شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لغره، فانك لاتدرى متى تقدر على عدوك على مثل حالهم التى هم عليها، و ان تسير الى عدوك اعز لك من ان يسيروا اليك.و اعلم (مجلد 2 صفحه 7( و الله انه لو لاتفرق الناس عن صاحبك لقد نهض اليك.فقال لنا: ما استغنى عن رايكم و مشورتكم، و متى احتج الى ذلك منكم ادعكم.ان هولاء الذين تذكرون تفرقهم على صاحبهم، و اختلاف اهوائهم، لم يبلغ ذلك عندى بهم ان اكون اطمع فى استئصالهم و اجتياحهم، و ان اسير اليهم مخاطرا بجندى، لاادرى على تكون الدائره ام لى! فاياكم و استبطائى، فانى آخذ بهم فى وجه هو ارفق بكم، و ابلغ فى هلكتهم.قد شننت عليهم الغارات من كل جانب، فخيلى مره بالجزيره، و مره بالحجاز، و قد فتح الله فيما بين ذلك مصر، فاعز بفتحها ولينا، و اذل به عدونا، فاشراف اهل العراق لما يرون من حسن صنيع الله لنا، ياتوننا على قلائصهم فى كل الايام، و هذا مما يزيدكم الله به و ينقصهم، و يقويكم و يضعفهم، و يعزكم و يذلهم، فاصبروا و لاتعجلوا، فانى لو رايت فرصتى لاهتبلتها.فخرجنا من عنده و نحن نعرف الفصل فيما ذكر، فجلسنا ناحيه، و بعث معاويه عند خروجنا من عنده الى بسر بن ابى ارطاه، فبعثه فى ثلاثه آلاف، و قال: سر حتى تمر بالمدينه، فاطرد الناس، و اخف
من مررت به، و انهب اموال كل من اصبت له مالا، ممن لم يكن دخل فى طاعتنا، فاذا دخلت المدينه، فارهم انك تريد انفسهم، و اخبرهم انه لا براءه لهم عندك و لا عذر، حتى اذا ظنوا انك موقع بهم فاكفف عنهم، ثم سر حتى تدخل مكه، و لاتعرض فيها لاحد، و ارهب الناس عنك فيما بين المدينه و مكه، و اجعلها شردا، حتى تاتى صنعاء و الحند، فان لنا بهما شيعه، و قد جاءنى كتابهم.فخرج بسر فى ذلك البعث، حتى اتى دير مروان، فعرضهم فسقط منهم اربعمائه، فمضى فى الفين و ستمائه، فقال الوليد بن عقبه، اشرنا على معاويه براينا ان يسير (مجلد 2 صفحه 8( الى الكوفه، فبعث الجيش الى المدينه، فمثلنا و مثله، كما قال الاول: اريها السها و ترينى القمر.فبلغ ذلك معاويه، فغضب و قال: و الله لقد هممت بمساءه هذا الاحمق الذى لايحسن التدبير، و لايدرى سياسه الامور.ثم كف عنه.قلت: الوليد كان لشده بغضه عليا (ع) القديم التالد، لايرى الاناه فى حربه، و لايستصلح الغارات على اطراف بلاده، و لايشفى غيظه و لايبرد حزازات قلبه، الا باستئصاله نفسه بالجيوش، و تسييرها الى دار ملكه، و سرير خلافته، و هى الكوفه، و ان يكون معاويه بنفسه هو الذى يسير بالجيوش اليه، ليكون ذلك ابلغ فى هلاك ع
لى (ع)، و اجتثاث اصل سلطانه.و معاويه كان يرى غير هذا الراى، و يعلم ان السير بالجيش للقاء على (ع) خطر عظيم، فاقتضت المصلحه عنده و ما يغلب على ظنه من حسن التدبير، ان يثبت بمركزه بالشام فى جمهور جيشه، و يسرب الغارات على اعمال على (ع) و بلاده، فتجوس خلال الديار و تضعفها، فاذا اضعفتها اضعفت بيضه ملك على (ع)، لان ضعف الاطراف يوجب ضعف البيضه، و اذا اضعفت البيضه كان على بلوغ ارادته، و المسير حينئذ- ان استصوب المسير- اقدر.و لايلام الوليد على ما فى نفسه، فان عليا (ع) قتل اباه عقبه بن ابى معيط صبرا يوم بدر، و سمى الفاسق بعد ذلك فى القرآن، لنزاع وقع بينه و بينه، (مجلد 2 صفحه 9( ثم جلده الحد فى خلافه عثمان، و عزله عن الكوفه، و كان عاملها.و ببعض هذا عند العرب ارباب الدين و التقى تستحل المحارم، و تستباح الدماء، و لاتبقى مراقبه ى فى شفاء الغيظ لدين و لا لعقاب و لا لثواب، فكيف الوليد المشتمل على الفسوق و الفجور، مجاهرا بذلك! و كان من المولفه قلوبهم، مطعونا فى نسبه، مرميا بالالحاد و الزندقه.قال ابراهيم بن هلال: روى عوانه عن الكلبى و لوط بن يحيى ان بسرا لما اسقط من اسقط من جيشه، سار بمن تخلف معه، و كانوا اذا وردوا ماء اخ
ذوا ابل اهل ذلك الماء فركبوها، و قادوا خيولهم حتى يردوا الماء الاخر، فيردون تلك الابل، و يركبون ابل هولاء، فلم يزل يصنع ذلك حتى قرب الى المدينه.قال: و قد روى ان قضاعه استقبلتهم، ينحرون لهم الجزر، حتى دخلوا المدينه قال: فدخلوها، و عامل على (ع) عليها ابوايوب الانصارى، صاحب منزل رسول الله (ص)، فخرج عنها هاربا، و دخل بسر المدينه، فخطب الناس و شتمهم و تهددهم يومئذ و توعدهم، و قال: شاهت الوجوه! ان الله تعالى يقول: (و ضرب الله مثلا قريه كانت آمنه مطمئنه ياتيها رزقها...) الايه، و قد اوقع الله تعالى ذلك المثل بكم و جعلكم اهله، كان بلدكم مهاجر النبى (ص) و منزله، و فيه قبره و منازل الخلفاء من بعده، فلم تشكروا نعمه ربكم، و لم ترعوا حق نبيكم، و قتل خليفه الله بين اظهركم، فكنتم بين قاتل و خاذل، و متربص و شامت، ان كانت للمومنين، قلتم: الم نكن معكم! و ان كان للكافرين نصيب! قلتم: الم نستحوذ عليكم و نمنعكم من (مجلد 2 صفحه 10( المومنين! ثم شتم الانصار، فقال: يا معشر اليهود و ابناء العبيد: بنى زريق، و بنى النجار، و بنى سلمه، و بنى عبدالاشهل، اما و الله لاوقعن بكم وقعه تشفى غليل صدور المومنين و آل عثمان، اما و الله لادعنكم اح
اديث كالامم السالفه.فتهددهم حتى خاف الناس ان يوقع بهم، ففزعوا الى حويطب بن عبدالعزى - و يقال انه زوج امه- فصعد اليه المنبر، فناشده، و قال: عترتك و انصار رسول الله، و ليسوا بقتله عثمان، فلم يزل به حتى سكن، و دعا الناس الى بيعه معاويه فبايعوه.و نزل فاحرق دورا كثيره، منها دار زراره بن حرون، احد بنى عمرو بن عوف، و دار رفاعه بن رافع الزرقى، و دار ابى ايوب الانصارى.و تفقد جابر بن عبدالله، فقال: ما لى لاارى جابرا يا بنى سلمه! لا امان لكم عندى، او تاتونى بجابر، فعاذ جابر بام سلمه رضى الله عنها، فارسلت الى بسر بن ارطاه، فقال: لااومنه حتى يبايع، فقالت له ام سلمه: اذهب فبايع، و قالت لابنها عمر: اذهب فبايع، فذهبا فبايعاه.قال ابراهيم: و روى الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان، قال: سمعت جابر ابن عبدالله الانصارى يقول: لما خفت بسرا و تواريت عنه، قال لقومى: لا امان لكم عندى حتى يحضر جابر، فاتونى و قالوا: ننشدك الله لما انطلقت معنا فبايعت، فحقنت دمك و دماء قومك، فانك ان لم تفعل قتلت مقاتلينا، و سبيت ذرارينا.فاستنظرتهم الليل، فلما امسيت دخلت على ام سلمه فاخبرتها الخبر، فقالت: يا بنى، انطلق فبايع، احقن دمك و دماء قومك، فانى قد
