أدغم أبو عمرو و حمزة التاء في الصاد و فيالزاي و في الذال من «الصَّافَّاتِصَفًّا» «فَالزَّاجِراتِ زَجْراً»«فَالتَّالِياتِ ذِكْراً» والذَّارِياتِ ذَرْواً و قرأ أبو عمرو وحدهوَ الْعادِياتِ ضَبْحاً مدغمافَالْمُغِيراتِ صُبْحاً فَالْمُلْقِياتِذِكْراً وَ السَّابِحاتِ سَبْحاً وفَالسَّابِقاتِ سَبْقاً مدغما و ابن عباسلا يدغم شيئا من ذلك و الباقون بإظهارالتاء في ذلك كله و قرأ عاصم و حمزة«بِزِينَةٍ» بالتنوين «الْكَواكِبِ»بالجر و قرأ أبو بكر «بِزِينَةٍ» منوناأيضا الكواكب بالنصب و قرأ الباقون بزينةالكواكب مضافة و قرأ أهل الكوفة غير أبيبكر «لا يَسَّمَّعُونَ» بتشديد السين والميم و الباقون لا يسمعون بالتخفيف.
الحجة
قال أبو علي إدغام التاء في الصاد حسنلمقاربة اللفظين أ لا ترى أنهما من طرفاللسان و أصول الثنايا و يجتمعان في الهمسو المدغم فيه يزيد على المدغم بخلتين هماالإطباق و الصفير و يحسن إدغام الأنقص فيالأزيد و لا يجوز أن يدغم الأزيد صوتا فيالأنقص صوتا فلهذا يحسن إدغام التاء فيالزاي من قوله «فَالزَّاجِراتِ زَجْراً»لأن التاء مهموسة و الزاي مجهورة و فيهازيادة صفير كما كان في الصاد و كذلك حسنإدغام التاء في الذال في قوله«فَالتَّالِياتِ ذِكْراً» والذَّارِياتِ ذَرْواً لاتفاقهما في أنهمامن طرف اللسان و أصول الثنايا فأما إدغامالتاء في الضاد من قوله تعالى وَالْعادِياتِ ضَبْحاً فإن التاء أقرب إلىالذال و إلى الزاي منهما في الضاد لأنالذال و الزاي و الصاد من حروف طرف اللسانو أصول الثنايا و طرفها و الضاد أبعد منهنلأنها من وسط اللسان و كذلك حسن إدغامالتاء فيها لأن الصاد تغشى الصوت بها واتسع و استطال حتى اتصل صوتها بأصولالثنايا و طرف اللسان فأدغم التاء فيها وسائر حروف طرف اللسان و أصول الثنايا إلاحروف الصفير فإنها لم تدغم في الضاد و لمتدغم الضاد في شيء من هذه الحروف لمافيها من زيادة الصوت فأما الإدغام فيالسَّابِحاتِ سَبْحاً و فَالسَّابِقاتِسَبْقاً فحسن لمقاربة الحروف فأما من قرأبالإظهار في هذه الحروف فلاختلاف المخارجو أما من قرأ «بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ» جعلالكواكب بدلا من الزينة كما تقول مررتبأبي عبد الله زيد و من قرأ الكواكب بالنصبأعمل الزينة في الكواكب و المعنى بأن زيناالكواكب فيها و مثل ذلك أَوْ إِطْعامٌ فِييَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً. و من قرأبزينة الكواكب