و القيام في الليل قال الشاعر:
لقد لمتنا يا أم غيلان في السري
و نمت وما ليل المطي بنائم
و نمت وما ليل المطي بنائم
و نمت وما ليل المطي بنائم
المعنى
ثم بين سبحانه حالهم في القيامة فقالحكاية عنهم «وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا»و هم اليهود و قيل هم مشركو العرب و هوالأصح «لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ»أي لا نصدق بأنه من الله تعالى «وَ لابِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ» من أمرالآخرة و قيل يعنون به التوراة و الإنجيل وذلك أنه لما قال مؤمنوا أهل الكتاب أن صفةمحمد (ص) في كتابنا و هو نبي مبعوث كفرالمشركون بكتابهم ثم قال «وَ لَوْ تَرى»يا محمد «إِذِ الظَّالِمُونَمَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ» أيمحبوسون للحساب يوم القيامة «يَرْجِعُبَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ» أييرد بعضهم إلى بعض القول في الجدال«يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا» و همالأتباع «لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا» و همالأشراف و القادة «لَوْ لا أَنْتُمْلَكُنَّا مُؤْمِنِينَ» مصدقين بتوحيدالله أي أنتم منعتمونا من الإيمان والمعنى لو لا دعاؤكم إيانا إلى الكفرلآمنا بالله في الدنيا «قالَ الَّذِينَاسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَاسْتُضْعِفُوا» أي قال المتبوعون للأتباععلى طريق الإنكار «أَ نَحْنُصَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْجاءَكُمْ» أي لم نصدكم نحن عن قبول الهدى«بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ» أي بل أنتمكفرتم و لم نحملكم على الكفر قهرا فكل واحدمن الفريقين ورك الذنب على صاحبه و اتهمه ولم يضف واحد منهم الذنب إلى الله تعالى «وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوالِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا» يعني الأتباعللمتبوعين «بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ» أي مكركم في الليل و النهارصدنا عن قبول الهدى «إِذْ تَأْمُرُونَناأَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَ نَجْعَلَلَهُ أَنْداداً» أي حين أمرتمونا أن نجحدوحدانية الله تعالى و دعوتمونا إلى أننجعل له شركاء في العبادة «وَ أَسَرُّواالنَّدامَةَ» فيه وجهان (أحدهما) أن معناهأظهروا الندامة (و الآخر) أن المعنى أخفوهاو قد فسر الأسرار في بيت امرئ القيس:
تجاوزت أحراسا إليها و معشرا
علي حراصالو يسرون مقتلي
علي حراصالو يسرون مقتلي
علي حراصالو يسرون مقتلي