الطمس محو الشيء حتى يذهب أثره فالطمسعلى العين كالطمس على الكتاب و مثله الطمسعلى المال و هو إذهابه حتى لا يقع عليهإدراك و أعمى مطموس و طميس و هو أن يذهبالشق الذي بين الجفنين و المسخ قلب الصورةإلى خلقة مشوهة كما مسخ قوم قردة و خنازير.
الإعراب
أنى في محل النصب على الحال من«يُبْصِرُونَ» أو على أنه في معنى مصدره.
المعنى
ثم أخبر سبحانه عن قدرته على إهلاك هؤلاءالكفار الذين جحدوا وحدانيته فقال «وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلىأَعْيُنِهِمْ» أي لأعميناهم عن الهدى عنابن عباس و قيل معناه لتركناهم عميايترددون عن الحسن و قتادة و الجبائي«فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ» أي فطلبواطريق الحق و قد عموا عنه «فَأَنَّىيُبْصِرُونَ» أي فكيف يبصرون عن ابن عباسو قيل معناه فطلبوا النجاة و السبق إليها ولا بصر لهم فكيف يبصرون و قد أعميناهم وقيل طلبوا الطريق إلى منازلهم فلم يهتدواإليها «وَ لَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْعَلى مَكانَتِهِمْ» أي على مكانهم الذيهم فيه قعود و المعنى و لو نشاء لعذبناهمبنوع آخر من العذاب فأقعدناهم في منازلهمممسوخين قردة و خنازير و المكانة و المكانواحد و قيل معناه و لو شئنا لمسخناهم حجارةفي منازلهم ليس فيهم أرواحهم «فَمَااسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَ لا يَرْجِعُونَ»أي فلم يقدروا على ذهاب و لا مجيء لوفعلنا ذلك بهم و قيل معناه فما استطاعوامضيا من العذاب و لا رجوعا إلى الخلقةالأولى بعد المسخ و هذا كله تهديد هددهمالله به ثم قال سبحانه «وَ مَنْنُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ»أي من نطول عمره نصيره بعد القوة إلى الضعفو بعد زيادة الجسم إلى النقصان و بعد الجدةو الطراوة إلى البلى و الخلوقة فكأنه نكسخلقه و قيل ننكسه و نرده إلى حال الهرمالتي تشبه حال الصبي في ضعف القوة و عزوبالعلم عن قتادة «أَ فَلا يَعْقِلُونَ» أيأ فلا يتدبرون في أن الله تعالى يقدر علىالإعادة كما قدر على ذلك و إنما قال علىالخطاب لقوله أَ لَمْ أَعْهَدْإِلَيْكُمْ من قرأ بالياء فالمعنى أ فليسلهم عقل فيعتبروا و يعلموا ذلك ثم أخبرسبحانه عن نبيه (ص) كيدا لقوله إِنَّكَلَمِنَ الْمُرْسَلِينَ فقال «وَ ماعَلَّمْناهُ الشِّعْرَ» يعني قول الشعراءو صناعة الشعر أي ما أعطيناه العلم بالشعرو إنشائه «وَ ما يَنْبَغِي لَهُ» أن يقولالشعر من عند نفسه و قيل معناه ما يتسهل لهالشعر و ما كان يتزين له بيت شعر حتى أنهإذا تمثل بيت شعر جرى على لسانه منكسرا كما روي عن الحسن أن رسول الله (ص) كان يتمثلبهذا البيت: