مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
الحسن و مجاهد و قال أن الجنة التي دخلهايجوز هلاكها و قيل إنهم قتلوه إلا أن اللهسبحانه أحياه و أدخله الجنة فلما دخلها«قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَبِما غَفَرَ لِي رَبِّي» تمنى أن يعلمقومه بما أعطاه الله تعالى من المغفرة وجزيل الثواب ليرغبوا في مثله و ليؤمنوالينالوا ذلك و في تفسير الثعلبي بالإسناد عن عبد الرحمنبن أبي ليلى عن أبيه عن النبي (ص) قال سباقالأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين عليبن أبي طالب (ع) و صاحب يس و مؤمن آل فرعونفهم الصديقون علي أفضلهم «وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ» أيمن المدخلين الجنة و الإكرام هو إعطاءالمنزلة الرفيعة على وجه التبجيل والإعظام و في هذا دلالة على نعيم القبرلأنه إنما قال ذلك و قومه أحياء و إذا جازنعيم القبر جاز عذاب القبر فإن الخلاففيهما واحد و ما في قوله «بِما غَفَرَ لِيرَبِّي» مصدرية و المعنى بمغفرة الله لي ويجوز أن يكون معناه بالذي غفر لي به ربيفيكون اسما موصولا و يجوز أن يكون المعنىبأي شيء غفر لي ربي فيكون استفهاما يقالعلمت بما صنعت هذا بإثبات الألف و بم صنعتهذا بحذفها إلا أن الحذف أجود في هذاالمعنى ثم حكى سبحانه ما أنزله بقوله منالعذاب و الاستئصال فقال «وَ ماأَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْبَعْدِهِ» أي من بعد قتله أو من بعد رفعه«مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ» يعنيالملائكة أي لم تنتصر منهم بجند من السماءو لم تنزل لإهلاكهم بعد قتلهم الرسل جندامن السماء يقاتلونهم «وَ ما كُنَّامُنْزِلِينَ» أي و ما كنا ننزلهم علىالأمم إذا أهلكناهم و قيل معناه و ماأنزلنا على قومه من بعده رسالة من السماءقطع الله عنهم الرسالة حين قتلوا رسله عنمجاهد و الحسن و المراد أن الجند هم ملائكةالوحي الذين ينزلون على الأنبياء ثم بينسبحانه بأي شيء كان هلاكهم فقال «إِنْكانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً» أي كانإهلاكهم عن آخرهم بأيسر أمر صيحة واحدةحتى هلكوا بأجمعهم «فَإِذا هُمْخامِدُونَ» أي ساكنون قد ماتوا قيل أنهملما قتلوا حبيب بن مري النجار غصب اللهعليهم فبعث جبرائيل حتى أخذ بعضادتي بابالمدينة ثم صاح بهم صيحة فماتوا عن آخرهملا يسمع لهم حس كالنار إذا طفئت «ياحَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ» معناه ياندامة على العباد في الآخرة باستهزائهمبالرسل في الدنيا ثم بين سبب الحسرة فقال«ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّاكانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ» عن مجاهد وهذا من قول الله سبحانه و المعنى أنهم حلوامحل من يتحسر عليه و قيل إن المعنى يا ويلاعلى العباد عن ابن عباس و يحتمل أن يكونذلك من كلام الرجل المذكور و قال أبوالعالية إنهم لما عاينوا العذاب قالوا ياحسرة على العباد يعني على الرسل حيث لمنؤمن بهم فتمنوا الإيمان و ندموا حين لمتنفعهم الندامة قال الزجاج إذا قال قائلما الفائدة في مناداة الحسرة و الحسرة ممالا تجيب فالفائدة في ذلك أن النداء بابتنبيه فإذا قلت للمخاطب أنا أعجب مما فعلتفقد أفدته أنك متعجب و إذا قلت وا عجباهمما فعلت و يا عجباه تفعل كذا كان دعاؤكالعجب أبلغ في الفائدة و المعنى يا عجبأقبل فإنه من أوقاتك و كذلك إذا قلت ويلزيد لم فعل كذا ثم قلت يا ويل زيد لم فعلكذا كان أبلغ و كذلك في كتاب الله تعالى ياويلتا و يا حسرتا و «يا حَسْرَةً عَلَىالْعِبادِ» و الحسرة أن يركب الإنسان منشدة الندم ما لا نهاية بعده حتى يبقى قلبهحسيرا.