مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
من المسجد و الصلاة معه فنزلت الآية و فيالحديث عن أبي موسى قال قال رسول الله (ص) إن أعظمالناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشىفأبعدهم رواه البخاري و مسلم في الصحيح «وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِيإِمامٍ مُبِينٍ» أي و أحصينا و عددنا كلشيء من الحوادث في كتاب ظاهر و هو اللوحالمحفوظ و الوجه في إحصاء ذلك فيه اعتبارالملائكة به إذ قابلوا به ما يحدث منالأمور و يكون فيه دلالة على معلومات اللهسبحانه على التفصيل و قيل أراد به صحائفالأعمال و سمي ذلك مبينا لأنه لا يدرس أثرهعن الحسن ثم قال سبحانه لنبيه (ص) «وَاضْرِبْ لَهُمْ» يا محمد «مَثَلًا» أي مثللهم مثالا و هو من قولهم هؤلاء إضراب أيأمثال و قيل معناه و اذكر لهم مثلا«أَصْحابَ الْقَرْيَةِ» و هذه القريةأنطاكية في قول المفسرين «إِذْ جاءَهَاالْمُرْسَلُونَ» أي حين بعث الله إليهمالمرسلين «إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُاثْنَيْنِ» أي رسولين من رسلنا«فَكَذَّبُوهُما» أي فكذبوا الرسولين قالابن عباس ضربوهما و سجنوهما «فَعَزَّزْنابِثالِثٍ» أي فقويناهما و شددنا ظهورهمابرسول ثالث مأخوذ من العزة و هي القوة والمنعة و منه قولهم من عز بز أي من غلب سلبقال شعبة كان اسم الرسولين شمعون و يوحنا واسم الثالث بولس و قال ابن عباس و كعب صادقو صدوق و الثالث سلوم و قيل إنهم رسل عيسى وهم الحواريون عن وهب و كعب قالا و إنماأضافهم تعالى إلى نفسه لأن عيسى (ع) أرسلهمبأمره «فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْمُرْسَلُونَ» أي قالوا لهم يا أهل القريةإن الله أرسلنا إليكم «قالُوا» يعني أهلالقرية «ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌمِثْلُنا» فلا تصلحون للرسالة كما لا نصلحنحن لها «وَ ما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْشَيْءٍ» تدعوننا إليه «إِنْ أَنْتُمْإِلَّا تَكْذِبُونَ» أي ما أنتم إلاكاذبون فيما تزعمون اعتقدوا أن من كانمثلهم في البشر لا يصلح أن يكون رسولا وذهب عليهم أن الله عز اسمه يختار من يشاءلرسالته و أنه علم من حال هؤلاء صلاحهمللرسالة و تحمل أعبائها «قالُوا رَبُّنايَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْلَمُرْسَلُونَ» و إنما قالوا ذلك بعد ماقامت الحجة بظهور المعجزة فلم يقبلوها ووجه الاحتجاج بهذا القول أنهم ألزموهمبذلك النظر في معجزاتهم ليعلموا أنهمصادقون على الله ففي ذلك تحذير شديد «وَ ماعَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ»أي و ليس يلزمنا إلا أداء الرسالة والتبليغ الظاهر و قيل معناه و ليس علينا أننحملكم على الإيمان فإنا لا نقدر عليه«قالُوا» أي قال هؤلاء الكفار في جوابالرسل حين عجزوا عن إيراد شبهة و عدلوا عنالنظر في المعجزة «إِنَّا تَطَيَّرْنابِكُمْ» أي تشاءمنا بكم «لَئِنْ لَمْتَنْتَهُوا» عما تدعونه من الرسالة«لَنَرْجُمَنَّكُمْ» بالحجارة عن قتادة وقيل معناه لنشتمنكم عن مجاهد «وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌقالُوا» يعني الرسل «طائِرُكُمْمَعَكُمْ» أي الشؤم كله معكم بإقامتكم علىالكفر بالله تعالى فأما الدعاء إلىالتوحيد و عبادة الله تعالى ففيه غايةالبركة و الخير و اليمن و لا شيء فيه