسلس الزمام للقائد، و لا وطى ء الظهر للراكب، و لكنه كما قال اخو بنى سليم: فان تسالينى كيف انت فاننى صبور على ريب الزمان صليب يعز على ان ترى بى كابه فيشمت عاد او يس
اء حبيب (فصل فى الرياء و النهى عنه) و اعلم انه (ع)، بعد ان امرنا بالصبر، نهى عن الرياء فى العمل، و الرياء فى العمل منهى عنه، بل العمل ذو الرياء ليس بعمل على الحقيقه، لانه لم يقصد به وجه الله تعالى.و اصحابنا المتكلمون يقولون: ينبغى ان يعمل المكلف الواجب لانه واجب، و يجتنب القبيح لانه قبيح، و لايفعل الطاعه و يترك المعصيه رغبه فى الثواب، و خوفا من العقاب، فان ذلك يخرج عمله من ان يكون طريقا الى الثواب، و شبهوه بالاعتذار فى الشى ء، فان من يعتذر اليك من ذنب خوفا ان تعاقبه على ذلك الذنب، لا ندما على القبيح الذى سبق منه، لايكون عذره مقبولا، و لاذنبه عندك مغفورا.و هذا مقام جليل لايصل اليه الا الافراد من الوف الالوف.و قد جاء فى الاثار من النهى عن الرياء و السمعه كثير، روى عن النبى (ص) انه قال: (يوتى فى يوم القيامه بالرجل قد عمل اعمال الخير كالجبال- او قال: كجبال تهامه- و له خطيئه واحده، فيقال: انما عملتها ليقال عنك، فقد قيل، و ذاك ثوابك و هذه خطيئتك، ادخلوه بها الى جهنم).و قال (ع): (ليست الصلاه قيامك و قعودك، انما الصلاه اخلاصك، و ان تريد بها الله وحده).و قال حبيب الفارسى: لو ان الله تعالى اقامنى يوم القيامه
و قال: هل تعد سجده سجدت ليس للشيطان فيها نصيب لم اقدر على ذلك.توصل عبدالله بن الزبير الى امراه عبدالله بن عمر- و هى اخت المختار بن ابى عبيد الثقفى- فى ان تكلم بعلها عبدالله بن عمر ان يبايعه.فكلمته فى ذلك، و ذكرت صلاته و قيامه و صيامه، فقال لها: اما رايت البغلات الشهب التى كنا نراها تحت معاويه بالحجر اذا قدم مكه؟ قالت: بلى، قال فاياها يطلب ابن الزبير بصومه و صلاته! و فى الخبر المرفوع: (ان اخوف ما اخاف على امتى الرياء فى العمل، الا و ان الرياء فى العمل هو الشرك الخفى): صلى و صام لامر كان يطلبه حتى حواه فلا صلى و لا صاما
و قوله: (هم اعظم الناس حيطه) كبيعه، اى رعايه و كلاءه، و يروى، (حيطه)، كغيبه، و هى مصدر حاط اى تحننا و تعطفا.(فصل فى الاعتضاد بالعشيره و التكثر بالقبيله) ثم انه (ع) بعد نهيه عن الرياء و طلب السمعه، امر بالاعتضاد بالعشيره و التكثر بالقبيله، فان الانسان لايستغنى عنهم و ان كان ذا مال، و قد قالت الشعراء فى هذا المعنى كثيرا، فمن ذلك قول بعض شعراء الحماسه: اذا المرء لم يغضب له حين يغضب فوارس ان قيل اركبوا الموت يركبوا و لم يحبه بالنصر قوم اعزه مقاحيم فى الامر الذى يتهيب تهضمه ادنى العداه فلم يزل و ان كان عضا بالظلامه يضرب فاخ لحال السلم من شئت و اعلمن بان سوى مولاك فى الحرب اجنب و مولاك مولاك الذى ان دعوته اجابك طوعا و الدماء تصبب فلا تخذل المولى و ان كان ظالما فان به تثاى الامور و تراب و من شعر الحماسه ايضا: افيقوا بنى حزن و اهواونا معا و ارحامنا موصوله لم تقضب لعمرى لرهط المرء خير بقيه عليه و ان عالوا به كل مركب اذا كنت فى قوم و امك منهم لتعزى اليهم فى خبيث و طيب و ان حدثتك النفس انك قادر على ما حوت ايدى الرجال فكذب و من شعر الحماسه ايضا: لعمرك ما انصفتن
ى حين سمتنى هواك مع المولى و ان لا هوى ليا اذا ظلم المولى فزعت لظلمه فحرق احشائى و هرت كلابيا و من شعر الحماسه ايضا: و ما كنت ابغى العم يمشى على شفا و ان بلغتنى من اذاه الجنادع و لكن اواسيه و انسى ذنوبه لترجعه يوما الى الرواجع و حسبك من ذل و سوء صنيعه مناواه ذى القربى و ان قيل قاطع و من شعر الحماسه ايضا: الا هل اتى الانصار ان ابن بحدل حميدا شفى كلبا فقرت عيونها فانا و كلبا كاليدين متى تقع شمالك فى الهيجا تعنها يمينها و من شعر الحماسه ايضا: اخوك اخوك من يناى و تدنو مودته و ان دعى استجابا اذا حاربت حارب من تعادى و زاد غناوه منك اقترابا يواسى فى كريهته و يدنو اذا ما مضلع الحدثان نابا (فصل فى حسن الثناء و طيب الاحدوثه) ثم انه (ع) ذكر ان لسان الصدق يجعله الله للمرء فى الناس خيرا له من المال يورثه غيره.و لسان الصدق هو ان يذكر الانسان بالخير، و يثنى عليه به، قال سبحانه: (و اجعل لى لسان صدق فى الاخرين).و قد ورد فى هذا المعنى من النثر و النظم الكثير الواسع، فمن ذلك قول عمر لابنه هرم: ما الذى اعطى ابوك زهيرا؟ قالت: اعطاه مالا يفنى، و ثيابا تبلى.قال: لكن ما اعطاكم زهير لايب
