شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشرح:

امعنتم فى البغى: بالغتم فيه، من امعن فى الارض، اى ذهب فيها بعيدا.

و مصارحه لله، اى مكاشفه.

و المناصبه المعاداه.

و ملاقح الشنان، قال الراوندى: الملاقح هى الفحول التى تلقح، و ليس بصحيح، نص الجوهرى على ان الوجه لواقح كما جاء فى القرآن: (و ارسلنا الرياح لقواح).

و قال: هو من النوادر، لان الماضى رباعى.

و الصحيح ان ملاقح هاهنا جمع ملقح و هو المصدر، من لقحت كضربت مضربا و شربت مشربا.

و يجوز فتح النون من الشنان و تسكينها، و هو البغض.

و منافخ الشيطان: جمع منفخ، و هو مصدر ايضا، من نفخ، و نفخ الشيطان و نفثه واحد، و هو وسوسته و تسوبله، و يقال للمتطاول الى ما ليس له: قد نفخ الشيطان فى انفه.

و فى كلامه (ع)، يقوله لطلحه و هو صريع، و قد وقف عليه، و اخذ سيفه: (سيف طالما جلى به الكرب عن وجه رسول الله (ص)، و لكن الشيطان نفخ فى انفه!).

قوله: و اعنقوا: اصرعوا، و فرس معناق، و السير العنق، قال الراجز: يا ناق سيرى عنقا فسيحا الى سليمان فنستريحا و الحنادس: الظلم.

و المهاوى: جمع مهواه بالفتح، و هى الهوه يتردى الصيد فيها، و قد تهاوى الصيد فى المهواه، اذا سقط بعضه فى اثر بعض.

قوله (ع): (ذللا عن سياقه)، انتصب ع
لى الحال، جمع ذلول، و هو السهل المقاده، و هو حال من الضمير فى (اعنقوا)، اى اسرعوا منقادين لسوقه اياهم.

و سلسا: جمع سلس، و هو السهل ايضا، و انما قسم (ذللا) و (سلسا) بين (سياقه) و (قياده) لان المستعمل فى كلامهم: قدت الفرس فوجدته سلسا او صعبا، و لا يستحسنون: سقته فوجدته سلسا او صعبا، و انما المستحسن عندهم: سقته فوجدته ذلولا او شموسا.

قوله (ع): (امرا) منصوب بتقدير فعل، اى اعتمدوا امرا، (و كبرا)، معطوف عليه، او ينصب (كبرا) على المصدر بان يكون اسما واقعا موقعه، كالعطاء موضع الاعطاء.

و قال الراوندى: (امرا) منصوب هاهنا لانه مفعول به و ناصبه المصدر الذى هو سياقه و قياده، تقول: سقت و قدت قيادا و هذا غير صحيح لان مفعول هذين المصدرين محذوف تقديره: عن سياقه اياهم و قياده اياهم، و هذا هو معنى الكلام، و لو فرضنا مفعول احد هذين المصدرين (امرا) لفسد معنى الكلام.

و قال الراوندى ايضا: و يجوز ان يكون (امرا) حالا.

و هذا ايضا ليس بشى ء، لان الحال وصف هيئه الفاعل او المفعول، و (امرا) ليس كذلك.

قوله (ع): (تشابهت القلوب فيه)، اى ان الحميه و الفخر و الكبر و العصبيه ما زالت القلوب متشابهه متماثله فيها.

و تتابعت القرون عليه: جمع قرن با
لفتح، و هى الامه من الناس.

و كبرا تضايقت الصدور، به اى كبر فى الصدور حتى امتلات به و ضاقت عنه لكثرته.

ثم امر بالحذر من طاعه الروساء ارباب الحميه، و فيه اشاره الى قوله تعالى: (انا اطعنا سادتنا و كبرائنا فاضلونا السبيلا).