امرت ابن اخى ان يذهب فيبايع، و انى لاعلم انها بيعه ضلاله.(مجلد 2 صفحه 11( قال ابراهيم: فاقام بسر بالمدينه اياما ثم قال لهم: انى قد عفوت عنكم، و ان لم تكونوا لذلك باهل، ما قوم قتل امامهم بين ظهرانيهم باهل ان يكف عنهم العذاب، و لئن نالكم العفو منى فى الدنيا، انى لارجو الا تنالكم رحمه الله عز و جل فى الاخره، و قد استخلفت عليكم اباهريره، فاياكم و خلافه.ثم خرج الى مكه.قال ابراهيم: روى الوليد بن هشام، قال اقبل بسر، فدخل المدينه، فصعد منبر الرسول (ص)، ثم قال: يا اهل المدينه، خضبتم لحاكم، و قتلتم عثمان مخضوبا، و الله لاادع فى المسجد مخضوبا الا قتلته، ثم قال لاصحابه: خذوا بابواب المسجد- و هو يريد ان يستعرضهم- فقام اليه عبدالله بن الزبير و ابو قيس احد بنى عامر بن لوى، فطلبا اليه حتى كف عنهم.و خرج الى مكه، فلما قرب منها هرب قثم بن العباس- و كان عامل على (ع)- و دخلها بسر، فشتم اهل مكه و انبهم.ثم خرج عنها، و استعمل عليها شيبه بن عثمان.قال ابراهيم: و قد روى عوانه عن الكلبى ان بسرا لما خرج من المدينه الى مكه قتل فى طريقه رجالا، و اخذ اموالا، و بلغ اهل مكه خبره، فتنحى عنها عامه اهلها، و تراضى الناس بشيبه بن عثمان ام
يرا لما خرج قثم بن العباس عنها، و خرج الى بسر قوم من قريش، فتلقوه، فشتمهم، ثم قال: اما و الله لو تركت و رايى فيكم لتركتكم و ما فيكم روح تمشى على الارض.فقالوا: ننشدك الله فى اهلك و عترتك! فسكت ثم دخل و طاف بالبيت، و صلى ركعتين، ثم خطبهم، فقال: الحمد لله الذى اعز دعوتنا، و جمع الفتنا، و اذل عدونا بالقتل و التشريد، هذا ابن ابى طالب بناحيه العراق فى ضنك و ضيق، قد ابتلاه الله بخطيئته، و اسلمه بجريرته، (مجلد 2 صفحه 12( فتفرق عنه اصحابه ناقمين عليه، و ولى الامر معاويه الطالب بدم عثمان، فبايعوا و لاتجعلوا على انفسكم سبيلا.فبايعوا.و تفقد سعيد بن العاص فطلبه فلم يجده، و اقام اياما ثم خطبهم فقال: يا اهل مكه، انى قد صفحت عنكم، فاياكم و الخلاف، فو الله ان فعلتم لاقصدن منكم الى التى تبير الاصل، و تحرب المال، و تخرب الديار.ثم خرج الى الطائف، فكتب اليه المغيره بن شعبه حين خرج من مكه اليها: اما بعد فقد بلغنى مسيرك الى الحجاز، و نزولك مكه، و شدتك على المريب، و عفوك عن المسى ء، و اكرامك لاولى النهى، فحمدت رايك فى ذلك، فدم على صالح ما كنت عليه، فان الله عز و جل لن يزيد بالخير اهله الا خيرا: جعلنا الله و اياك من الامرين با