ليه الدهر، و لايفنيه الزمان.و من شعر الحماسه ايضا: اذا انت اعطيت الغنى ثم لم تجد بفضل الغنى الفيت ما لك حامد و قل غناء عنك مال جمعته اذا كان ميراثا و واراك لاحد و قال يزيد بن المهلب: المال و الحياه احب شى ء الى الانسان، و الثناء الحسن احب الى منهما، و لو انى اعطيت ما لم يعطه احد لاحببت ان يكون لى اذن اسمع بها ما يقال فى غدا و قدمت كريما.و حكى ابوعثمان الجاحظ عن ابراهيم السندى، قال: قلت فى ايام ولايتى الكوفه لرجل من وجوهها- كان لايجف لبده و لايستريح قلمه، و لاتسكن حركته فى طلب حوائج الناس، و ادخال السرور على قلوبهم، و الرفق على ضعفائهم، و كان عفيف الطعمه.خبرنى عما هون عليك النصب، و قواك على التعب؟ فقال: قد و الله سمعت غناء الاطيار بالاسحار، على اغصان الاشجار، و سمعت خفق الاوتار، و تجاوب العود و المزمار، فما طربت من صوت قط طربى من ثناء حسن على رجل محسن، فقلت: لله ابوك! فلقد ملئت كرما.و قال حاتم: اماوى ان يصبح صداى بقفره من الارض لا ماء لدى و لا خمر ترى ان ما انفقت لم يك ضرنى و ان يدى مما بخلت به صفر اماوى ما يغنى الثراء عن الفتى اذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر بعض المحدثين: من اشترى بما
له حسن الثناء غبنا افقره سماحه و ذلك الفقر الغنى و من امثال الفرس: كل ما يوكل ينتن، و كل ما يوهب يارج.و قال ابوالطيب: ذكر الفتى عمره الثانى و حاجته ما قاته و فضول العيش اشغال
و الخصاصه: الفقر، يقول: القضاء و القدر ينزلان من السماء الى الارض كقطر المطر، اى مبثوث فى جميع اقطار الارض الى كل نفس بما قسم لها من زياده او نقصان، فى المال و العمر و الجاه و الولد و غير ذلك.فاذا راى احدكم لاخيه زياده فى رزق او عمر او ولد و غير ذلك، فلا يكونن ذلك له فتنه تفضى به الى الحسد، فان الانسان المسلم اذا كان غير مواقع لدناءه و قبيح يستحيى من ذكره بين الناس، و يخشع اذا قرع به، و يغرى لئام الناس بهتك ستره ب،ه كاللاعب بالقداح، المحظوظ منها، ينتظر اول فوزه و غلبه من قداحه، تجلب له نفعا، و تدفع عنه ضرا، كذلك من وصفنا حاله، يصبر و ينتظر احدى الحسنيين، اما ان يدعوه الله فيقبضه اليه، و يستاثر به، فالذى عندالله خير له.و اما ان ينسا فى اجله، فيرزقه الله اهلا و مالا، فيصبح و قد اجتمع له ذلك مع حسبه و دينه و مروءته المحفوظه عليه.ثم قال: (المال و البنون حرث الدنيا)، و هو من قوله سبحانه: (المال و البنون زينه الحياه الدنيا)، و من قوله تعالى: (من كان يريد حرث الاخره نزد له فى حرثه و من كان يريد حرث الدنيا نوته منها و ما له فى الاخره من نصيب).قال: و قد يجمعهما الله لاقوام، فانه تعالى قد يرزق الرجل ال
صالح مالا و بنين، فتجمع له الدنيا و الاخره.ثم قال: (فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه)، و ذلك لانه تعالى قال: (فاتقون)، و قال: (فارهبون)، و قال: (فلا تخشوا الناس و اخشون)، و غير ذلك من آيات التحذير.ثم قال: و لتكن التقوى منكم اقصى نهايات جهدكم، لا ذات تقصيركم، فان العمل القاصر قاصر الثواب، قاصر المنزله.(فصل فى مواساه الاهل و صله الرحم) ثم انه (ع) بعد ان قرظ الثناء و الذكر الجميل، و فضله على المال، امر بمواساه الاهل، و صله الرحم، و ان قل ما يواسى به، فقال: (الا لايعدلن احدكم عن القرابه...)، الى آخر الفصل، و قد قال الناس فى هذا المعنى فاكثروا.فمن ذلك قول زهير: و من يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغن عنه و يذمم و قال عثمان: ان عمر كان يمنع اقرباءه ابتغاء وجه الله، و انا اعطيتهم ابتغاء وجه الله، و لن تروا مثل عمر.ابوهريره مرفوعا: (الرحم مشتقه من الرحمن، و الرحمن اسم من اسماء الله العظمى، قال الله لها: من وصلك وصلته، و من قطعك قطعته).و فى الحديث المشهور: (صله الرحم تزيد فى العمر).و قال طرفه يهجو انسانا بانه يصل الاباعد و يقطع الاقارب: و انت على الادنى شمال عريه شاميه تزوى الوجوه بليل و انت على
الاقصى صبا غير قره تذاءب منها مزرع و مسيل و من شعر الحماسه: لهم جل مالى ان تتابع لى غنى و ان قل مالى لااكلفهم رفدا و لااحمل الحقد القديم عليهم و ليس رئيس القوم من يحمل الحقدا