و قد كان امر فى الفصل الاول بالتواضع لله، و نهى هاهنا عن التواضع للروساء، و قد جاء فى الخبر المرفوع: (ما احسن تواضع الاغنياء للفقراء! و احسن منه تكبر الفقراء على الاغنياء).

الذين تكبروا عن حسبهم، اى جهلوا انفسهم، و لم يفكروا فى اصلهم من النطف المستقذره من الطين المنتن، قال الشاعر: ما بال من اوله نطفه و جيفه آخره يفخر يصبح لا يملك تقديم ما يرجو و لا تاخير ما يحذر قوله (ع): (و القوا الهجينه على ربهم) روى (الهجينه) على (فعيله)، كالطبيعه و الخليقه، و روى (الهجنه) على (فعله)، كالمضغه و اللقمه، و المراد بهما الاستهجان، من قولك: هو يهجن كذا، اى يقبحه، و يستهجنه اى يستقبحه.

اى نسبوا ما فى الانساب من القبح بزعمهم الى ربهم، مثل ان يقولوا للرجل: انت عجمى و نحن عرب، فان هذا ليس الى الانسان، بل هو الى الله تعالى، فاى ذنب له فيه! قوله: (و جاحدوا الله)، اى كابروه و انكروا صنعه اليهم.

و آساس بالمد: ج
مع اساس.

و اعتزاء الجاهليه: قولهم: يا لفلان! و سمع ابى بن كعب رجلا يقول: يا لفلان! فقال: عضضت بهن ابيك! فقيل له: يا اباالمنذر ما كنت فحاشا، قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: (من تعزى بعزاء الجاهليه فاعضوه بهن ابيه و لا تكنوا).

قوله: (فلا تكونوا لنعمه الله اضدادا)، لان البغى و الكبر يقتضيان زوال النعمه و تبدلها بالنقمه.

قوله: (و لاتطيعوا الادعياء)، مراده هاهنا بالادعياء الذين ينتحلون الاسلام و يبطنون النفاق.

ثم وصفهم فقال: (الذين شربتم بصفوكم كدرهم)، اى شربتم كدرهم مستبدلين ذلك بصفوكم.

و يروى: (الذين ضربتم)، اى مزجتم.

و يروى، (شريتم) اى بعتم و استبدلتم.

و الاحلاس: جمع حلس، و هو كساء رقيق يكون على ظهر البعير ملازما له، فقيل لكل ملازم امر: هو حلس ذلك الامر.

و الترجمان، بفتح التاء: هو الذى يفسر لسانا بلسان غيره، و قد تضم التاء و يروى: (و نثا فى اسماعكم) من نث الحديث، اى افشاه.

الشرح:

التكابر: التعاظم، و الغرض مقابله لفظه (التواضع) لتكون الالفاظ مزدوجه.

و عفر وجهه: الصقه بالعفر.

و خفضوا اجنحتهم: الانوا جانبهم.

و المخمصه: الجوع.

و المجهده: المشقه، و اميرالمومنين (ع) كثير الاستعمال لمفعل و مفعله بمعنى المصدر، اذا تصفحت كلامه عرفت ذلك.

و محصهم، اى طهرهم، و روى (مخضهم) بالخاء و الضاد المعجمه، اى حركهم و زلزلهم.

ثم نهى ان يعتبر رضا الله و سخطه بما نراه من اعطائه الانسان مالا و ولدا، فان ذلك جهل.

بمواقع الفتنه و الاختبار.

و قوله تعالى: (ايحسبون...)، الايه دليل على ما قاله (ع)، و الادله العقليه ايضا دلت على ان كثيرا من الالام و الغموم و البلوى انما يفعله الله تعالى للالطاف و المصالح.

و ما الموصوله فى الايه يعود اليها محذوف و مقدر لابد منه، و الا كان الكلام غير منتظم، و غير مرتبط بعضه ببعض، و تقديره: نسارع لهم فى الخيرات.

الشرح:

مدارع الصوف: جمع مدرعه، بكسر الميم، و هى كالكساء، و تدرع الرجل و تمدرع اذا لبسها.

و العصى: جمع عصا.

و تقول: هذا سوار المراه، و الجمع اسوره، و جمع الجمع اساوره، و قرى ء: (فلولا القى عليه اسوره من ذهب).

و قد يكون جمع اساور، قال سبحانه: (يحلون فيه
ا من اساور من ذهب)، قال ابوعمرو بن العلاء: اساور هاهنا: جمع اسوار و هو السوار.

و الذهبان، بكسر الذال: جمع ذهب، كخرب لذكر الحبارى و خربان.

و العقيان: الذهب ايضا.

قوله (ع): (و اضمحلت الانباء)، اى تلاشت و فنيت.

و الانباء: جمع نباء، و هو الخبر، اى لسقط الوعد و الوعيد و بطلا.

قوله (ع): (و لالزمت الاسماء معانيها)، اى من يسمى مومنا او مسلما حينئذ، فان تسميته مجاز لا حقيقه، لانه ليس بمومن ايمانا من فعله و كسبه، بل يكون ملجا الى الايمان بما يشاهده من الايات العظيمه.

و المبتلين، بفتح اللام: جمع مبتلى، كالمعطين و المرتضين، جمع معطى و مرتضى.

و الخصاصه: الفقر.

و هذا الكلام هو ما يقوله اصحابنا بعينه فى تعليل افعال البارى ء سبحانه بالحكمه و المصلحه، و ان الغرض بالتكليف هو التعريض للثواب، و انه يجب ان يكون خالصا من الالجاء، و من ان يفعل الواجب بوجه غير وجه وجوبه، يرتدع عن القبيح لوجه غير وجه قبحه.

و روى ابوجعفر محمد بن جرير الطبرى فى التاريخ، ان موسى قدم هو و اخوه هارون مصر على فرعون، لما بعثهما الله تعالى اليه حتى وقفا على بابه يلتمسان الاذن عليه، فمكثا سنين يغدوان على بابه و يروحان، لايعلم بهما، و لايجترى ء احد على ان يخبره بشانهما- و قد كانا قالا لمن بالباب: انا رسولا رب العالمين الى ف
رعون- حتى دخل عليه بطال له يلاعبه و يضحكه، فقال له: ايها الملك ان على الباب رجلا يقول قولا عجيبا عظيما، و يزعم ان له الها غيرك، قال: ببابى! قال.

نعم، قال: ادخلوه، فدخل و بيده عصاه، و معه هارون اخوه، فقال: انا رسول رب العالمين اليك... و ذكر تمام الخبر.

فان قلت: اى خاصيه فى الصوف و لبسه؟ و لم اختاره الصالحون على غيره؟ قلت: ورد فى الخبر ان اول لباس لبسه آدم لما هبط الى الارض صوف كبش قيضه الله له، و امره ان يذبحه فياكل لحمه و يلبس صوفه، لانه اهبط عريان من الجنه فذبحه، و غزلت حواء صوفه، فلبس آدم منه ثوبا، و البس حواء ثوبا آخر، فلذلك صار شعار الاولياء و انتسبت اليه الصوفيه.

الشرح:

تمد نحوه اعناق الرجال، اى لعظمته، اى يومله الموملون و يرجوه الراجون، و كل من امل شيئا فقد طمح ببصره اليه معنى لا صوره، فكنى عن ذلك بمد العنق.

و تشد اليه عقد الرحال: يسافر ارباب الرغبات اليه، يقول: لو كان الانبياء ملوكا ذوى باس و قهر لم يمكن ايمان الخلق و انقيادهم اليهم، لان الايمان فى نفسه واجب عقلا، بل كان لرهبه لهم او رغبه فيهم، فكانت النيات مشتركه.