لمعروف، و القاصدين الى الحق و الذاكرين الله كثيرا.قال: و وجه رجلا من قريش الى تباله، و بها قوم من شيعه على (ع)، و امره بقتلهم.فاخذهم، و كلم فيهم و قيل له: هولاء قومك فكف عنهم حتى ناتيك بكتاب من بسر بامانهم: فحبسهم.و خرج منيع الباهلى من عندهم الى بسر و هو بالطائف يستشفع اليه فيهم، فتحمل عليه بقوم من الطائف، فكلموه فيهم و سالوه الكتاب باطلاقهم، فوعدهم، و مطلهم بالكتاب حتى ظن انه قد قتلهم القرشى المبعوث لقتلهم و ان كتابه لايصل اليهم حتى يقتلوا.ثم كتب لهم، فاتى منيع منزله، و كان قد نزل على امراه بالطائف و رحله عندها، فلم يجدها فى منزلها، فوطى ء على ناقته بردائه، و ركب فسار يوم الجمعه و ليله السبت لم ينزل عن راحلته قط، فاتاهم ضحوه و قد اخرج القوم ليقتلوا، و استبطى ء كتاب بسر فيهم، فقدم رجل منهم فضربه رجل من اهل الشام، فانقطع سيفه، فقال الشاميون بعضهم لبعض: شمسوا سيوفكم حتى تلين فهزوها.و تبصر منيع (مجلد 2 صفحه 13( الباهلى بريق السيوف، فالمع بثوبه، فقال القوم: هذا راكب عنده خير، فكفوا، و قام به بعيره فنزل عنه، و جاء على رجليه يشتد فدفع الكتاب اليهم فاطلقوا.و كان الرجل المقدم- الذى ضرب بالسيف فانكسر السيف- ا
خاه.قال ابراهيم: و روى على بن مجاهد، عن ابن اسحاق ان اهل مكه لما بلغهم ما صنع بسر، خافوه و هربوا، فخرج ابنا عبيدالله بن العباس: و هما سليمان و داود، و امهما جويريه ابنه خالد بن قرظ الكنانيه و تكنى ام حكيم، و هم حلفاء بنى زهره- و هما غلامان- مع اهل مكه فاضلوهما عند بئر ميمون بن الحضرمى- و ميمون هذا هو اخو العلاء بن الحضرمى- و هجم عليهما بسر، فاخذهما و ذبحهما، فقالت امهما: هامن احس بابنى اللذين هما كالدرتين تشظى عنهما الصدف هامن احس بابنى اللذين هما سمعى و قلبى فقلبى: اليوم مختطف هامن احس بابنى اللذين هما مخ العظام فمخى اليوم مزدهف نبئت بسرا و ما صدقت ما زعموا من قولهم و من الافك الذى اقترفوا انحى على ودجى ابنى مرهفه مشحوذه و كذاك الاثم يقترف من دل والهه حرى مسلبه على صبيين ضلا اذ مضى السلف (مجلد 2 صفحه 14( و قد روى ان اسمهما قثم و عبدالرحمن.و روى انهما ضلا فى اخوالهما من بنى كنانه.و روى ان بسرا انما قتلهما باليمن و انهما ذبحا على درج صنعاء.و روى عبدالملك بن نوفل بن مساحق عن ابيه، ان بسرا لما دخل الطائف، و قد كلمه المغيره، قال له: لقد صدقتنى و نصحتنى: فبات بها و خرج منها، و شيعه ا
لمغيره ساعه، ثم ودعه و انصرف عنه، فخرج حتى مر ببنى كنانه، و فيهم ابنا عبيدالله بن العباس و امهما.فلما انتهى بسر اليهم طلبهما، فدخل رجل من بنى كنانه- و كان ابوهما اوصاه بهما- فاخذ السيف من بيته و خرج فقال له بسر: ثكلتك امك! و الله ما كنا اردنا قتلك، فلم عرضت نفسك للقتل! قال: اقتل دون جارى اعذر لى عند الله و الناس.ثم شد على اصحاب بسر بالسيف حاسرا و هو يرتحز: آليت لايمنع حافات الدار و لايموت مصلتا دون الجار الا فتى اروع غير غدار.فضارب بسيفه حتى قتل، ثم قدم الغلامان فقتلا.فخرج نسوه من بنى كنانه، فقالت امراه منهن: هذه الرجال يقتلها فما بال الولدان! و الله ما كانوا يقتلون فى جاهليه و لا اسلام، و الله ان سلطانا لايشتد الا بقتل الضرع الضعيف، و الشيخ الكبير، و رفع الرحمه، و قطع الارحام لسلطان سوء: فقال بسر: و الله لهممت ان اضع فيكن السيف، قالت: و الله انه لاحب الى ان فعلت! قال ابراهيم: و خرج بسر من الطائف، فاتى نجران، فقتل عبدالله بن عبدالمدان و ابنه مالكا- و كان عبد الله هذا صهرا لعبيد الله بن العباس- ثم جمعهم و قام فيهم و قال: (مجلد 2 صفحه 15( يا اهل نجران، يا معشر النصارى و اخوان القرود: اما و الله ان بل
