شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الحق ليظهره على الدين كله "و قال: كيف يموت و لم يظهر (ص) على الدين كله فقال ابوبكر: اذا ظهر دينه فقد ظهر هو و سيظهر دينه بعد وفاته.

فحمل عمر قوله تعالى: "افان مات" على تاخر الموت، لا على نفيه بالكليه قال: و لايجب فيمن ذهل عن بعض احكام القرآن الا يحفظ القرآن لان الامر لو كان كذلك لوجب الا يحفظ القرآن الا من عرف جميع احكامه، على ان حفظ جميع القرآن غير واجب، و لايقدح الاخلال به فى الفضل.

و اعترض المرتضى رحمه الله تعالى فى كتاب الشافى هذا الكلام فقال: لايخلو خلاف عمر فى وفاه رسول الله (ص) من ان يكون على سبيل الانكار لموته على كل حال و الاعتقاد ان الموت لايجوز عليه على كل وجه او يكون منكرا لموته فى تلك الحال من حيث لم يظهر على الدين كله، فان كان الاول فهو مما لايجوز خلاف عاقل فيه، و العلم بجواز الموت على جميع البشر ضرورى.

و ليس يحتاج فى حصول هذا العلم الى تلاوه الايات التى تلاها ابوبكر.

و ان كان الثانى فاول ما فيه ان هذا الاختلاف لايليق بما احتج به ابوبكر عليه من قوله: "انك ميت" لان عمر لم ينكر على هذا الوجه جواز الموت عليه و صحته و انما خالف فى وقته.

فكان يجب ان يقول لابى بكر: و اى حجه فى هذه الايات على فانى لم
امنع جواز موته و انما منعت وقوع موته الان و جوزته فى المستقبل و الايات انما تدل على جواز الموت فقط لا على تخصيصه بحال معينه.

و بعد، فكيف دخلت هذه الشبهه البعيده على عمر من بين سائر الخلق! و من اين زعم انه سيعود فيقطع ايدى رجال و ارجلهم و كيف لم يحصل له من اليقين لما راى من الواعيه و كابه الخلق و اغلاق الباب و صراخ النساء ما يدفع به ذلك الوهم و الشبهه البعيده فلم يحتج الى موقف.

و بعد، فيجب ان كانت هذه شبهته ان يقول فى مرض النبى (ص) و قد راى جزع اهله و خوفهم عليه الموت و قول اسامه صاحب الجيش-: لم اكن لارحل و انت هكذا و اسال عنك الركب يا هولاء لاتخافوا و لاتجزعوا و لاتخف انت يا اسامه، فان رسول الله (ص) لايموت الان لانه لم يظهر على الدين كله.

و بعد، فليس هذا من احكام الكتاب التى يعذر من لايعرفها على ما ظن المعتذر له.

و نحن نقول: ان عمر كان اجل قدرا من ان يعتقد ما ظهر عنه فى هذه الواقعه.

و لكنه لما علم ان رسول الله (ص) قد مات، خاف من وقوع فتنه فى الامامه و تقلب اقوام عليها، اما من الانصار او غيرهم، و خاف ايضا من حدوث رده و رجوع عن الاسلام فانه كان ضعيفا بعد لم يتمكن و خاف من ترات تشن و دماء تراق، فان اكثر العرب ك
ان موتورا فى حياه رسول الله (ص) لقتل من قتل اصحابه منهم، و فى مثل ذلك الحال تنتهز الفرصه، و تهتبل الغره فاقتضت المصلحه عنده تسكين الناس بان اظهر ما اظهره من كون رسول الله (ص) لم يمت، و اوقع تلك الشبهه فى قلوبهم فكسر بها شره كثير منهم و ظنوها حقا فثناهم بذلك عن حادث يحدثونه تخيلا منهم ان رسول الله (ص) ما مات، و انما غاب كما غاب موسى عن قومه، و هكذا كان عمر يقول لهم: انه قد غاب عنكم كما غاب موسى عن قومه و ليعودن فليقطعن ايدى قوم ارجفوا بموته.

و مثل هذا الكلام يقع فى الوهم، فيصد عن كثير من العزم الا ترى ان الملك اذا مات فى مدينه وقع فيها فى اكثر الامر نهب و فساد و تحريق، و كل من فى نفسه حقد على آخر بلغ منه غرضه، اما بقتل او جرح او نهب مال، الى ان تتمهد قاعده الملك الذى بلى بعده، فاذا كان فى المدينه وزير حازم الراى كتم موت الملك و سجن قوما ممن ارجف نداء بموته و اقام فيهم السياسه و اشاع ان الملك حى، و ان اوامره و كتبه نافذه و لايزال يلزم ذلك الناموس الى ان يمهد قاعده الملك للوالى بعده و كذلك عمر اظهر ما اظهر حراسه للدين و الدوله الى ان جاء ابوبكر و كان غائبا بالسنح و هو منزل بعيد عن المدينه- فلما اجتمع بابى بكر قو
ى به جاشه، و اشتد به ازره، و عظم طاعه الناس له و ميلهم اليه، فسكت حينئذ عن تلك الدعوى التى كان ادعاها لانه قد امن بحضور ابى بكر من خطب يحدث، او فساد يتجدد و كان ابوبكر محببا الى الناس، لا سيما المهاجرين.

و يجوز عند الشيعه و عند اصحابنا ايضا ان يقول الانسان كلاما ظاهر الكذب على جهه المعاريض، فلا وصمه على عمر اذا كان حلف ان رسول الله (ص) لم يمت، و لاوصمه عليه فى قوله بعد حضور ابى بكر و تلاوه ما تلا: كانى لم اسمعها، او قد تيقنت الان وفاته (ص) لانه اراد بهذا القول الاخير تشييد القول الاول و كان هو الصواب، و كان من سيى ء الراى و قبيحه ان يقول: انما قلته تسكينا لكم و لم اقله عن اعتقاد فالذى بدا به حسن و صواب و الذى ختم به احسن و اصوب.

و روى ابوبكر احمد بن عبدالعزيز الجوهرى فى كتاب "السقيفه" عن عمر بن شبه عن محمد بن منصور عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال: كان النبى (ص) قد بعث اباسفيان ساعيا، فرجع من سعايته و قد مات رسول الله (ص)، فلقيه قوم فسالهم فقالوا: مات رسول الله (ص) فقال: من ولى بعده؟ قيل ابوبكر قال: ابوفصيل قالوا: نعم قال: فما فعل المستضعفان على و العباس.

اما و الذى نفسى بيده لارفعن لهما من اعضادهما.

ق
ال ابوبكر احمد بن عبدالعزيز: و ذكر الراوى و هو جعفر بن سليمان ان اباسفيان قال شيئا آخر لم تحفظه الرواه فلما قدم المدينه قال: انى لارى عجاجه لايطفئها الا الدم قال: فكلم عمر ابابكر فقال: ان اباسفيان قد قدم، و انا لا نامن شره، فدع له ما فى يده فتركه فرضى.

و روى احمد بن عبدالعزيز ان اباسفيان قال لما بويع عثمان: كان هذا الامر فى تيم و انى لتيم هذا الامر ثم صار الى عدى فابعد و ابعد ثم رجعت الى منازلها و استقر الامر قراره، فتلقفوها تلقف الكره.

قال احمد بن عبدالعزيز: و حدثنى المغيره بن محمد المهبلى قال: ذاكرت اسماعيل بن اسحاق القاضى بهذا الحديث، و ان اباسفيان قال لعثمان: بابى انت! انفق و لاتكن كابى حجر و تداولوها يا بنى اميه تداول الولدان الكره فو الله ما من جنه و لا نار- و كان الزبير حاضرا فقال عثمان لابى سفيان: اعزب فقال: يا بنى اهاهنا احد قال الزبير: نعم و الله لاكتمتها عليك قال: فقال اسماعيل: هذا باطل قلت و كيف ذلك؟ قال: ما انكر هذا من ابى سفيان و لكن انكر ان يكون سمعه عثمان و لم يضرب عنقه.

و روى احمد بن عبدالعزيز قال: جاء ابوسفيان الى على (ع)، فقال: و ليتم على هذا الامر اذل بيت فى قريش، اما و الله لئن شئت لاملا
نها على ابى فصيل خيلا و رجلا فقال على (ع): طالما غششت الاسلام و اهله فما ضررتهم شيئا لا حاجه لنا الى خيلك و رجلك، لولا انا راينا ابابكر لها اهلا لما تركناه.

و روى احمد بن عبدالعزيز، قال: لما بويع لابى بكر كان الزبير و المقداد يختلفان فى جماعه من الناس الى على و هو فى بيت فاطمه فيتشاورون و يتراجعون امورهم فخرج عمر حتى دخل على فاطمه (ع) و قال: يا بنت رسول الله ما من احد من الخلق احب الينا من ابيك، و ما من احد احب الينا منك بعد ابيك و ايم الله ما ذاك بمانعى ان اجتمع هولاء النفر عندك ان آمر بتحريق البيت عليهم.

فلما خرج عمر جاءوها فقالت: تعلمون ان عمر جاءنى و حلف لى بالله ان عدتم ليحرقن عليكم البيت و ايم الله ليمضين لما حلف له فانصرفوا عنا راشدين.

فلم يرجعوا الى بيتها، و ذهبوا فبايعوا لابى بكر.

و روى احمد- و روى المبرد فى "الكامل" صدر هذا الخبر- عن عبدالرحمن ابن عوف قال: دخلت على ابى بكر اعوده فى مرضه الذى مات فيه، فسلمت و سالته: كيف به؟ فاستوى جالسا فقلت: لقد اصبحت بحمد الله بارئا، فقال: اما انى على ما ترى لوجع، و جعلتم لى معشر المهاجرين شغلا مع وجعى، و جعلت لكم عهدا منى من بعدى و اخترت لكم خيركم فى نفسى فكلكم و
رم لذلك انفه رجاء ان يكون الامر له، و رايتم الدنيا قد اقبلت و الله لتتخذن ستور الحرير و نضائد الديباج و تالمون ضجائع الصوف الاذربى كان احدكم على حسك السعدان.

و الله لان يقدم احدكم فتضرب عنقه فى غير حد خير له من ان يسبح فى غمره الدنيا، و انكم غدا لاول ضال بالناس يجورون عن الطريق يمينا و شمالا يا هادى الطريق جرت، انما هو البجر او الفجر.

فقال له عبدالرحمن: لاتكثر على ما بك فيهيضك و الله ما اردت الا خيرا و ان صاحبك لذو خير و ما الناس الا رجلان: رجل راى ما رايت فلا خلاف عليك منه و رجل راى غير ذلك: و انما يشير عليك برايه.

فسكن و سكت هنيهه فقال عبدالرحمن: ما ارى بك باسا و الحمدلله فلا تاس على الدنيا فو الله ان علمناك الا صالحا مصلحا.

فقال: اما انى لا آسى الا على ثلاث فعلتهن وددت انى لم افعلن و ثلاث لم افعلهن وددت انى فعلتهن و ثلاث وددت انى سالت رسول الله (ص) عنهن: فاما الثلاث التى فعلتها و وددت انى لم اكن فعلتها فوددت انى لم اكن كشفت عن بيت فاطمه و تركته و لو اغلق على حرب، و وددت انى يوم سقيفه بنى ساعده كنت قذفت الامر فى عنق احد الرجلين: عمر او ابى عبيده فكان اميرا و كنت وزيرا و وددت انى اذ اتيت بالفجاءه لم اكن احر
قته، و كنت قتلته بالحديد او اطلقته.

و اما الثلاث التى تركتها و وددت انى فعلتها: فوددت انى يوم اتيت بالاشعث كنت ضربت عنقه فانه يخيل الى انه لا يرى شرا الا اعان عليه، و وددت انى حيث وجهت خالدا الى اهل الرده اقمت بذى القصه فان ظفر المسلمون و الا كنت ردءا لهم و وددت حيث وجهت خالدا الى الشام كنت وجهت عمر الى العراق فاكون قد بسطت كلتا يدى: اليمين و الشمال فى سبيل الله.

و اما الثلاث اللواتى وددت انى كنت سالت رسول الله (ص) عنهن: فوددت انى سالته فيمن هذا الامر، فكنا لاننازعه اهله (و وددت انى كنت سالته هل للانصار فى هذا الامر نصيب؟) و وددت انى سالته عن ميراث العمه و ابنه الاخت فان فى نفسى منهما حاجه.

و من كتاب معاويه المشهور الى على (ع): و اعهدك امس تحمل قعيده بيتك ليلا على حمار و يداك فى يدى ابنيك الحسن و الحسين يوم بويع ابوبكر الصديق، فلم تدع احدا من اهل بدر و السوابق الا دعوتهم الى نفسك و مشيت اليهم بامراتك و ادليت اليهم بابنيك، و استنصرتهم على صاحب رسول الله، فلم يحبك منهم الا اربعه او خمسه، و لعمرى لو كنت محقا لاجابوك، و لكنك ادعيت باطلا، و قلت ما لاتعرف، و رمت ما لايدرك و مهما نسيت فلا انسى قولك لابى سفيان، لما ح
ركك و هيجك: لو وجدت اربعين ذوى عزم منهم لناهضت القوم، فما يوم المسلمين منك بواحد، و لابغيك على الخلفاء بطريف و لامستبدع.

و سنذكر تمام هذا الكتاب و اوله عند انتهائنا الى كتب على (ع).

و روى ابوبكر احمد بن عبدالعزيز الجوهرى عن ابى المنذر و هشام بن محمد بن السائب عن ابيه، عن ابى صالح، عن ابن عباس قال: كان بين العباس و على مباعده، فلقى ابن عباس عليا فقال: ان كان لك فى النظر الى عمك حاجه فاته، و ما اراك تلقاه بعدها.

فوجم لها و قال، تقدمنى و استاذن فتقدمته و استاذنت له، فاذن فدخل، فاعتنق كل واحد منهما صاحبه، و اقبل على (ع) على يده و رجله يقبلهما و يقول: يا عم ارض عنى رضى الله عنك قال: قد رضيت عنك.

ثم قال: يا بن اخى، قد اشرت عليك باشياء ثلاثه فلم تقبل، و رايت فى عاقبتها ما كرهت، و هانذا اشير عليك براى رابع فان قبلته و الا نالك ما نالك مما كان قبله.

قال: و ما ذاك يا عم؟ قال اشرت عليك فى مرض رسول الله (ص) ان تساله، فان كان الامر فينا اعطاناه، و ان كان فى غيرنا اوصى بنا.

فقلت: اخشى ان منعناه لايعطيناه احد بعده فمضت تلك.

فلما قبض رسول الله (ص)، اتانا ابوسفيان بن حرب تلك الساعه، فدعوناك الى ان نبايعك و قلت لك: ابسط يدك ا
بايعك و يبايعك هذا الشيخ فانا ان بايعناك لم يختلف عليك احد من بنى عبدمناف، و اذا بايعك بنو عبدمناف لم يختلف عليك احد من قريش و اذا بايعتك قريش لم يختلف عليك احد من العرب، فقلت: لنا بجهاز رسول الله (ص) شغل، و هذا الامر فليس نخشى عليه، فلم نلبث ان سمعنا التكبير من سقيفه بنى ساعده فقلت: يا عم ما هذا؟ قلت: ما دعوناك اليه فابيت قلت: سبحان الله او يكون هذا قلت: نعم قلت افلا يرد؟ قلت لك: و هل رد مثل هذا قط! ثم اشرت عليك حين طعن عمر فقلت: لاتدخل نفسك فى الشورى، فانك ان اعتزلتهم قدموك، و ان ساويتهم تقدموك، فدخلت معهم فكان ما رايت.

ثم انا الان اشير عليك براى رابع، فان قبلته و الا نالك ما نالك مما كان قبله، انى ارى ان هذا الرجل- يعنى عثمان- قد اخذ فى امور، و الله لكانى بالعرب قد سارت اليه حتى ينحر فى بيته كما ينحر الجمل.

و الله ان كان ذلك و انت بالمدينه الزمك الناس به، و اذا كان ذلك لم تنل من الامر شيئا الا من بعد شر لا خير معه.

قال عبدالله بن عباس: فلما كان يوم الجمل عرضت له- و قد قتل طلحه و قد اكثر اهل الكوفه فى سبه و غمصه فقال على (ع): اما و الله لئن قالوا ذلك لقد كان كما قال اخو جعفى: فتى كان يدنيه الغنى من صديقه
اذا ما هو استغنى و يبعده الفقر ثم قال: و الله لكان عمى كان ينظر من وراء ستر رقيق، و الله ما نلت من هذا الامر شيئا الا بعد شر لا خير معه.

و روى ابوبكر: احمد بن عبدالعزيز، عن حباب بن يزيد، عن جرير بن المغيره ان سلمان و الزبير و الانصار كان هواهم ان يبايعوا عليا (ع) بعد النبى (ص)، فلما بويع ابوبكر، قال سلمان: اصبتم الخبره و اخطاتم المعدن.

قال ابوبكر: و اخبرنا ابوزيد عمر بن شبه، قال: حدثنا على بن ابى هاشم، قال: حدثنا عمر بن ثابت عن حبيب بن ابى ثابت قال: قال سلمان يومئذ: اصبتم ذا السن منكم، و اخطاتم اهل بيت نبيكم، لو جعلتموها فيهم ما اختلف عليكم اثنان، و لاكلتموها رغدا.

قال ابوبكر: و اخبرنا عمر بن شبه، قال: حدثنى محمد بن يحيى، قال: حدثنا غسان بن عبدالحميد، قال: لما اكثر الناس فى تخلف على (ع) عن بيعه ابى بكر، و اشتد ابوبكر و عمر عليه فى ذلك، خرجت ام مسطح بن اثاثه، فوقفت عند القبر، و قالت: كانت امور و ابناء و هنبثه لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب انا فقدناك فقد الارض و ابلها و اختل قومك فاشهدهم و لاتغب قال ابوبكر احمد بن عبدالعزيز: و اخبرنا ابوزيد عمر بن شبه، قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر، عن ابن وهب، عن ابن ل
هيعه عن ابى الاسود قال: غضب رجال من المهاجرين فى بيعه ابى بكر بغير مشوره، و غضب على و الزبير، فدخلا بيت فاطمه (ع)، معهما السلاح، فجاء عمر فى عصابه منهم اسيد بن حضير و سلمه بن سلامه بن وقش و هما من بنى عبدالاشهل- فصاحت فاطمه (ع)، و ناشدتهم الله.

فاخذوا سيفى على و الزبير، فضربوا بهما الجدار حتى كسروهما، ثم اخرجهما عمر يسوقهما حتى بايعا، ثم قام ابوبكر فخطب الناس و اعتذر اليهم، و قال: ان بيعتى كانت فلته وقى الله شرها و خشيت الفتنه و ايم الله ما حرصت عليها يوما قط، و لقد قلدت امرا عظيما مالى به طاقه و لايدان، و لوددت ان اقوى الناس عليه مكانى.

و جعل يعتذر اليهم فقبل المهاجرون عذره.

و قال على و الزبير: ما غضبنا الا فى المشوره و انا لنرى ابابكر احق الناس بها، انه لصاحب الغار و انا لنعرف له سنه و لقد امره رسول الله (ص) بالصلاه بالناس و هو حى.

قال ابوبكر- و قد روى باسناد آخر ذكره، ان ثابت بن قيس بن شماس كان مع الجماعه الذين حضروا مع عمر فى بيت فاطمه (ع)، و ثابت هذا اخو بنى الحارث بن الخزرج.

و روى ايضا ان محمد بن مسلمه كان معهم، و ان محمدا هو الذى كسر سيف الزبير.

قال ابوبكر: و حدثنى يعقوب بن شيبه، عن احمد بن ايوب، عن ا
براهيم بن سعد، عن ابن اسحاق، عن الزهرى عن عبدالله بن عباس، قال: خرج على (ع) على الناس، من عند رسول الله (ص) فى مرضه فقال له الناس: كيف اصبح رسول الله (ص) يا اباحسن؟ قال: اصبح بحمد الله بارئا، قال فاخذ العباس بيد على، ثم قال: يا على، انت عبدالعصا بعد ثلاث، احلف لقد رايت الموت فى وجهه- و انى لاعرف الموت فى وجوه بنى عبدالمطلب- فانطلق الى رسول الله (ص) فاذكر له هذا الامر.

ان كان فينا اعلمنا، و ان كان فى غيرنا اوصى بنا.

فقال: لاافعل و الله ان منعناه اليوم لايوتيناه الناس بعده قال: فتوفى رسول الله ذلك اليوم.

و قال ابوبكر: حدثنى المغيره بن محمد المهلبى من حفظه و عمر بن شبه من كتابه، باسناد رفعه الى ابى سعيد الخدرى، قال: سمعت البراء بن عازب يقول: لم ازل لبنى هاشم محبا، فلما قبض رسول الله (ص) تخوفت ان تتمالا قريش على اخراج هذا الامر عن بنى هاشم، فاخذنى ما ياخذ الواله العجول.

ثم ذكر ما قد ذكرناه نحن فى اول هذا الكتاب فى شرح قوله (ع): (اما و الله لقد تقمصها فلان)، و زاد فيه فى هذه الروايه: فمكثت اكابد ما فى نفسى فلما كان بليل، خرجت الى المسجد، فلما صرت فيه تذكرت انى كنت اسمع همهمه رسول الله (ص) بالقرآن، فامتنعت من مكانى
، فخرجت الى الفضاء، فضاء بنى بياضه و اجد نفرا يتناجون فلما دنوت منهم سكتوا فانصرفت عنهم فعرفونى و ما اعرفهم، فدعونى اليهم فاتيتهم فاجد المقداد بن الاسود و عباده بن الصامت و سلمان الفارسى، و اباذر، و حذيفه، و اباالهيثم بن التيهان.

و اذا حذيفه يقول لهم: و الله ليكونن ما اخبرتكم به، و الله ما كذبت و لاكذبت، و اذا القوم يريدون ان يعيدوا الامر شورى بين المهاجرين.

ثم قال: ائتوا ابى بن كعب، فقد علم كما علمت.

قال: فانطلقنا الى ابى، فضربنا عليه بابه، حتى صار خلف الباب، فقال: من انتم؟ فكلمه المقداد، فقال: ما حاجتكم؟ فقال له: افتح عليك بابك فان الامر اعظم من ان يجرى من وراء حجاب، قال: ما انا بفاتح بابى و قد عرفت ما جئتم له كانكم اردتم النظر فى هذا العقد.

فقلنا نعم فقال: افيكم حذيفه؟ فقلنا: نعم قال: فالقول ما قال، و بالله ما افتح عنى بابى حتى يجرى على ما هى جاريه، و لما يكون بعدها شر منها و الى الله المشتكى! قال: و بلغ الخبر ابابكر و عمر، فارسلا الى ابى عبيده و المغبره بن شعبه فسالاهما عن الراى فقال المغيره: ان تلقوا العباس فتجعلوا له فى هذا الامر نصيبا فيكون له و لعقبه فتقطعوا به من ناحيه على، و يكون لكم حجه عند الناس

/ 614