شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

العشر، بل و قريش شركاوهم ايضا فيه! و سكت مليا و هو يتهادى بيننا، ثم قال: الا اخبركما باحسد قريش كلها؟ قلنا بلى يا اميرالمومنين، قال و عليكما ثيابكما؟ قلنا: نعم، قال: و كيف بذلك و انتما ملبسان ثيابكما! قلنا يا اميرالمومنين و ما بال الثياب قال خوف الاذاعه منها قلنا له اتخاف الاذاعه من الثياب انت و انت من ملبس الثياب اخوف و ما الثياب اردت قال: هو ذاك ثم انطلق و انطلقنا معه حتى انتهينا الى رحله، فخلى ايدينا من يده ثم قال: لاتريما، و دخل، فقلت للمغيره: لا ابا لك لقد عثرنا بكلامنا معه و ما كنا فيه، و ما نراه حبسنا الا ليذاكرنا اياها قال: فانا لكذلك اذ اخرج اذنه الينا، فقال ادخلا فدخلنا فوجدناه مستلقيا على برذعه برحل، فلما رآنا تمثل بقول كعب بن زهير: لاتفش سرك الا عند ذى ثقه اولى و افضل ما استودعت اسرارا صدرا رحيبا و قلبا واسعا قمنا الا تخاف متى اودعت اظهارا فعلمنا انه يريد ان نضمن له كتمان حديثه، فقلت انا له: يا اميرالمومنين الزمنا و خصنا و صلنا، قال: بما ذا يا اخا الاشعرين؟ فقلت: بافشاء سرك و ان تشركنا فى همتك فنعم المستشاران نحن لك! قال: انكما كذلك، فاسالا عما بدا لكما ثم قام الى الباب ليعلقه، فاذا الاذن
الذى اذن لنا عليه فى الحجره، فقال: امض عنا لا ام لك! فخرج و اغلق الباب خلفه، ثم اقبل علينا، فجلس معنا، و قال: سلا تخبرا قلنا نريد ان يخبرنا اميرالمومنين باحسد قريش: الذى لم يامن ثيابنا على ذكره لنا، فقال: سالتما عن معضله: و ساخبركما فليكن عندكما فى ذمه منيعه و حرز ما بقيت فاذا مت فشانكما و ما شئتما من اظهار او كتمان.

قلنا فان لك عندنا ذلك.

قال ابوموسى: و انا اقول فى نفسى: ما يريد الا الذين كرهوا استخلاف ابى بكر له كطلحه و غيره، فانهم قالوا لابى بكر: اتستخلف علينا فظا غليظا! و اذا هو يذهب الى غير ما فى نفسى فعاد الى التنفس ثم قال: من تريانه؟ قلنا: و الله ما ندرى الا ظنا! قال: و ما تظنان؟ قلنا: عساك تريد القوم الذين ارادوا ابابكر على صرف هذا الامر عنك، قال: كلا و الله بل كان ابوبكر اعق، و هو الذى سالتما عنه كان و الله احسد قريش كلها.

ثم اطرق طويلا، فنظر المغيره الى و نظرت اليه، و اطرقنا مليا لاطراقه، و طال السكوت منا و منه.

حتى ظننا انه قد ندم على ما بدا منه.

ثم قال: وا لهفاه على ضئيل بنى تيم بن مره لقد تقدمنى ظالما و خرج الى منها آثما فقال المغيره: اما تقدمه عليك يا اميرالمومنين ظالما فقد عرفناه كيف خرج اليك م
نها آثما، قال ذاك لانه لم يخرج الى منها الا بعد ياس منها اما و الله لو كنت اطعت يزيد بن الخطاب و اصحابه لم يتلمظ من حلاوتها بشى ء ابدا، و لكنى قدمت و اخرت، و صعدت و صوبت و نقضت و ابرمت، فلم اجد الا الاغضاء على ما نشب به منها و التلهف على نفسى، و املت انابته و رجوعه فو الله ما فعل حتى نغر بها بشما.

قال المغيره: فما منعك منها يا اميرالمومنين، و قد عرضك لها يوم السقيفه بدعائك اليها! ثم انت الان تنقم و تتاسف.

قال: ثكلتك امك يا مغيره! انى كنت لاعدك من دهاه العرب، كانك كنت غائبا عما هناك ان الرجل ماكرنى فماكرته، و الفانى احذر من قطاه، انه لما راى شغف الناس به، و اقبالهم بوجوههم عليه، ايقن انهم لايريدون به بدلا، فاحب لما راى من حرص الناس عليه، و ميلهم اليه ان يعلم ما عندى، و هل تنازعنى نفسى اليها؟ و احب ان يبلونى باطماعى فيها، و التعريض لى بها، و قد علم و علمت لو قبلت ما عرضه على، لم يجب الناس الى ذلك، فالفانى قائما على اخمصى مستوفزا حذرا، و لو اجبته الى قبولها لم يسلم الناس الى ذلك، و اختباها ضغنا على فى قلبى، و لم آمن غائلته و لو بعد حين: مع ما بدا لى: من كراهه الناس لى اما سمعت نداءهم من كل ناحيه عند عرضها على: لانريد سواك يا ابابكر، انت لها! فرددتها اليه عند ذلك، فلقد رايته التمع وجهه لذلك سرورا.

و لقد عاتبنى مره على كلام بلغه عنى، و ذلك لما قدم عليه بالاشعث اسيرا، فمن عليه و اطلقه، و زوجه اخته ام فروه، فقلت للاشعث و هو قاعد بين يديه: يا عدو الله، اكفرت بعد اسلامك، و ارتددت ناكصا على عقبيك! فنظر الى نظرا علمت انه يريد ان يكلمنى بكلام فى نفسه، ثم لقينى بعد ذلك فى سكك المدينه، فقال لى: انت صاحب الكلام يا بن الخطاب؟ فقلت: نعم يا عدو الله: و لك عندى شر من ذلك، فقال: بئس الجزاء هذا لى منك قلت: و علا م تريد منى حسن الجزاء؟ قال لانفتى لك من اتباع هذا الرجل، و الله ما جرانى على الخلاف عليه الا تقدمه عليك، و تخلفك عنها، و لو كنت صاحبها لما رايت منى خلافا عليك.

قلت: لقد كان ذلك فما تامر الان؟ قال انه ليس بوقت امر بل وقت صبر، و مضى و مضيت.

و لقى الاشعث الزبرقان بن بدر فذكر له ما جرى بينى و بينه، فنقل ذلك الى ابى بكر: فارسل الى بعتاب مولم فارسلت اليه: اما و الله لتكفن او لاقولن كلمه بالغه بى و بك فى الناس، تحملها الركبان حيث ساروا، و ان شئت استدمنا ما نحن فيه عفوا، فقال: بل نستديمه، و انها لصائره اليك بعد ايام فظننت انه لايات
ى عليه جمعه حتى يردها على، فتغافل، و الله ما ذاكرنى بعد ذلك حرفا حتى هلك.

و لقد مد فى امدها عاضا على نواجذه حتى حضره الموت، و ايس منها فكان منه ما رايتما فاكتما ما قلت لكما عن الناس كافه و عن بنى هاشم خاصه، و ليكن منكما بحيث امرتكما.

قوما اذا شئتما على بركه الله.

فقمنا و نحن نعجب من قوله، فو الله ما افشينا سره حتى هلك.

قال المرتضى: و ليس فى طعن عمر على ابى بكر ما يودى الى فساد خلافته، اذ له ان يثبت امامه نفسه بالاجماع، لابنص ابى بكر عليه.

و اما الفلته فانها و ان كانت محتمله للبغته كما قاله ابو على رحمه الله تعالى: الا ان قوله: (وقى الله شرها) يخصصها بان مخرجها مخرج الذم.

و كذلك قوله: (فمن عاد الى مثلها فاقتلوه) و قوله: المراد وقى الله شر الاختلاف فيها، عدول عن الظاهر لان الشر فى الكلام مضاف اليها دون غيرها.

و ابعد من هذا التاويل قوله: ان المراد من عاد الى مثلها من غير ضروره و اكره المسلمين عليها فاقتلوه: لان ما جرى هذا المجرى لايكون مثلا لبيعه ابى بكر عندهم، لان كل ذلك ما جرى فيها على مذاهبهم، و قد كان يجب على هذا ان يقول: فمن عاد الى خلافها فاقتلوه.

و ليس له ان يقول: انما اراد بالمثل وجها واحدا، و هو وقوعها
من غير مشاوره، لان ذلك انما تم فى ابى بكر خاصه بظهور امره و اشتهار فضله.

