مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
و أصنافا «وَ ما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثىوَ لا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ» أي و ماتحصل من الإناث حاملة ولدها في بطنها إلابعلم الله تعالى و المعنى إلا و هو عالمبذلك «وَ ما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ»معناه و ما يمد في عمر معمر أي و لا يطولعمر أحد «وَ لا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ»أي من عمر ذلك المعمر بانقضاء الأوقاتعليه عن أبي مالك يعني و لا يذهب بعض عمرهبمضي الليل و النهار و قيل معناه و لا ينقصمن عمر غير ذلك المعمر عن الحسن و الضحاك وابن زيد و قيل هو ما يعلمه الله تعالى إنفلانا لو أطاع لبقي إلى وقت كذا و إذا عصىنقص عمره فلا يبقى فالنقصان على ثلاثةأوجه إما أن يكون من عمر المعمر أو من عمرمعمر آخر أو يكون بشرط «إِلَّا فِيكِتابٍ» أي إلا و ذلك مثبت في الكتاب و هوالكتاب المحفوظ أثبته الله تعالى قبل كونهقال سعيد بن جبير مكتوب في أم الكتاب عمرفلان كذا سنة ثم يكتب أسفل ذلك ذهب يوم ذهبيومان ذهب ثلاثة أيام حتى يأتي على آخرعمره «إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِيَسِيرٌ» يعني أن تعمير من يعمره و نقصانمن ينقصه و إثبات ذلك في الكتاب سهل علىالله تعالى غير متعذر ثم قال «وَ مايَسْتَوِي الْبَحْرانِ» يعني العذب والمالح ثم ذكرهما فقال «هذا عَذْبٌفُراتٌ» أي طيب بارد «سائِغٌ شَرابُهُ» أيجائز في الحلق هنيء «وَ هذا مِلْحٌأُجاجٌ» شديد الملوحة عن ابن عباس و ما بعدهذا مفسر في سورة النحل إلى آخر الآية«يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ» أييدخل أحدهما في الآخر بالزيادة و النقصان«وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ» أييجريهما كما يريد «كُلٌّ يَجْرِيلِأَجَلٍ مُسَمًّى» أي لوقت معلوم و قدمضى تفسيره «ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ»أي مدبر هذه الأمور هو الله خالقكم «لَهُالْمُلْكُ» في الدنيا و الآخرة «وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ» أيتدعونهم آلهة من الأصنام و الأوثان وتوجهون عبادتكم إليهم و «ما يَمْلِكُونَمِنْ قِطْمِيرٍ» أي قشر نواة عن ابن عباسأي لا يقدرون من ذلك على قليل و لا كثير«إِنْ تَدْعُوهُمْ» لكشف ضر «لايَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ» لأنها جماد لاتنفع و لا تضر «وَ لَوْ سَمِعُوا» بأن يخلقالله لها سمعا «مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَبِشِرْكِكُمْ» أي يتبرءون عن عبادتكمينطقهم الله يوم القيامة لتوبيخ عابديهافيقولون لم عبدتمونا و ما دعوناكم إلى ذلكقال البلخي و يجوز أن يكون المراد بهالملائكة و عيسى و يكون معنى قوله «لايَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ» أنهم بحيث لايسمعونه أو أنهم مشتغلون عنهم لا يلتفتونإليهم و يجوز أن يكون المراد به الأصنام ويكون ما يظهر من بطلان ما ظنوه كفرا بشركهمو جحودا له كما أن ما يحصل في الجماد منالدلالة على الله تسبيح منهم «وَ لايُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ» أي لا يخبركبما فيه الصلاح و الفساد و المنافع والمضار مثل الله سبحانه العليم بالأشياءكلها «يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُالْفُقَراءُ» المحتاجون «إِلَى اللَّهِوَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ»