قرأ روح و زيد عن يعقوب و لا ينقص بفتحالياء و هو قراءة الحسن و ابن سيرين والباقون «وَ لا يُنْقَصُ» على البناءللمفعول به و قرأ قتيبة عن الكسائي و الذينيدعون بالياء و الباقون بالتاء و فيالشواذ قراءة عيسى الثقفي سيغ شرابه.
الحجة
من قرأ ينقص فالتقدير و لا ينقص الله منعمره و القراءة المشهورة «وَ لا يُنْقَصُ»و هي أوفق لما تقدمه من قوله «وَ مايُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ» و كذلك قراءة«تَدْعُونَ» على الخطاب أوفق بما تقدم منالكلام و ما تأخر و يدعون بالياء علىالغيبة و من قرأ سيغ شرابه فإنه علىالتخفيف من سيغ بالتشديد على فيعل و أصلهسيوغ مثل هين و هين و ميت و ميت.
اللغة
النطفة الماء القليل و الماء الكثير و هومن الأضداد و منه قول أمير المؤمنين (ع) لما قيل له أنالخوارج عبروا جسر النهروان مصارعهم دونالنطفة و العمر البقاء و أصله طول المدة و قولهملعمر الله بالفتح لا غير و القطمير لفافةالنواة و قيل الحبة في بطن النواة و الجديدالقريب العهد بانقطاع العمل عنه و أصله منالقطع.
الإعراب
«لا يُنْقَصُ» تقديره لا ينقص من عمرهشيء فمفعول ما لم يسم فاعله محذوف و قوله«إِلَّا فِي كِتابٍ» الجار و المجرور فيموضع خبر لمبتدء محذوف تقديره إلا هو كائنفي كتاب. «تَلْبَسُونَها» يجوز أن يكونجملة منصوبة الموضع على الحال من«تَسْتَخْرِجُونَ» و يجوز أن يكون صفةلحلية أي حلية ملبوسة و اللام من قوله«لِتَبْتَغُوا» يتعلق بمواخر لأن المعنىأن الفلك يشق الماء للابتغاء من فضل الله وقوله «مِنْ دُونِهِ» في موضع الحال منالضمير المحذوف من قوله «تَدْعُونَ» والتقدير و الذين تدعونهم كائنين من دونه.
المعنى
ثم نسق سبحانه على ما تقدم من دلائلالتوحيد فقال «وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْمِنْ تُرابٍ» بأن خلق أباكم آدم منه فإنالشيء يضاف إلى أصله و قيل أراد به آدم (ع)نفسه «ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ» أي ماء الرجلو المرأة «ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً»أي ذكورا و إناثا و قيل ضروبا