غنى عنكم ما اكره لاعودن عليكم بالتى تقطع النسل، و تهلك الحرث، و تخرب الديار! و تهددهم طويلا ثم سار حتى (بلغ) ارحب فقتل ابا كرب- و كان يتشيع- و يقال: انه سيد من كان بالباديه من همدان، فقدمه فقتله.و اتى صنعاء و قد خرج عنها عبيدالله بن العباس و سعيد بن نمران، و قد استخلف عبيدالله عليها عمرو بن اراكه الثقفى، فمنع بسرا من دخولها و قاتله، فقتله بسر، و دخل صنعاء، فقتل منها قوما، و اتاه و فد مارب فقتلهم، فلم ينج منهم الا رجل واحد، و رجع الى قومه، فقال لهم: (انعى قتلانا شيوخا و شبانا).قال ابراهيم: و هذه الابيات المشهوره لعبدالله بن اراكه الثقفى: يرثى بها ابنه عمرا: لعمرى لقد اردى ابن ارطاه فارسا بصنعاء كالليث الهزبر ابى الاجر تعز فان كان البكا رد هالكا على احد فاجهد بكاك على عمرو و لاتبك ميتا بعد ميت اجنه على و عباس و آل ابى بكر قال: و روى نمير بن وعله، عن ابى وداك، قال: كنت عند على (ع) لما قدم عليه سعيد بن نمران الكوفه، فعتب عليه و على عبيدالله الا يكونا قاتلا بسرا، (مجلد 2 صفحه 16( فقال سعيد: قد و الله قاتلت، و لكن ابن عباس خذلنى و ابى ان يقاتل و لقد خلوت به حين دنا منا بسر، فقلت: ان ابن عمك لايرضى
منى و منك بدون الجد فى قتالهم، قال: لا و الله ما لنا بهم طاقه و لايدان فقمت فى الناس فحمدت الله ثم قلت: يا اهل اليمن، من كان فى طاعتنا و على بيعه اميرالمومنين (ع) فالى الى.فاجابنى منهم عصابه فاستقدمت بهم، فقاتلت قتالا ضعيفا، و تفرق الناس عنى و انصرفت.قال: ثم خرج بسر من صنعاء، فاتى اهل جيشان- و هم شيعه لعلى (ع)- فقاتلهم و قاتلوه، فهزمهم و قتلهم قتلا ذريعا، ثم رجع الى صنعاء، فقتل بها مائه شيخ من ابناء فارس، لان ابنى عبيدالله بن العباس كانا مستترين فى بيت امراه من ابنائهم، تعرف بابنه بزرج.و قال الكلبى و ابومخنف: فندب على (ع) اصحابه لبعث سريه فى اثر بسر.فتثاقلوا، و اجابه جاريه بن قدامه السعدى، فبعثه فى الفين، فشخص الى البصره، ثم اخذ طريق الحجاز حتى قدم اليمن، و سال عن بسر فقيل: اخذ فى بلاد بنى تميم فقال: اخذ فى ديار قوم يمنعون انفسهم و بلغ بسرا مسير جاريه فانحدر الى اليمامه: و اغذ جاريه، بن قدامه السير، ما يلتفت الى مدينه مر بها و لا اهل حصن، و لا يعرج على شى ء الا ان يرمل بعض اصحابه من الزاد فيامر اصحابه بمواساته، او يسقط بعير رجل او تحفى دابته فيامر اصحابه بان يعقبوه، حتى انتهوا الى ارض اليمن: فهربت شيعه عث
مان حتى لحقوا بالجبال، و اتبعهم شيعه على (ع)، و تداعت عليهم من كل جانب، و اصابوا منهم، و صمد نحو بسر، و بسر بين يديه يفر من جهه الى جهه اخرى، حتى اخرجه من اعمال على (ع) كلها.فلما فعل به ذلك اقام جاريه بحرس نحوا من شهر، حتى استراح و اراح اصحابه، و وثب الناس ببسر فى طريقه لما انصرف من بين يدى جاريه، لسوء سيرته و فظاظته و ظلمه و غشمه و اصاب بنو تميم ثقلا من ثقله فى بلاده.و صحبه الى معاويه ليبايعه على الطاعه ابن مجاعه (مجلد 2 صفحه 17( رئيس اليمامه، فلما وصل بسر الى معاويه قال: يا اميرالمومنين، هذا ابن مجاعه قد اتيتك به فاقتله، فقال معاويه: تركته لم تقتله، ثم جئتنى به فقلت اقتله! لا لعمرى لا اقتله.ثم بايعه و وصله و اعاده الى قومه.و قال بسر: احمد الله يا اميرالمومنين انى سرت فى هذا الجيش اقتل عدوك ذاهبا جائيا لم ينكب رجل منهم نكبه، فقال معاويه: الله قد فعل ذلك لا انت.و كان الذى قتل بسر فى وجهه ذلك ثلاثين الفا و حرق قوما بالنار، فقال يزيد ابن مفرغ: تعلق من اسماء ما قد تعلقا و مثل الذى لاقى من الشوق ارقا سقى هزم الارعاد منبعج الكلى منازلها من مسرقان فسرقا الى الشرف الاعلى الى رامهرمز الى قريات الشي
خ من نهر اربقا الى دشت بارين الى الشط كله الى مجمع السلان من بطن دورقا الى حيث يرفا من دجيل سفينه الى مجمع النهرين حيث تفرقا الى حيث سار المرء بسر بجيشه فقتل بسر ما استطاع و حرقا و روى ابوالحسن المدائنى، قال: اجتمع عبيدالله بن العباس و بسر بن ارطاه يوما عند معاويه بعد صلح الحسن (ع)، فقال له ابن عباس: انت امرت اللعين السيى ء الفدم ان يقتل ابنى؟ فقال: ما امرته بذلك و لوددت انه لم يكن قتلهما فغضب بسر و نزع سيفه فالقاه و قال لمعاويه: اقبض سيفك، قلدتنيه و امرتنى ان اخبط به الناس ففعلت، حتى اذا بلغت ما اردت قلت: لم اهو و لم آمر! فقال: خذ سيفك اليك، فلعمرى (مجلد 2 صفحه 18( انك ضعيف مائق حين تلقى السيف بين يدى رجل من بنى عبدمناف، قد قتلت امس ابنيه.فقال له عبيدالله: اتحسبنى يا معاويه قاتلا بسرا باحد ابنى! هو احقر و الام من ذلك، و لكنى و الله لاارى لى مقنعا، و لاادرك ثارا الا ان اصيب بهما يزيد و عبدالله.فتبسم معاويه و قال: و ما ذنب معاويه! و ابنى معاويه و الله ما علمت و لاامرت، و لارضيت و لاهويت.و احتملها منه لشرفه و سودده.قال: و دعا على (ع) على بسر فقال: اللهم ان بسرا باع دينه بالدنيا، و انتهك محار
مك، و كانت طاعه مخلوق فاجر آثر عنده مما عندك.اللهم فلا تمته حتى تسلبه عقله، و لاتوجب له رحمتك و لا ساعه من نهار.اللهم العن بسرا و عمرا و معاويه، و ليحل عليهم غضبك، و لتنزل بهم نقمتك و ليصبهم باسك و رجزك الذى لا ترده عن القوم المجرمين.فلم يلبث بسر بعد ذلك الا يسيرا حتى وسوس و ذهب عقله.فكان يهذى بالسيف و يقول اعطونى سيفا اقتل به: لايزال يردد ذلك حتى اتخذ له سيف من خشب و كانوا يدنون منه المرفقه، فلا يزال يضربها حتى يغشى عليه، فلبث كذلك الى ان مات.قلت كان مسلم بن عقبه ليزيد و ما عمل بالمدينه فى وقعه الحره كما كان بسر لمعاويه و ما عمل فى الحجاز و اليمن، و من اشبه اباه فما ظلم.نبنى كما كانت اوائلنا تبنى و نفعل مثل ما فعلوا