و لانهم بادروا الى العقد خوفا من الفتنه: و ذلك لانه غير منكر ان يتفق من ظهور فضل غير ابى بكر و اشتهار امره و خوف الفتنه ما اتفق لابى بكر، فلا يستحق قتلا و لاذما، على ان قوله (مثلها) يقتضى وقوعها على الوجه الذى وقعت عليه، فكيف يكون ما وقع من غير مشاوره لضروره داعيه و اسباب موجبه مثلا لما وقع بلا مشاوره، و من غير ضروره و لا اسباب و الذى رواه عن اهل اللغه من ان آخر يوم من شوال يسمى فلته من حيث ان من لم يدرك فيه الثار فانه قول لانعرفه، و الذى نعرفه انهم يسمون الليله التى ينقضى بها آخر الاشهر الحرم و يتم فلته، و هى آخر ليله من ليالى الشهر لانه ربما راى الهلال قوم لتسع و عشرين و لم يبصره الباقون، فيغير هولاء على اولئك و هم غارون فلهذا سميت تلك الليله فلته، على انا قد بينا ان مجموع الكلام يقتضى ما ذكرناه من المعنى لو سلم له ما رواه عن اهل اللغه فى احتمال هذه اللفظه.

قال: و قد ذكر صاحب كتاب "العين" ان الفلته الامر الذى يقع على غير احكام، فقد صح انها موضوعه فى اللغه لهذا، و ان جاز الا تختص به، بل تكون لفظه مشتركه.

و بعد، فلو كان عمر لم يرد بقوله
توهين بيعه ابى بكر: بل اراد ما ظنه المخالفون، لكان ذلك عائدا عليه بالنقص لانه وضع كلامه فى غير موضعه و اراد شيئا فعبر عن خلافه فليس يخرج هذا الخبر من ان يكون طعنا على ابى بكر: الا بان يكون طعنا على عمر.

و اعلم انه لايبعد ان يقال: ان الرضا و السخط و الحب و البغض و ما شاكل ذلك، من الاخلاق النفسانيه و ان كانت امورا باطنه فانها قد تعلم و يضطر الحاضرون الى تحصيلها بقرائن احوال تفيدهم العلم الضرورى، كما يعلم خوف الخائف و سرور المبتهج و قد يكون الانسان عاشقا لاخر فيعلم المخالطون لهما ضروره انه يعشقه لما يشاهدونه من قرائن الاحوال، و كذلك يعلم من قرائن احوال العابد المجتهد فى العباده و صوم الهواجر و ملازمه الاوراد و سهر الليل انه يتدين بذلك.

فغير منكر ان يقول قاضى القضاه رحمه الله تعالى ان المعلوم ضروره من حال عمر تعظيم ابى بكر و رضاه بخلافته و تدينه بذلك، فالذى اعترضه رحمه الله تعالى به غير وارد عليه.

و اما الاخبار التى رواها عن عمر فاخبار غريبه، ما رايناها فى الكتب المدونه و ما وقفنا عليها الا من كتاب المرتضى، و كتاب آخر يعرف بكتاب "المسترشد" لمحمد بن جرير الطبرى- و ليس هو محمد بن جرير صاحب "التاريخ" بل هو من رجال
الشيعه- و اظن ان امه من بنى جرير من مدينه آمل طبرستان، و بنو جرير الامليون شيعه مستهترون بالتشيع، فنسب الى اخواله و يدل على ذلك شعر مروى له و هو: بامل مولدى و بنو جرير فاخوالى و يحكى المرء خاله فمن يك رافضيا عن ابيه فانى رافضى عن كلاله و انت تعلم حال الاخبار الغريبه التى لاتوجد فى الكتب المدونه كيف هى؟ فاما انكاره ما ذكره شيخنا ابو على رحمه الله تعالى من ان الفلته هى آخر يوم من شوال، و قوله: انا لانعرفه فليس الامر كذلك بل هو تفسير صحيح ذكره الجوهرى فى كتاب "الصحاح" قال الفلته آخر ليله من كل شهر و يقال هى آخر يوم من الشهر الذى بعده الشهر الحرام.

و هذا يدل على ان آخر يوم من شوال يسمى فلته، و كذلك آخر يوم من جمادى الاخره و انما التفسير الذى ذكره المرتضى غير معروف عند اهل اللغه.

و اما ما ذكره من افساد حمل الفلته فى الخبر على هذه الوجوه المتاوله فجيد، الا ان الانصاف ان عمر لم يخرج الكلام مخرج الذم لامر ابى بكر، و انما اراد باللفظه محض حقيقتها فى اللغه ذكر صاحب "الصحاح" ان الفلته الامر الذى يعمل فجاه من غير تردد و لاتدبر.

و هكذا كانت بيعه ابى بكر، لان الامر لم يكن فيها شورى بين المسلمين، و انما وقعت بغته ل
م تمحص فيها الاراء، و لم يتناظر فيها الرجال و كانت كالشى ء المستلب المنتهب و كان عمر يخاف ان يموت عن غير وصيه، او يقتل قتلا فيبايع احد من المسلمين بغته كبيعه ابى بكر فخطب بما خطب به و قال معتذرا: الا انه ليس فيكم من تقطع اليه الاعناق كابى بكر! و ايضا قول المرتضى: قد يتفق من ظهور فضل غير ابى بكر و خوف الفتنه مثل ما اتفق لابى بكر، فلا يستحق القتل، فان لقائل ان يقول: ان عمر لم يخاطب بهذا الا اهل عصره و كان هو رحمه الله يذهب الى انه ليس فيهم كابى بكر و لا من يحتمل له ان يبايع فلته كما احتمل ذلك لابى بكر، فان اتفق ان يكون فى عصر آخر بعد عصره من يظهر فضله و يكون فى زمانه كابى بكر فى زمانه فهو غير داخل فى نهى عمر و تحريمه.

و اعلم ان الشيعه لم تسلم لعمر ان بيعه ابى بكر كانت فلته، قال محمد بن هانى ء المغربى و لكن امرا كان ابرم بينهم و ان قال قوم فلته غير مبرم و قال آخر: زعموها فلته فاجئه لا و رب البيت و الركن المشيد انما كانت امورا نسجت بينهم اسبابها نسج البرود و روى ابوجعفر ايضا فى التاريخ ان رسول الله (ص) لما قبض اجتمعت الانصار فى سقيفه بنى ساعده و اخرجوا سعد بن عباده، ليولوه الخلافه و كان مريضا، فخطبهم
و دعاهم الى اعطائه الرياسه و الخلافه فاجابوه، ثم ترادوا الكلام فقالوا: فان ابى المهاجرون و قالوا نحن اولياوه و عترته فقال قوم من الانصار نقول منا امير و منكم امير فقال سعد: فهذا اول الوهن و سمع عمر الخبر فاتى منزل رسول الله (ص) و فيه ابوبكر فارسل اليه ان اخرج الى فارسل انى مشغول فارسل: اليه عمر ان اخرج فقد حدث امر لا بد ان تحضره فخرج فاعلمه الخبر فمضيا مسرعين نحوهم و معهما ابوعبيده فتكلم ابوبكر، فذكر قرب المهاجرين من رسول الله (ص) و انهم اولياوه و عترته ثم قال نحن الامراء و انتم الوزراء، لا نفتات عليكم بمشوره و لانقضى دونكم الامور.

فقام الحباب بن المنذر بن الجموح فقال يا معشر الانصار املكوا عليكم امركم، فان الناس فى ظلكم و لن يجترى ء مجترى ء على خلافكم و لايصدر احد الا عن رايكم.

انتم اهل العزه و المنعه و اولو العدد و الكثره، و ذوو الباس و النجده و انما ينظر الناس ما تصنعون فلا تختلفوا فتفسد عليكم اموركم فان ابى هولاء الا ما سمعتم فمنا امير و منهم امير.

فقال عمر: هيهات لايجتمع سيفان فى غمد و الله لاترضى العرب ان تومركم، و نبيها من غيركم و لاتمتنع العرب ان تولى امرها من كانت النبوه منهم، من ينازعنا سلطان محمد و
نحن اولياوه و عشيرته.

فقال الحباب بن المنذر يا معشر الانصار املكوا ايديكم و لاتسمعوا مقاله هذا و اصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الامر، فان ابوا عليكم فاجلوهم من هذه البلاد فانتم احق بهذا الامر منهم فانه باسيافكم دان الناس بهذا الدين، انا جذيلها المحكك، و عذيقها المرجب انا ابوشبل فى عريسه، الاسد و الله ان شئتم لنعيدنها جذعه.

فقال عمر: اذن يقتلك الله قال بل اياك يقتل.

فقال ابو عبيده: يا معشر الانصار انكم اول من نصر و آزر فلا تكونوا اول من بدل و غير.

فقام بشير بن سعد، والد النعمان بن بشير فقال يا معشر الانصار، الا ان محمدا من قريش و قومه اولى به و ايم الله لايرانى الله انازعهم هذا الامر.

فقال: ابوبكر هذا عمر و ابوعبيده بايعوا ايهما شئتم فقالا: و الله لانتولى هذا الامر عليك و انت افضل المهاجرين و خليفه رسول الله (ص) فى الصلاه و هى افضل الدين ابسط يدك فلما بسط يده ليبايعاه سبقهما اليه بشير بن سعد فبايعه فناداه الحباب بن المنذر يا بشير عققت عقاق انفست على ابن عمك الاماره.

فقال اسيد بن حضير رئيس الاوس لاصحابه و الله لئن لم تبايعوا ليكونن للخزرج عليكم الفضيله ابدا.

فقاموا فبايعوا ابابكر.

فانكسر على سعد بن عباده و الخ
زرج ما اجتمعوا عليه و اقبل الناس يبايعون ابابكر من كل جانب ثم حمل سعد بن عباده الى داره فبقى اياما و ارسل اليه ابوبكر ليبايع فقال: لا و الله حتى ارميكم بما فى كنانتى و اخضب سنان رمحى و اضرب بسيفى ما اطاعنى و اقاتلكم باهل بيتى و من تبعنى و لو اجتمع معكم الجن و الانس ما بايعتكم حتى اعرض على ربى.

فقال عمر: لاتدعه حتى يبايع، فقال بشير بن سعد: انه قد لج و ليس بمبايع لكم حتى يقتل، و ليس بمقتول حتى يقتل معه اهله و طائفه من عشيرته، و لايضركم تركه، انما هو رجل واحد، فتركوه.

و جاءت اسلم فبايعت، فقوى بهم جانب ابى بكر و بايعه الناس.

و فى كتب غريب الحديث فى تتمه كلام عمر: فايما رجل بايع رجلا بغير مشوره من الناس فلا يومر واحد منهما تغره ان يقتلا.

قالوا: غرر تغريرا و تغره.

كما قالوا: حلل تحليلا و تحله و علل تعليلا و تعله و انتصب تغره هاهنا لانه مفعول له و معنى الكلام انه اذا بايع واحد لاخر بغته عن غير شورى فلا يومر واحد منهما، لانهما قد غررا بانفسهما تغره و عرضاهما لان تقتلا.

و روى جميع اصحاب السيره ان رسول الله (ص) لما توفى كان ابوبكر فى منزله بالسنح فقال عمر بن الخطاب فقال: ما مات رسول الله (ص) و لايموت حتى يظهر دينه على
الدين كله و ليرجعن فليقطعن ايدى رجال و ارجلهم ممن ارجف بموته لااسمع رجلا يقول: مات رسول الله الا ضربته بسيفى.

فجاء ابوبكر و كشف عن وجه رسول الله (ص)، و قال: بابى و امى طبت حيا و ميتا و الله لايذيقك الله الموتتين ابدا ثم خرج و الناس حول عمر و هو يقول لهم: انه لم يمت و يحلف فقال له: ايها الحالف على رسلك ثم قال: من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات و من كان يعبدالله فان الله حى لايموت، قال الله تعالى: "انك ميت و انهم ميتون" و قال: "افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم" قال عمر: فو الله ما ملكت نفسى حيث سمعتها ان سقطت الى الارض، و علمت ان رسول الله (ص) قد مات.

و قد تكلمت الشيعه فى هذا الموضع، و قالوا: انه بلغ من قله علمه انه لم يعلم ان الموت يجوز على رسول الله (ص)، و انه اسوه الانبياء فى ذلك، و قال: لما تلا ابوبكر الايات، ايقنت الان بوفاته.

كانى لم اسمع هذه الايه فلو كان يحفظ القرآن او يتفكر فيه ما قال ذلك و من هذه حاله لايجوز ان يكون اماما.

و اجاب قاضى القضاه رحمه الله تعالى فى "المغنى" عن هذا فقال: ان عمر لم يمنع من جواز موته (ع) و لا نفى كونه ممكنا و لكنه تاول فى ذلك قوله تعالى: "هو الذى ارسل رسوله بالهدى و دين

/ 614