مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
طلاق من اختارته من نسائه كما أمر بطلاقمن لم تختره فأما تحريم النكاح عليه فلا عنالضحاك و قيل أيضا إن هذه الآية منسوخة وأبيح له بعدها تزويج ما شاء فروي عن عائشةأنها قالت ما فارق رسول الله (ص) الدنيا حتىحلل له ما أراد من النساء و قوله «وَ لاأَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ»فقيل أيضا في معناه أن العرب كانت تتبادلبأزواجهم فيعطي أحدهم زوجته رجلا فيأخذبها زوجة منه بدلا عنها فنهى عن ذلك و قيل في قوله «وَ لَوْ أَعْجَبَكَحُسْنُهُنَّ» يعني إن أعجبك حسن ما حرمعليك من جملتهن و لم يحللن لك و هو المرويعن أبي عبد الله (ع) «وَ كانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍرَقِيباً» أي عالما حافظا عن الحسن وقتادة «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّاأَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍغَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ» نهاهم سبحانهعن دخول دار النبي (ص) بغير إذن و هو قوله«إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ» أي فيالدخول يعني إلا أن يدعوكم إلى طعامفادخلوا غير ناظرين إناه أي غير منتظرينإدراك الطعام فيطول مقامكم في منزله والمعنى لا تدخلوا بغير إذن و قيل نضجالطعام انتظارا لنضجه فيطول لبثكم ومقامكم «وَ لكِنْ إِذا دُعِيتُمْفَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْفَانْتَشِرُوا» أي فإذا أكلتم الطعامفتفرقوا و أخرجوا «وَ لا مُسْتَأْنِسِينَلِحَدِيثٍ» أي و لا تدخلوا فتقعدوا بعدالأكل متحدثين يحدث بعضكم بعضا ليؤنسه ثمبين المعنى في ذلك فقال «إِنَّ ذلِكُمْكانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِيمِنْكُمْ» أي طول مقامكم في منزل النبي (ص)يؤذيه لضيق منزله فيمنعه الحياء أن يأمركمبالخروج من المنزل «وَ اللَّهُ لايَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ» أي لا يتركإبانة الحق فيأمركم بتعظيم رسوله و تركدخول بيته من غير إذن و الامتناع عما يؤديإلى أذاه و كراهيته قالت عائشة يحسبالثقلاء أن الله سبحانه لم يحتملهم فقال«فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا» و قالبعض العلماء هذا أدب أدب الله به الثقلاء«وَ إِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاًفَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ» يعنيفإذا سألتم أزواج النبي (ص) شيئا تحتاجونإليه فاسألوهن من وراء الستر قال مقاتلأمر الله المؤمنين أ لا يكلموا نساء النبي(ص) إلا من وراء حجاب و روى مجاهد عن عائشة قالت كنت آكل مع النبي(ص) حيسا في قعب فمر بنا عمر فدعاه فأكلفأصابت إصبعه إصبعي فقال حس لو أطاع فيكنما رأتكن عين فنزل الحجاب «ذلِكُمْ» أي سؤالكم إياهن المتاع منوراء حجاب «أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ» من الريبة و من خواطرالشيطان التي تدعو إلى ميل الرجال إلىالنساء و النساء إلى الرجال «وَ ما كانَلَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ»أي ليس لكم إيذاء رسول الله (ص) بمخالفة ماأمر به في