شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
على على اذا مال معكم العباس.فانطلقوا حتى دخلوا على العباس فى الليله الثانيه من وفاه رسول الله (ص).ثم ذكر خطبه ابى بكر و كلام عمر و ما اجابهما العباس به، و قد ذكرناه فيما تقدم من هذا الكتاب فى الجزء الاول.و روى ابوبكر، قال: اخبرنا احمد بن اسحاق بن صالح، قال: حدثنا عبدالله بن عمر عن حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد، قال: لما توفى النبى (ص) اجتمعت الانصار الى سعد بن عباده، فاتاهم ابوبكر و عمر و ابوعبيده فقال الحباب: ابن المنذر: منا امير و منكم امير، انا و الله ما ننفس هذا الامر عليكم ايها الرهط و لكنا نخاف ان يليه بعدكم من قتلنا ابناءهم و آباءهم و اخوانهم، فقال عمر بن الخطاب: اذا كان ذلك قمت ان استطعت.فتكلم ابوبكر فقال: نحن الامراء و انتم الوزراء و الامر بيننا نصفان كشق الابلمه.فبويع و كان اول من بايعه بشير بن سعد والد النعمان ابن بشير.فلما اجتمع الناس على ابى بكر، قسم قسما بين نساء المهاجرين و الانصار، فبعث الى امراه من بنى عدى بن النجار قسمها مع زيد بن ثابت فقالت: ما هذا؟ قال: قسم قسمه ابوبكر للنساء قالت: اتراشوننى عن دينى و لله لااقبل منه شيئا فردته عليه.قلت: قرات هذا الخبر على ابى جعفر ي
حيى بن محمد العلوى الحسينى المعروف بابن ابى زيد نقيب البصره رحمه الله تعالى فى سنه عشر و ستمائه من كتاب السقيفه لاحمد بن عبدالعزيز الجوهرى، قال: لقد صدقت فراسه الحباب، فان الذى خافه وقع يوم الحره و اخذ من الانصار ثار المشركين يوم بدر.ثم قال لى رحمه الله تعالى: و من هذا خاف ايضا رسول الله (ص) على ذريته و اهله فانه كان (ع) قد وتر الناس و علم انه ان مات و ترك ابنته و ولدها سوقه و رعيه تحت ايدى الولاه كانوا بعرض خطر عظيم فما زال يقرر لابن عمه قاعده الامر بعده حفظا لدمه و دماء اهل بيته فانهم اذا كانوا ولاه الامر كانت دماوهم اقرب الى الصيانه و العصمه مما اذا كانوا سوقه تحت يدوال من غيرهم، فلم يساعده القضاء و القدر، و كان من الامر ما كان.ثم افضى امر ذريته فيما بعد الى ما قد علمت.قال ابوبكر احمد بن عبدالعزيز: حدثنى يعقوب بن شيبه باسناد رفعه الى طلحه بن مصرف قال: قلت لهذيل بن شرحبيل: ان الناس يقولون: ان رسول الله (ص) اوصى الى على (ع)، فقال: ابوبكر يتامر على وصى رسول الله (ص).ود ابوبكر انه وجد من رسول الله (ص) عهدا فخزم انفه.قلت: هذا الحديث قد خرجه الشيخان: محمد بن اسماعيل البخارى و مسلم بن الحجاج القشيرى فى صحيح
يهما عن طلحه بن مصرف، قال: سالت عبدالله بن ابى اوفى: اوصى رسول الله (ص)؟ قال: لاقلت فكيف كتب على المسلمين الوصيه او كيف امر بالوصيه و لم يوص؟ قال: اوصى بكتاب الله قال طلحه: ثم قال ابن اوفى: ما كان ابوبكر يتامر على وصى رسول الله (ص) ود ابوبكر انه وجد من رسول الله (ص) عهدا فخزم انفه بخزامه.و روى الشيخان فى الصحيحين عن عائشه انه ذكر عندها ان رسول الله (ص) اوصى قالت: و متى اوصى؟ و من يقول ذلك قيل: انهم يقولون قالت: من يقوله؟ لقد دعا بطست ليبول و انه بين سحرى و نحرى فانخنث فى صدرى فمات و ما شعرت.و فى الصحيحين ايضا خرجاه معا عن ابن عباس انه كان يقول: يوم الخميس و ما يوم الخميس.ثم بكى حتى بل دمعه الحصى فقلنا: يابن عباس و ما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله (ص) وجعه، فقال: ائتونى بكتاب اكتبه لكم لاتضلوا بعدى ابدا.فتنازعوا، فقال: انه لاينبغى عندى تنازع فقال قائل ما شانه؟ اهجر استفهموه فذهبوا يعيدون عليه فقال: دعونى و الذى انا فيه خير من الذى انتم فيه، ثم امر بثلاثه اشياء فقال: اخرجوا المشركين من جزيره العرب، و اجيزوا الوفد بنحو ما كنت اجيزهم.و سئل ابن عباس عن الثالثه فقال: اما الا يكون تكلم بها و اما ان يكون قال
ها فنسيت.و فى الصحيحين ايضا خرجاه معا عن ابن عباس رحمه الله تعالى قال: لما احتضر رسول الله (ص) و فى البيت رجال منهم عمر بن الخطاب قال النبى (ص): هلم اكتب لكم كتابا لاتضلون بعده فقال عمر: ان رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع و عندكم القرآن حسبنا كتاب الله.فاختلف القوم و اختصموا فمنهم من يقول: قربوا اليه يكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده و منهم من يقول: القول ما قاله عمر فلما اكثروا اللغو و الاختلاف عنده (ع)، قال لهم: قوموا فقاموا فكان ابن عباس يقول: ان الرزيه كل الرزيه ما حال بين رسول الله (ص) و بين ان يكتب لكم ذلك الكتاب.قال ابوبكر احمد بن عبدالعزيز الجوهرى: و حدثنى احمد بن اسحاق بن صالح، قال: حدثنى عبدالله بن عمر بن معاذ، عن ابن عون، قال: حدثنى رجل من زريق ان عمر كان يومئذ- قال: يعنى يوم بويع ابوبكر- محتجزا يهرول بين يدى ابى بكر، و يقول: الا ان الناس قد بايعوا ابابكر، قال: فجاء ابوبكر حتى جلس على منبر رسول الله (ص) فحمد الله و اثنى عليه ثم قال: اما بعد، فانى وليتكم و لست بخيركم و لكنه نزل القرآن، و سنت السنن، و علمنا فتعلمنا ان اكيس الكيس التقى و احمق الحمق الفجور.و ان اقواكم عندى الضعيف حتى آخذ له بالحق و اضع
فكم عندى القوى حتى آخذ منه الحق.ايها الناس انما انا متبع و لست بمبتدع، اذا احسنت فاعينونى و اذا زغت فقومونى.قال ابوبكر: و حدثنى ابوزيد عمر بن شبه قال: حدثنا احمد بن معاويه قال: حدثنى النضر بن شميل قال: حدثنا محمد بن عمرو عن سلمه بن عبدالرحمن قال: لما جلس ابوبكر على المنبر كان على (ع) و الزبير و ناس من بنى هاشم فى بيت فاطمه فجاء عمر اليهم فقال: و الذى نفسى بيده لتخرجن الى البيعه او لاحرقن البيت عليكم فخرج الزبير مصلتا سيفه فاعتنقه رجل من الانصار و زياد بن لبيد.فبدر السيف فصاح به ابوبكر و هو على المنبر: اضرب به الحجر فدق به قال ابوعمرو بن حماس: فلقد رايت الحجر فيه تلك الضربه و يقال: هذه ضربه سيف الزبير ثم قال ابوبكر: دعوهم فسياتى الله بهم قال: فخرجوا اليه بعد ذلك فبايعوه.قال ابوبكر: و قد روى فى روايه اخرى ان سعد بن ابى وقاص كان معهم فى بيت فاطمه (ع) و المقداد بن الاسود ايضا، و انهم اجتمعوا على ان يبايعوا عليا (ع) فاتاهم عمر ليحرق عليهم البيت فخرج اليه الزبير بالسيف و خرجت فاطمه (ع) تبكى و تصيح فنهنهت من الناس و قالوا: ليس عندنا معصيه و لاخلاف فى خير اجتمع عليه الناس، و انما اجتمعنا لنولف القرآن فى مصحف واحد
