ثم ذكر سبحانه تمام الحكاية عن الرجل الذيجاءهم من أقصى المدينة فقال «اتَّبِعُوامَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً» أي و قاللهم اتبعوا معاشر الكفار من لا يطلبونمنكم الأجر و لا يسألونكم أموالكم على ماجاءوكم به من الهدى «وَ هُمْ» مع ذلك«مُهْتَدُونَ» إلى طريق الحق سالكونسبيله قال فلما قال هذا أخذوه و رفعوه إلىالملك فقال له الملك أ فأنت تتبعهم فقال«وَ ما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِيفَطَرَنِي» أي و أي شيء لي إذا لم أعبدخالقي الذي أنشأني و أنعم علي و هداني «وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» أي تردون عندالبعث فيجزيكم بكفركم ثم أنكر اتخاذالأصنام و عبادتهم فقال «أَ أَتَّخِذُمِنْ دُونِهِ آلِهَةً» أعبدهم «إِنْيُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ» أي إن أرادالله إهلاكي و الإضرار بي «لا تُغْنِعَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً» أي لا تدفعو لا تمنع شفاعتهم عني شيئا و المعنى لاشفاعة لهم فتغني «وَ لا يُنْقِذُونِ» أي ولا يخلصوني من ذلك الهلاك أو الضرر والمكروه «إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍمُبِينٍ» أي إني إن فعلت ذلك في عدوك عنالحق واضح و الوجه في هذا الاحتجاج أنالعبادة لا يستحقها إلا الله سبحانهالمنعم بأصول النعم و بما لا توازيه نعمةمنعم «إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ» الذيخلقكم و أخرجكم من العدم إلى الوجود«فَاسْمَعُونِ» أي فاسمعوا قولي و اقبلوهعن وهب و قيل أنه خاطب بذلك الرسل أيفاسمعوا ذلك مني حتى تشهدوا لي به عند اللهعن ابن مسعود قال ثم إن قومه لما سمعوا ذلكالقول منه وطئوه بأرجلهم حتى مات فأدخلهالله الجنة و هو حي فيها يرزق و هو قوله«قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ» و قيل رجموهحتى قتلوه عن قتادة و قيل إن القوم لماأرادوا أن يقتلوه رفعه الله إليه فهو فيالجنة لا يموت إلا بفناء الدنيا و هلاكالجنة عن