مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
و ذكر عروة أنه بعث علي بن أبي طالب (ع) علىالمقدم و دفع إليه اللواء و أمره أن ينطلقحتى يقف بهم على حصن بني قريظة ففعل و خرجرسول الله (ص) على آثارهم فمر على مجلس منالأنصار في بني غنم ينتظرون رسول الله (ص)فزعموا أنه قال مر بكم الفارس آنفا فقالوامر بنا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحتهقطيفة ديباج فقال رسول الله (ص) ليس ذلكبدحية و لكنه جبرائيل (ع) أرسل إلى بنيقريظة ليزلزلهم و يقذف في قلوبهم الرعبقالوا و سار علي (ع) حتى إذا دنا من الحصنسمع منهم مقالة قبيحة لرسول الله (ص) فرجعحتى لقي رسول الله (ص) بالطريق فقال يا رسولالله لا عليك أن لا تدنو من هؤلاء الأخابثقال أظنك سمعت لي منهم أذى فقال نعم يارسول الله فقال لو قد رأوني لم يقولوا منذلك شيئا فلما دنا رسول الله (ص) من حصونهمقال يا إخوة القردة و الخنازير هل أخزاكمالله و أنزل بكم نقمته فقالوا يا أباالقاسم ما كنت جهولا و حاصرهم رسول الله (ص)خمسا و عشرين ليلة حتى أجهدهم الحصار و قذفالله في قلوبهم الرعب و كان حيي بن أخطبدخل مع بني قريظة في حصنهم حين رجعت قريش وغطفان فلما أيقنوا أن رسول الله (ص) غيرمنصرف عنهم حتى يناجزهم قال كعب بن أسد يامعشر يهود قد نزل بكم من الأمر ما ترون وأني عارض عليكم خلالا ثلاثا فخذوا أيهاشئتم قالوا ما هن قال نبايع هذا الرجل ونصدقه فو الله لقد تبين لكم أنه نبي مرسل وأنه الذي تجدونه في كتابكم فتأمنوا علىدمائكم و أموالكم و نسائكم فقالوا لانفارق حكم التوراة أبدا و لا نستبدل بهغيره قال فإذا أبيتم علي هذا فهلموافلنقتل أبناءنا و نساءنا ثم نخرج إلى محمدرجالا مصلتين بالسيوف و لم نترك وراءناثقلا يهمنا حتى يحكم الله بيننا و بين محمدفإن نهلك نهلك و لم نترك وراءنا نسلا يهمناو إن نظهر لنجدن النساء و الأبناء فقالوانقتل هؤلاء المساكين فما خير في العيشبعدهم قال فإذا أبيتم علي هذه فإن الليلةليلة السبت و عسى أن يكون محمد و أصحابه قدأمنوا فيها فانزلوا فعلنا نصيب منهم غرةفقالوا نفسد سبتنا و نحدث فيها ما أحدث منكان قبلنا فأصابهم ما قد علمت من المسخفقال ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلةواحدة من الدهر حازما قال الزهري و قالرسول الله (ص) حين سألوه أن يحكم فيهم رجلااختاروا من شئتم من أصحابي فاختاروا سعدبن معاذ فرضي بذلك رسول الله (ص) فنزلوا علىحكم سعد بن معاذ فأمر رسول الله (ص) بسلاحهمفجعل في قبته و أمر بهم فكتفوا و أوثقوا وجعلوا في دار أسامة و بعث رسول الله (ص) إلىسعد بن معاذ فجيء به فحكم فيهم بأن يقتلمقاتليهم و تسبى ذراريهم و نساؤهم و تغنمأموالهم و أن عقارهم للمهاجرين دونالأنصار و قال للأنصار إنكم ذوو عقار و ليسللمهاجرين عقار فكبر رسول الله و قال لسعدلقد حكمت فيهم بحكم الله عز و جل و في بعضالروايات لقد حكمت فيهم