هذا فرض سوال و جواب عنه، كانه قال لنفسه: لم لايجوز ان يكون ايمانهم على هذا التقدير ل
وجوبه، و لخوف ذلك النبى، او لرجاء نفع ذلك النبى (ص)؟ فقال: لان النيات تكون حينئذ مشتركه، اى يكون المكلف قد فعل الايمان لكلا الامرين.

و كذلك تفسير قوله: (و الحسنات مقتسمه): قال: و لايجوز ان تكون طاعه الله تعالى تعلو الا لكونها طاعه له لا غير، و لايجوز ان يشوبها و يخالطها من غيرها شائبه.

فان قلت: ما معنى قوله: (لكان ذلك اهون على الخلق فى الاعتبار، و ابعد لهم من الاستكبار)؟ قلت: اى لو كان الانبياء كالملوك فى السطوه و البطش، لكان المكلف لا يشق عليه الاعتبار و الانزجار عن القبائح مشقته عليه اذا تركه لقبحه لا لخوف السيف، و كان بعد المكلفين عن الاستكبار و البغى لخوف السيف و التاديب اعظم من بعدهم عنهما اذا تركوهما لوجه قبحهما، فكان يكون ثواب المكلف، اما ساقطا، و اما ناقصا.

الشرح:

كانت المثوبه، اى الثواب.

و اجزل: اكثر، و الجزيل: العظيم، و عطاء جزل و جزيل و الجمع جزال، و قد اجزلت له من العطاء، اى اكثرت.

و جعله للناس قياما، اى عمادا، و فلان قيام اهله، اى يقيم شئونهم، و منه قوله تعالى: (و لا توتوا السفهاء اموالكم التى جعل الله لكم قياما).

و اوعر بقاع الارض حجرا، اى اصعبها، و مكان وعر، بالتسكين: صعب المسلك او المقام.

و اقل نتائق الدنيا مدرا، اصل هذه اللفظه من قولهم: (امراه منتاق)، اى كثيره الحبل و الولاده، و يقال: ضيعه منتاق اى كثيره الريع، فجعل (ع) الضياع دوات المدر التى تثار للحرث نتائق، و قال: ان مكه اقلها صلاحا للزرع، لان ارضها حجريه.

و القطر: الجانب، و رمال دمثه: سهله، و كلما كان الرمل اسهل، كان ابعد عن ان ينبت.

و عيون وشله، اى قليله الماء، و الوشل، بفتح الشين: الماء القليل، و يقال: وشل الماء وشلانا، اى قطر.

قوله: (لا يزكو بها خف)، اى لاتزيد الابل فيها اى لا تسمن، و الخف هاهنا هو الابل، و الحافر: الخيل و الحمير، و الظلف: الشاه، اى ليس حولها مرعى يرعاه الغنم فتسمن.

و ان يثنوا اعطافهم نحوه، اى يقصدوه و يحجوه، و عطفا الرجل: جانباه.

و صار مثابه، اى يثاب اليه و يرجع نحوه مره بعد اخرى، و هذه من الفاظ الكتاب العزيز.

قوله (ع): (لمنتجع اسفارهم)، اى لنجعتها، و النجعه: طلب الكلاء فى الاصل، ثم سمى كل من
قصد امرا يروم النفع منه منتجعا.

قوله: (و غايه لملقى رحالهم) اى صار البيت هو الغايه التى هى الغرض و المقصد، و عنده تلقى الرحال، اى تحط رحال الابل عن ظهورها، و يبطل السفر، لانهم قد انتهوا الى الغايه المقصوده.

قوله: (تهوى اليه ثمار الافئده)، ثمره الفواد: هو سويداء القلب، و منه قولهم للولد: هو ثمره الفواد، و معنى (تهوى اليه) اى تتشوقه و تحن نحوه.

و المفاوز: هى جمع مفازه، الفلاه سميت مفازه، اما لانها مهلكه، من قولهم: فوز الرجل، اى هلك، و اما تفاولا بالسلامه و الفوز، و الروايه المشهوره.

