مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
السباع و البهائم على كرسيه ليكون أهيب لهفذكروا أنهم صوروا أسدين أسفل كرسيه ونسرين فوق عمودي كرسيه فكان إذا أراد أنيصعد الكرسي بسط الأسدان ذراعيهما و إذاعلا على الكرسي نشر النسران أجنحتهمافظللاه من الشمس و يقال أن ذلك كان مما لايعرفه أحد من الناس فلما حاول بخت نصر صعودالكرسي بعد سليمان حين غلب على بنيإسرائيل لم يعرف كيف كان يصعد سليمان فرفعالأسد ذراعيه فضرب ساقه فقدها فوقع مغشياعليه فما جسر أحد بعده أن يصعد ذلك الكرسيقال الحسن و لم تكن يومئذ التصاوير محرمة وهي محظورة في شريعة نبينا (ص) فإنه قال لعن الله المصورين و يجوز أن يكره ذلك في زمن دون زمن و قد بينالله سبحانه أن المسيح كان يصور بأمر اللهمن الطين كهيئة الطير و قال ابن عباس كانوايعملون صور الأنبياء و العباد في المساجدليقتدى بهم و روي عن الصادق (ع) أنه قال و الله ما هيتماثيل النساء و الرجال و لكنه الشجر و ماأشبهه «وَ جِفانٍ كَالْجَوابِ» أي صحاف كالحياضالتي يجبى فيها الماء أي يجمع و كان سليمان(ع) يصلح طعام جيشه في مثل هذه الجفان فإنهلم يمكنه أن يطعمهم في مثل قصاع الناسلكثرتهم و قيل أنه كان يجمع على كل جفنةألف رجل يأكلون بين يديه «وَ قُدُورٍراسِياتٍ» أي ثابتات لا يزلن عن أمكنتهنلعظمهن عن قتادة و كانت باليمن و قيل كانتعظيمة كالجبال يحملونها مع أنفسهم و كانسليمان يطعم جنده ثم نادى سبحانه آل داود وأمرهم بالشكر على ما أنعم به عليهم من هذهالنعمة العجيبة لأن نعمته على سليمان نعمةعليهم فقال «اعْمَلُوا آلَ داوُدَشُكْراً» أي قلنا لهم يا آل داود اعملوابطاعة الله شكرا له على ما آتاكم من النعمعن مجاهد و في هذا دلالة على وجوب شكرالنعمة و أن الشكر طاعة المنعم و تعظيمه وفيه إشارة أيضا إلى أن لقرابة أنبياء اللهتعالى أثرا في القرب إلى رضي الله حين خصآل داود بالأمر «وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَالشَّكُورُ» و الفرق بين الشكور و الشاكرأن الشكور من تكرر منه الشكر و الشاكر منوقع منه الشكر قال ابن عباس أراد به المؤمنالموحد و في هذا دلالة على أن المؤمنالشاكر يقل في كل عصر «فَلَمَّا قَضَيْناعَلَيْهِ الْمَوْتَ» أي فلما حكمنا علىسليمان بالموت و قيل معناه أوجبنا علىسليمان الموت «ما دَلَّهُمْ عَلىمَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِتَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ» أي ما دل الجن علىموته إلا الأرضة و لم يعلموا موته حتى أكلتعصاه فسقط فعلموا أنه ميت و قيل أن سليمانكان يعتكف في مسجد بيت المقدس السنة والسنتين و الشهر و الشهرين و أقل و أكثريدخل فيه طعامه و شرابه و يتعبد فيه فلماكان في المرة التي مات فيها لم يكن يصبحيوما إلا و تنبت شجرة كان يسألها سليمانفتخبره عن اسمها و نفعها و ضرها فرأى يومانبتا فقال ما اسمك قال الخرنوب قال لأيشيء أنت قال للخراب فعلم أنه سيموت فقالاللهم عم على