جمع العنكبوت عناكب و تصغيره عنيكب و وزنهفعللوت و هو يذكر و يؤنث قال الشاعر: على هطالهم منهم بيوت *** كان العنكبوت هوابتناها و يقال فيه العنكباء.
المعنى
ثم شبه سبحانه حال الكفار الذين اتخذوا مندونه آلهة بحال العنكبوت فقال «مَثَلُالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِأَوْلِياءَ» أي شبه من اتخذ الأصنام آلهةيريدون نصرها و نفعها و ضرها و الرجوعإليها عند الحاجة «كَمَثَلِالْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً»لنفسها لتأوي إليه فكما أن بيت العنكبوتلا يغني عنها شيئا لكونه في غاية الوهن والضعف و لا يجدي نفعا كذلك الأصنام لا تملكلهم خيرا و شرا و نفعا و ضرا و الولي هوالمتولي للنصرة و هو أبلغ من الناصر لأنالناصر قد يكون ناصرا بأن يأمر غيرهبالنصرة و الولي هو الذي يتولى النصرةبنفسه «وَ إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ» أيأضعفها «لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْكانُوا يَعْلَمُونَ» صحة ما أخبرناهم به ويتحققون و لو متعلقة بقوله «اتَّخَذُوا»أي لو علموا أن اتخاذهم الأولياء كاتخاذالعنكبوت بيتا سخيفا لم يتخذوهم أولياء ولا يجوز أن تكون متعلقة بقوله «وَ إِنَّأَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُالْعَنْكَبُوتِ» لأنهم كانوا يعلمون أنبيت العنكبوت واه ضعيف «إِنَّ اللَّهَيَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْشَيْءٍ» هذا وعيد منه سبحانه و معناه أنهيعلم ما يعبد هؤلاء الكفار و ما يتخذونه مندونه أربابا «وَ هُوَ الْعَزِيزُ» الذي لايغالب فيما يريده «الْحَكِيمُ» في جميعأفعاله «وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ» و هيالأشباه و النظائر يعني أمثال القرآن«نَضْرِبُها لِلنَّاسِ» أي نذكرها لهملندعوهم إلى المعرفة و التوحيد و نعرفهمقبح ما هم فيه من عبادة الأصنام «وَ مايَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ» أي و مايفهمها إلا من يعلم وجه الشبه بين المثل والممثل به و قيل معناه و ما يعقل الأمثالإلا العلماء الذين يعقلون عن الله و روي الواحدي بالإسناد عن جابر قال تلاالنبي (ص) هذه الآية و قال العالم الذي عقلعن الله فعمل بطاعته و اجتنب سخطه ثم بين سبحانه ما يدل على إلهيته واستحقاقه العبادة فقال «خَلَقَ اللَّهُالسَّماواتِ وَ الْأَرْضَ» أي أخرجهما منالعدم إلى الوجود و لم يخلقهما عبثا بلخلقهما ليسكنهما خلقه و ليستدلوا بهما علىإثباته و وحدانيته «بِالْحَقِّ» أي علىوجه الحكمة و قيل معناه للحق و إظهار الحق«إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةًلِلْمُؤْمِنِينَ» لأنهم المنتفعون بذلكثم خاطب سبحانه نبيه (ص) فقال «اتْلُ ماأُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ» يعنيالقرآن أي اقرأه على المكلفين و اعمل بماتضمنه «وَ أَقِمِ الصَّلاةَ» أي أدها