مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
يجاهده و بخل بالمال أن ينفقه فليكثر ذكرالله عز و جل ثم اختلف في معنى الذكر الكثير فقيل هو أنلا ينساه أبدا عن مجاهد و قيل هو أن يذكرهسبحانه بصفاته العلى و أسمائه الحسنى وينزهه عما لا يليق به و قيل هو أن يقولسبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله والله أكبر على كل حال عن مقاتل و قد ورد عن أئمتنا (ع) أنهم قالوا من قالهاثلاثين مرة فقد ذكر الله ذكرا كثيرا. و عن زرارة و حمران ابني أعين عن أبي عبدالله (ع) قال من سبح تسبيح فاطمة الزهراء (ع)فقد ذكر الله ذكرا كثيرا و روى الواحدي بإسناده عن الضحاك بن مزاحمعن ابن عباس قال جاء جبرائيل (ع) إلى النبي(ص) فقال يا محمد قل سبحان الله و الحمد للهو لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لاقوة إلا بالله عدد ما علم و زنة ما علم وملء ما علم فإن من قالها كتب الله له بهاست خصال كتب من الذاكرين الله كثيرا و كانأفضل من ذكره بالليل و النهار و كن له غرسافي الجنة و تحاتت عنه خطاياه كما تحات ورقالشجرة اليابسة و ينظر الله إليه و من نظرالله إليه لم يعذبه «وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا» أيو نزهوه سبحانه عن جميع ما لا يليق بهبالغداة و العشي و الأصيل العشي و قيل يعنيبه صلاة الصبح و صلاة العصر عن قتادة وصلاة الصبح و صلاة العشاء الآخرة خصهمابالذكر لأن لهما مزية على غيرهما من حيث أنملائكة الليل و النهار يجتمعون فيهما وقال الكلبي أما بكرة فصلاة الفجر و أماأصيلا فصلاة الظهر و العصر و المغرب والعشاء الآخرة و سمي الصلاة تسبيحا لمافيها من التسبيح و التنزيه «هُوَ الَّذِييُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَ مَلائِكَتُهُ»الصلاة من الله تعالى المغفرة و الرحمة عنسعيد بن جبير و الحسن و قيل الثناء عن أبيالعالية و قيل هي الكرامة عن سفيان و أماصلاة الملائكة فهي دعاؤهم عن ابن عباس وأبي العالية و قيل طلبهم إنزال الرحمة منالله تعالى «لِيُخْرِجَكُمْ مِنَالظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ» أي من الجهلبالله سبحانه إلى معرفته فشبه الجهلبالظلمات و شبه المعرفة بالنور لأن هذايقود إلى الجنة و ذلك يقود إلى النار و قيلمن الضلالة إلى الهدى بألطافه و هدايته وقيل من ظلمات النار إلى نور الجنة «وَ كانَبِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً» خص المؤمنينبالرحمة دون غيرهم لأنه سبحانه جعلالإيمان بمنزلة العلة في إيجاب الرحمة والنعمة العظيمة التي هو الثواب«تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُسَلامٌ» أي يحيي بعضهم بعضا يوم يلقونثواب الله بأن يقولوا السلامة لكم من جميعالآفات و لقاء الله سبحانه معناه لقاءثوابه كما سبق القول فيه و روي عن البراءبن عازب أنه قال يوم يلقون ملك الموت لايقبض روح مؤمن إلا سلم عليه فعلى هذا يكونالمعنى تحية المؤمنين من ملك الموت يوميلقونه أن يسلم عليهم و ملك الموت