مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
كان يهوديا فأسلم و حسن إسلامه و كان يرىأنه من علماء اليهود فسأله عمر بن عبدالعزيز عن ذلك و أنا عنده فقال إسماعيل ثمقال و الله يا أمير المؤمنين إن اليهودلتعلم ذلك و لكنهم يحسدونكم معشر العربعلى أن يكون أبوكم الذي كان من أمر اللهفيه ما كان فهم يجحدون ذلك و يزعمون أنهإسحاق لأن إسحاق أبوهم و قال الأصمعي سألتأبا عمرو بن العلاء عن الذبيح إسحاق أمإسماعيل فقال يا أصمعي أين ذهب عنك عقلك ومتى كان إسحاق بمكة و إنما كان بمكةإسماعيل و هو بنى البيت مع أبيه و المنحربمكة لا شك فيه و قد استدل بهذه الآية منأجاز نسخ الشيء قبل وقت فعله فقال إنالله تعالى نهاه عن ذبحه بعد أن أمره به وقد أجيب عن ذلك بأجوبة (أحدها) أنه سبحانهلم يأمر إبراهيم بالذبح الذي هو فريالأوداج و إنما أمره بمقدمات الذبح منالإضجاع و تناول المدية و ما يجري مجرى ذلكو العرب قد تسمي الشيء باسم مقدماته ولهذا قال «قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا» و لوكان أمره بالذبح لكان إنما صدق بعض الرؤياو أما الفداء بالذبح فلما كان يتوقعه منالأمر بالذبح و لا يمتنع أيضا أن يكون فديةعن مقدمات الذبح لأن الفدية لا يجب أن تكونمن جنس المفدي أ لا ترى أن حلق الرأس قديفدي بدم ما يذبح و كذلك لبس الثوب المخيطو الجماع و غير ذلك (و ثانيها) أنه (ع) إنماأمر بصورة الذبح و قد فعله لأنه فرى أوداجابنه و لكنه كلما فرى جزءا منه و جاوزه إلىغيره عاد في الحال ملتحما فإن قلت إن حقيقةالذبح هو قطع مكان مخصوص تزول معه الحياةفالجواب أن ذلك غير مسلم لأنه يقال ذبح هذاالحيوان و لم يمت بعد و لو سلمنا أن حقيقةالذبح ذلك لكان لنا أن نحمل الذبح علىالمجاز للدليل الدال عليه (و ثالثها) أنالله تعالى أمره بالذبح إلا أنه سبحانهجعل على عنقه صفحة من نحاس و كلما أمرإبراهيم السكين عليه لم يقطع أو كان كلمااعتمد على السكين انقلب على اختلافالرواية فيه و هذا التأويل يسوغ إذا قلناإنه كان مأمورا بما يجري مجرى الذبح و لايسوغ إذا قلنا إنه أمر بحقيقة الذبح لأنهيكون تكليف لما لا يطاق ثم قال سبحانه «وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ» الفداء جعلالشيء مكان الشيء لدفع الضرر عنه والذبح هو المذبوح و ما يذبح و معناه أناجعلنا الذبح بدلا عنه كالأسير يفدي بشيءو اختلف في الذبح فقيل كان كبشا من الغنمعن ابن عباس و مجاهد و الضحاك و سعيد بنجبير قال ابن عباس هو الكبش الذي تقبل منهابيل حين قربه و قيل فدي بوعل أهبط عليهمن ثبير عن الحسن و لم سمي عظيما فيه خلافقيل لأنه كان مقبولا عن مجاهد و قيل لأنقدر غيره من الكباش يصغر بالإضافة إليه وقيل لأنه رعى في الجنة أربعين خريفا عنسعيد