(من مفاوز قفار) بالاضافه.

و قد روى قوم: (من مفاوز) بفتح الزاء، لانه لاينصرف، و لم يضيفوا، جعلوا (قفار) صفه.

و السحيقه: البعيده.

و المهاوى: المساقط.

و الفجاج: جمع فج، و هو الطريق بين الجبلين.

قوله (ع): (حتى يهزوا مناكبهم)، اى يحركهم الشوق نحوه الى ان يسافروا اليه، فكنى عن السفر بهز المناكب.

و ذللا، حال اما منهم و اما من المناكب، و واحد المناكب، منكب بكسر الكاف، و هو مجمع عظم العضد و الكتف.

قوله: (و يهللون)، يقولون: لا اله الا الله، و روى: (يهلون لله) اى يرفعون اصواتهم بالتلبيه و نحوها.

و يرملون، الرمل: السعى فوق المشى قليلا.

شعثا غب
را، لايتعهدون شعورهم و لا ثيابهم و لا ابدانهم، قد نبذوا السرابيل، و رموا ثيابهم و قمصانهم المخيطه.

و شوهوا باعفاء الشعور، اى غيروا و قبحوا محاسن صورهم، بان اعفوا شعورهم فلم يحلقوا ما فضل منها و سقط على الوجه و نبت فى غيره من الاعضاء التى جرت العاده بازالتها عنها.

و التمحيص: التطهير، من محصت الذهب بالنار اذا صفيته مما يشوبه، و التمحيص ايضا: الامتحان و الاختبار.

و المشاعر: معالم النسك.

قوله: (و سهل و قرار)، اى فى مكان سهل يستقر فيه الناس و لاينالهم من المقام به مشقه.

و جم الاشجار: كثيرها.

و دانى الثمار: قريبها.

و ملتف البنى: مشتبك العماره.

و البره: الواحده من البر، و هو الحنطه.

و الارياف.

جمع ريف و هو الخصب و المرعى فى الاصل، و هو هاهنا السواد و المزارع، و محدقه: محيطه.

و مغدقه: غزيره، و الغدق: الماء الكثير.

و ناضره: ذات نضاره و رونق و حسن.

قوله: (و لو كانت الاساس)، يقول: لو كانت اساس البيت التى حمل البيت عليها و احجاره التى رفع بها من زمرده و ياقوته فالمحمول و المرفوع كلاهما مرفوعان، لانهما صفه اسم كان و الخبر (من زمرده)، و روى: (بين زمرده)، و يجوز ان تحمل لفظتا المفعول و هما المحمول و المرفوع ضمير البيت، فيك
ون قائما مقام اسم الفاعل، و يكون موضع الجار و المجرور نصبا، و يجوز الا تحملهما ذلك الضمير، و يجعل الجار و المجرور هو الساد مسد الفاعل، فيكون موضعه رفعا.

و روى: (مضارعه الشك) بالضاد المعجمه، و معناه مقارنه الشك و دنوه من النفس، و اصله من مضارعه القدر اذا حان ادراكها، و من مضارعه الشمس اذا دنت للمغيب.

و قال الراوندى فى تفسير هذه الكلمه: من مضارعه الشك، اى مماثلته و مشابهته، و هذا بعيد، لانه لا معنى للماثله و المشابهه هاهنا، و الروايه الصحيحه بالصاد المهمله.

قوله (ع): (و لنفى متعلج الريب)، اى اعتلاجه، اى و لنفى اضطراب الشك فى القلوب.

و روى (يستعبدهم) و (يتعبدهم، و الثانيه احسن.

و المجاهد: جمع مجهده، و هى المشقه.

و ابوابا فتحا، اى مفتوحه.

و اسبابا ذللا، اى سهله.

و اعلم ان محصول هذا الفصل انه كلما كانت العباده اشق كان الثواب عليها اعظم، و لو ان الله تعالى جعل العبادات سهله على المكلفين لما استحقوا عليها من الثواب الا قدرا يسيرا، بحسب ما يكون فيها من المشقه اليسيره.

فان قلت: فهل كان البيت الحرام موجودا ايام آدم (ع)، ثم امر آدم و ولده ان يثنوا اعطافهم نحوه؟ قلت: نعم هكذا روى ارباب السير و اصحاب التواريخ، روى ابوجعف
ر محمد بن جرير الطبرى فى "تاريخه" عن ابن عباس، ان الله تعالى اوحى الى آدم لما اهبطه الى الارض: ان لى حرما حيال عرشى، فانطلق فابن لى بيتا فيه، ثم طف به كما رايت ملائكتى تحف بعرشى، فهنالك استجيب دعائك و دعاء من يحف به من ذريتك.

فقال آدم: انى لست اقوى على بنائه، و لا اهتدى اليه، فقيض الله تعالى له ملكا، فانطلق به نحو مكه- و كان آدم فى طريقه كلما راى روضه او مكانا يعجبه سال الملك ان ينزل به هناك ليبنى فيه، فيقول الملك: انه ليس هاهنا حتى اقدمه مكه- فبنى البيت من خمسه جبال: طور سيناء، و طور زيتون، و لبنان، و الجودى، و بنى قواعده من حراء.

فلما فرغ خرج به الملك الى عرفات، فاراه المناسك كلها التى يفعلها الناس اليوم، ثم قدم به مكه و طاف بالبيت اسبوعا، ثم رجع الى ارض الهند فمات.

و روى الطبرى فى التاريخ ان آدم حج من ارض الهند الى الكعبه اربعين حجه على رجليه.

و قد روى ان الكعبه انزلت من السماء و هى ياقوته او لولوه، على اختلاف الروايات و انها بقيت على تلك الصوره الى ان فسدت الارض بالمعاصى ايام نوح، و جاء الطوفان فرفع البيت، و بنى ابراهيم هذه البنيه على قواعده القديمه.

و روى ابوجعفر، عن وهب بن منبه ان آدم دعا ربه فقال: يا
رب اما لارضك هذه عامر يسبحك و يقدسك فيها غيرى! فقال الله: انى ساجعل فيها من ولدك من يسبح بحمدى و يقدسنى، و ساجعل فيها بيوتا ترفع لذكرى، يسبحنى فيها خلقى، و يذكر فيها اسمى، و ساجعل من تلك البيوت بيتا اختصه بكرامتى، و اوثره باسمى، فاسميه بيتى، و عليه وضعت جلالتى و خصصته بعظمتى، و انا مع ذلك فى كل شى ء، اجعل ذلك البيت حرما آمنا يحرم بحرمته من حوله، و من تحته، و من فوقه فمن حرمه بحرمتى استوجب كرامتى، و من اخاف اهله فقد اباح حرمتى، و استحق سخطى، و اجعله بيتا مباركا ياتيه بنوك شعثا غبرا على كل ضامر من كل فج عميق يرجون، بالتلبيه رجيجا، و يعجون بالتكبير عجيجا، من اعتمده لايريد غيره، و وفد الى و زارنى و استضاف بى، اسعفته بحاجته، و حق على الكريم ان يكرم وفده و اضيافه، تعمره يا آدم ما دمت حيا، ثم تعمره الامم و القرون و الانبياء من ولدك امه بعد امه، و قرنا بعد قرن.

قال: ثم امر آدم ان ياتى الى البيت الحرام الذى اهبط له الى الارض فيطوف به كما كان يرى الملائكه تطوف حول العرش، و كان البيت حينئذ من دره او من ياقوته، فلما اغرق الله تعالى قوم نوح رفعه، و بقى اساسه فبواه الله لابراهيم فبناه.

/ 614