.ثم بايعوا ابابكر، فاستمر الامر و اطمان الناس.قال ابوبكر: و حدثنا ابوزيد عمر بن شبه، قال: اخبرنا ابوبكر الباهلى، قال: حدثنا اسماعيل بن مجالد، عن الشعبى قال: سال ابوبكر فقال: اين الزبير؟ فقيل: عند على و قد تقلد سيفه فقال: قم يا عمر قم يا خالد بن الوليد، انطلقا حتى تاتيانى بهما فانطلقا، فدخل عمر و قام خالد على باب البيت من خارج فقال عمر للزبير: ما هذا السيف؟ فقال: نبايع عليا فاخترطه عمر فضرب به حجرا فكسره ثم اخذ بيد الزبير فاقامه ثم دفعه و قال: يا خالد دونكه فامسكه، ثم قال لعلى: قم فبايع لابى بكر، فتلكا و احتبس، فاخذ بيده، و قال: قم فابى ان يقوم، فحمله و دفعه كما دفع الزبير فاخرجه و رات فاطمه ما صنع بهما فقامت على باب الحجره، و قالت: يا ابابكر، ما اسرع ما اغرتم على اهل بيت رسول الله و الله لااكلم عمر حتى القى الله.قال: فمشى اليها ابوبكر بعد ذلك و شفع لعمر، و طلب اليها فرضيت عنه.قال ابوبكر: و حدثنا ابوزيد قال: حدثنا محمد بن حاتم قال: حدثنا الحرامى، قال: حدثنا الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن ابيه عن ابن عباس قال: مر عمر بعلى و عنده ابن عباس بفناء داره، فسلم فسالاه: اين تريد؟ فقال: مالى بينبع قال: على افلا ن
صل جناحك و نقوم معك فقال: بلى فقال لابن عباس قم معه قال: فشبك اصابعه فى اصابعى و مضى حتى اذا خلفنا البقيع قال: يا بن عباس اما و الله ان كان صاحبك هذا اولى الناس بالامر بعد وفاه رسول الله الا انا خفناه على اثنتين.قال ابن عباس: فجاء بمنطق لم اجد بدا معه من مسالته عنه فقلت: يا اميرالمومنين ما هما؟ قال خشيناه على حداثه سنه و حبه بنى عبدالمطلب.قال ابوبكر: و حدثنى ابوزيد، قال: حدثنا هارون بن عمر، باسناد رفعه الى ابن عباس رحمه الله تعالى، قال: تفرق الناس ليله الجابيه عن عمر، فسار كل واحد مع الفه، ثم صادفت عمر تلك الليله فى مسيرنا، فحادثته فشكا الى تخلف على عنه.فقلت: الم يعتذر اليك؟ قال: بلى فقلت هو ما اعتذر به قال يابن عباس، ان اول من ريثكم عن هذا الامر ابوبكر ان قومكم كرهوا ان يجمعوا لكم الخلافه و النبوه، قلت: لم ذاك يا اميرالمومنين؟ الم ننلهم خيرا؟ قال: بلى، و لكنهم لو فعلوا لكنتم عليهم جحفا جحفا.قال ابوبكر: و اخبرنا ابوزيد، قال: حدثنا عبدالعزيز بن الخطاب قال: حدثنا على بن هشام مرفوعا الى عاصم بن عمرو بن قتاده قال: لقى على (ع) عمر فقال له على (ع): انشدك الله هل استخلفك رسول الله (ص) قال لا قال: فكيف تصنع انت
و صاحبك؟ قال: اما صاحبى فقد مضى لسبيله، و اما انا فساخلعها من عنقى الى عنقك فقال: جدع الله انف من ينقذك منها! لا و لكن جعلنى الله علما فاذا قمت فمن خالفنى ضل.قال ابوبكر: و اخبرنا ابوزيد، عن هارون بن عمر عن محمد بن سعيد بن الفضل عن ابيه، عن الحارث بن كعب، عن عبدالله بن ابى اوفى الخزاعى، قال: كان خالد بن سعيد بن العاص من عمال رسول الله (ص) على اليمن فلما قبض رسول الله (ص) جاء المدينه، و قد بايع الناس ابابكر فاحتبس عن ابى بكر فلم يبايعه اياما و قد بايع الناس و اتى بنى هاشم فقال: انتم الظهر و البطن و الشعار دون الدثار و العصا دون اللحا فاذا رضيتم رضينا و اذا سخطتم سخطنا.حدثونى ان كنتم قد بايعتم هذا الرجل؟ قالوا: نعم قال على برد و رضا من جماعتكم؟ قالوا: نعم قال: فانا ارضى و ابايع اذا بايعتم.اما و الله يا بنى هاشم انكم الطوال الشجر الطيبو الثمر.ثم انه بايع ابابكر و بلغت ابابكر فلم يحفل بها و ضطغنها عليه عمر فلما ولاه ابوبكر الجند الذى استنفر الى الشام قال له عمر: اتولى خالدا و قد حبس عليك بيعته و قال لبنى هاشم ما قال و قد جاء بورق من اليمن و عبيد و حبشان و دروع و رماح ما ارى ان توليه و ما آمن خلافه.فانصرف عنه
ابوبكر و ولى اباعبيده بن الجراح و يزيد بن ابى سفيان و شرحبيل بن حسنه.و اعلم ان الاثار و الاخبار فى هذا الباب كثيره جدا و من تاملها و انصف علم انه لم يكن هناك نص صريح و مقطوع به لاتختلجه الشكوك و لاتتطرق اليه الاحتمالات كما تزعم الاماميه فانهم يقولون: ان الرسول (ص) نص على اميرالمومنين (ع) نصا صريحا جليا ليس بنص يوم الغدير و لا خبر المنزله و لا ما شابهما من الاخبار الوارده من طرق العامه و غيرها بل نص عليه بالخلافه و بامره المومنين و امر المسلمين ان يسلموا عليه بذلك فسلموا عليه بها و صرح لهم فى كثير من المقامات بانه خليفه عليهم من بعده و امرهم بالسمع و الطاعه له.و لاريب ان المنصف اذا سمع ما جرى لهم بعد وفاه رسول الله (ص) يعلم قطعا انه لم يكن هذا النص و لكن قد سبق الى النفوس و العقول انه قد كان هناك تعريض و تلويح و كنايه و قول غير صريح و حكم غير مبتوت و لعله (ص) كان يصده عن التصريح بذلك امر يعلمه و مصلحه يراعيها او وقوف مع اذن الله تعالى فى ذلك.فاما امتناع على (ع) من البيعه حتى اخرج على الوجه الذى اخرج عليه، فقد ذكره المحدثون و رواه اهل السير و قد ذكرنا ما قاله الجوهرى فى هذا الباب، و هو من رجال الحديث و من ا
لثقات المامونين، و قد ذكر غيره من هذا النحو ما لايحصى كثره.فاما الامور الشنيعه المستهجنه التى تذكرها الشيعه من ارسال قنفذ الى بيت فاطمه (ع)، و انه ضربها بالسوط فصار فى عضدها كالدملج و بقى اثره الى ان ماتت و ان عمر اضغطها بين الباب و الجدار، فصاحت: يا ابتاه يا رسول الله و القت جنينا ميتا، و جعل فى عنق على (ع) حبل يقاد به هو يعتل و فاطمه خلفه تصرخ و تنادى بالويل و الثبور و ابناه حسن و حسين معهما يبكيان و ان عليا لما احضر سالوه البيعه فامتنع فتهدد بالقتل فقال: اذن تقتلون عبدالله و اخا رسول الله فقالوا: اما عبدالله فنعم و اما اخو رسول الله فلا و انه طعن فيهم فى اوجههم بالنفاق و سطر صحيفه الغدر التى اجتمعوا عليها و بانهم ارادوا ان ينفروا ناقه رسول الله (ص) ليله العقبه.فكله لا اصل له عند اصحابنا، و لايثبته احد منهم و لا رواه اهل الحديث و لايعرفونه، و انما هو شى ء تنفرد الشيعه بنقله.