مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
جمعهم داود بعد ثلاث و قال لهم أن اللهتعالى قد من عليكم و رحمكم فجددوا له شكرابأن تتخذوا من هذا الصعيد الذي رحمكم فيهمسجدا ففعلوا و أخذوا في بناء بيت المقدس وكان داود ينقل الحجارة لهم على عاتقه وكذلك خيار بني إسرائيل حتى رفعوه قامة ولداود يومئذ سبع و عشرون و مائة سنة فأوحىالله إلى داود أن تمام بنائه يكون على يديابنه سليمان فلما صار داود ابن أربعين ومائة سنة توفاه الله و استخلف سليمان فأحبإتمام بيت المقدس فجمع الجن و الشياطين وقسم عليهم الأعمال يخص كل طائفة منهم بعملفأرسل الجن و الشياطين في تحصيل الرخام وألمها الأبيض الصافي من معادنه و أمرببناء المدينة من الرخام و الصفاح و جعلهااثني عشر ربضا و أنزل كل ربض منها سبطا منالأسباط و لما فرغ من بناء المدينة ابتدأفي بناء المسجد فوجه الشياطين فرقا فرقةيستخرجون الذهب و اليواقيت من معادنها وفرقة يقلعون الجواهر و الأحجار من أماكنهاو فرقة يأتون بالمسك و العنبر و سائر الطيبو فرقة يأتون بالدر من البحار فأوتي من ذلكبشيء لا يحصيه إلا الله تعالى ثم أحضرالصناع و أمرهم بنحت تلك الأحجار حتىصيروها ألواحا و معالجة تلك الجواهر واللآلئ قال و بنى سليمان المسجد بالرخامالأبيض و الأصفر و الأخضر و عمده بأساطينألمها الصافي و سقفه بالواح الجواهر و فضضسقوفه و حيطانه باللآلئ و اليواقيت والجواهر و بسط أرضه بالواح الفيروزج فلميكن في الأرض بيت أبهى و لا أنور من ذلكالمسجد كان يضيء في الظلمة كالقمر ليلةالبدر فلما فرغ منه جمع إليه أخبار بنيإسرائيل فأعلمهم أنه بناه الله تعالى واتخذ ذلك اليوم الذي فرغ منه عيدا فلم يزلبيت المقدس على ما بناه سليمان حتى غزا بختنصر بني إسرائيل فخرب المدينة و هدمها ونقض المسجد و أخذ ما في سقوفه و حيطانه منالذهب و الفضة و الدر و اليواقيت و الجواهرفحملها إلى دار مملكته من أرض العراق قالسعيد بن المسيب لما فرغ سليمان من بناء بيتالمقدس تغلقت أبوابه فعالجها سليمان فلمتنفتح حتى قال في دعائه بصلوات أبي داودإلا فتحت الأبواب ففتحت ففرغ له سليمانعشرة آلاف من قراء بني إسرائيل خمسة آلافبالليل و خمسة آلاف بالنهار فلا تأتي ساعةمن ليل و لا نهار إلا و يعبد الله فيها «وَتَماثِيلَ» يعني صورا من نحاس و شبه و زجاجو رخام كانت الجن تعملها ثم اختلفوا فقالبعضهم كانت صور للحيوانات و قال آخرونكانوا يعملون صور.