قرأ علي (ع) فليعلمن الذين صدقوا و ليعلمنالكاذبين بضم الياء و كسر اللام فيهما و هوالمروي عن جعفر ابن محمد و محمد بن عبد الله بن الحسن و وافقهمالزهري في و ليعلمن الكاذبين و قرأ أيضا وليعلمن المنافقين.
الحجة
معناه ليعرفن الناس من هم فحذف المفعولالأول كما قال سبحانه يَوْمَ نَدْعُواكُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ و قاليُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ وقال وَ نَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَيَوْمَئِذٍ زُرْقاً و يجوز أن يكون منقولهم ثوب معلم و فارس معلم بالكسر إذاأعلم نفسه في الحرب فيكون معناه و ليشهرنفيرجع إلى المعنى الأول لأنه على تقديرحذف المفعول و يجوز أن يكون على حذفالمفعول الثاني أي و ليعلمن الصادقين ثوابصدقهم و الكاذبين عقاب كذبهم.
الإعراب
قال الزجاج موضع أن الأولى نصب باسم حسب وخبره و موضع أن الثانية نصب من جهتينأجودهما أن تكون منصوبة بيتركوا فيكونالمعنى أ حسب الناس أن يتركوا لأن يقولواأو بأن يقولوا فلما حذف حرف الخفض وصليتركوا إلى أن فنصب و يجوز أن تكون أنالثانية العامل فيها حسب أي حسب الناس أنيقولوا آمنا و هم لا يفتنون قال أبو عليأما ما ذكره من أنه نصب بيتركوا فإنه بينالسقوط لأن ترك فعل يتعدى إلى مفعول واحدفإذا بني للمفعول لم يتعد إلى آخر فإنيقولوا لا يتعلق به و لا يتعدى إليه حتىيقدر حرف ثم يقدر الحذف فيصل الفعل و أماما ذكره من انتصابه فلا يخلو إذا قدرانتصابه به من أن يكون مفعولا أولا أوثانيا أو صفة أو بدلا فلا يكون مفعولا أولالتعديه إلى المفعول الذي قبله و هو الترك ولا يجوز أن يكون مفعولا ثانيا من وجهين(أحدهما) أن باب ظننت و أخواته إذا تعدى إلىهذا الضرب من المفعول لم يتعد إلى مفعولثان ظاهر في اللفظ (و الآخر) أن المفعولالثاني هو الأول في المعنى و ليس القولالترك و لا يكون أيضا بدلا لأنه ليس الأولو لا بعضه مشتملا عليه و لا يكون أيضا صفةلأن أن الثانية لحسب و عمله فيها لا يخلومما ذكرناه فإذا لم يستقم