مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
يقول سمعت أم سلمة تقول قال رسول الله (ص)يعوذ عائذ بالبيت فيبعث الله إليه جيشاحتى إذا كانوا بالبيداء بيداء المدينة خسفبهم و روي عن حذيفة بن اليمان أن النبي (ص) ذكرفتنة تكون بين أهل المشرق و المغرب قالفبينا هم كذلك يخرج عليهم السفياني منالوادي اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشقفيبعث جيشين جيشا إلى المشرق و آخر إلىالمدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينةالملعونة يعني بغداد فيقتلون أكثر منثلاثة آلاف و يفضحون أكثر من مائة امرأة ويقتلون بها ثلاثمائة كبش من بني العباس ثمينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ثميخرجون متوجهين إلى الشام فيخرج راية هديمن الكوفة فيلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لايفلت منهم مخبر و يستنقذون ما في أيديهم منالسبي و الغنائم و يحل الجيش الثانيبالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام بلياليهاثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوابالبيداء بعث الله جبرائيل فيقول ياجبرائيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربةيخسف الله بهم عندها و لا يفلت منهم إلارجلان من جهينة فلذلك جاء القول" و عندجهينة الخبر اليقين" فذلك قوله «وَ لَوْتَرى إِذْ فَزِعُوا» إلى آخره أوردهالثعلبي في تفسيره و روى أصحابنا فيأحاديث المهدي عن أبي عبد الله (ع) و أبيجعفر (ع) مثله «وَ قالُوا» أي و يقولون في ذلك الوقت و هويوم القيامة أو عند رؤية البأس أو عندالخسف في حديث السفياني «آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ» أي و من أينلهم الانتفاع بهذا الإيمان الذي ألجئواإليه بين سبحانه أنهم لا ينالون به نفعاكما لا ينال أحد التناوش «مِنْ مَكانٍبَعِيدٍ» و قيل معناه أنهم طلبوا المردإلى الدنيا فالمراد أنهم طلبوا الأمر منحيث لا ينال و لم يرد بعد المكان و إنماأراد بعد انتفاعهم بذلك و بعدهم عن الصواب«وَ قَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ»المعنى و كيف تقبل توبتهم أو يردون إلىالدنيا و قد كفروا بالله من قبل ذلك «وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍبَعِيدٍ» أي و يرجمون بالظن فيقولون لاجنة و لا نار و لا بعث و هذا أبعد ما يكون منالظن عن قتادة و قيل معناه يرمون محمدا (ص)بالظنون من غير يقين و ذلك قولهم هو ساحر وهو شاعر و هو مجنون و جعله قذفا لخروجه فيغير حق و قيل معناه و يبعدون أمر الآخرةفيقولون لأتباعهم هيهات هيهات لما توعدونو ذلك كالشيء يرى في موضع بعيد المرمى«وَ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ مايَشْتَهُونَ» أي و فرق بينهم و بينمشتهياتهم بالموت الذي حل بهم كما حلبأمثالهم عن أبي مسلم و قيل مشتهاهم هوالتوبة و الإيمان أو الرد إلى الدنيا و قدمنعوا منه و قيل هو نعيم الجنة عن الجبائيو قيل معناه منعوا من كل مشتهى