مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
المسامير دقاقا فتفلق و لا غلاظا فتكسرالحلق و قيل السرد المسامير التي في حلقالدروع عن قتادة حكي أن لقمان حضر داود عندأول درع عملها فجعل يتفكر فيها و لا يدريما يريد و لم يسأله حتى فرغ منها ثم قامفلبسها و قال نعم جنة الحرب هذه فقال لقمانعند ذلك الصمت حكمة و قليل فاعله «وَاعْمَلُوا صالِحاً» أي و قلنا اعمل أنت وأهلك الصالحات و هي الطاعات شكرا للهسبحانه على عظيم نعمه «إِنِّي بِماتَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» أي أنا عالم بماتفعلونه لا يخفى علي شيء من أعمالكم ثمذكر سبحانه سليمان و ما أتاه من الفضل والكرامة فقال «وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ»أي و سخرنا لسليمان الريح «غُدُوُّهاشَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ» أي مسير غدوتلك الريح المسخرة له مسيرة شهر و مسيررواح تلك الريح مسيرة شهر و المعنى أنهاكانت تسير في اليوم مسيرة شهرين للراكبقال قتادة كان يغدو مسيرة شهر إلى نصفالنهار و يروح مسيرة شهر إلى آخر النهار وقال الحسن كان يغدو من دمشق فيقيل بإصطخرمن أرض أصفهان و بينهما مسيرة شهر للمسرع ويروح من إصطخر فيبيت بكابل و بينهما مسيرةشهر تحمله الريح مع جنوده أعطاه اللهالريح بدلا من الصافنات الجياد «وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ» أيأذبنا له عين النحاس و أظهرناها له قالواأجريت له عين الصفر ثلاثة أيام بلياليهنجعلها الله له كالماء و إنما يعمل الناسبما أعطي سليمان منه «وَ مِنَ الْجِنِّمَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِرَبِّهِ» المعنى و سخرنا له من الجن منيعمل له بحضرته و أمام عينه ما يأمرهم بهمن الأعمال كما يعمل الآدمي بين يديالآدمي بأمر ربه تعالى و كان يكلفهمالأعمال الشاقة مثل عمل الطين و غيره و قالابن عباس سخرهم الله لسليمان و أمرهمبطاعته فيما يأمرهم به و في هذا دلالة علىأنه قد كان من الجن من هو غير مسخر له «وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنانُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ» المعنىو من يعدل من هؤلاء الجن الذين سخرناهملسليمان عما أمرناهم به من طاعة سليماننذقه من عذاب السعير أي عذاب النار فيالآخرة عن أكثر المفسرين و في هذا دلالةعلى أنهم قد كانوا مكلفين و قيل معناهنذيقه العذاب في الدنيا و أن الله سبحانهوكل بهم ملكا بيده سوط من نار فمن زاغ منهمعن طاعة سليمان ضربه ضربة أحرقته«يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْمَحارِيبَ» و هي بيوت الشريعة و قيل هيالقصور و المساجد يتعبد فيها عن قتادة والجبائي قال و كان مما عملوه بيت المقدس وقد كان الله عز و جل سلط على بني إسرائيلالطاعون فهلك خلق كثير في يوم واحد فأمرهمداود أن يغتسلوا و يبرزوا إلى الصعيدبالذراري و الأهلين و يتضرعون إلى اللهلعله يرحمهم و ذلك صعيد بيت المقدس قبلبناء المسجد و ارتفع داود فوق الصخرة فخرساجدا يبتهل إلى الله سبحانه و سجدوا معهفلم يرفعوا رءوسهم حتى كشف الله عنهمالطاعون فلما أن شفع الله داود في بنيإسرائيل