«سَلامٌ» في هذه الآي كلها مبتدأ و الخبربعده الجار و المجرور و الجملة في موضعالمفعول لقوله «تَرَكْنا» و لو أعمل تركنافيه لقال سلاما و يجوز أن يكون التقدير وتركنا عليه في الآخرين الثناء الحسن فحذفمفعول تركنا ثم ابتدأ فقال سلام.
المعنى
ثم بين سبحانه قصة إلياس فقال «وَ إِنَّإِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ» و اختلففيه فقيل هو إدريس عن ابن مسعود و قتادة وقيل هو من أنبياء بني إسرائيل من ولد هارونبن عمران ابن عم اليسع عن ابن عباس و محمدبن إسحاق و غيرهما قالوا إنه بعث بعد حزقيللما عظمت الأحداث في بني إسرائيل و كانيوشع لما فتح الشام بوأها بني إسرائيل وقسمها بينهم فأحل سبطا منهم ببعلبك و همسبط إلياس بعث فيهم نبيا إليهم فأجابهالملك ثم إن امرأته حملته على أن ارتد وخالف إلياس و طلبه ليقتله فهرب إلى الجبالو البراري و قيل إنه استخلف اليسع على بنيإسرائيل و رفعه الله تعالى من بين أظهرهم وقطع عنه لذة الطعام و الشراب و كساه الريشفصار إنسيا ملكيا أرضيا سماويا و سلط اللهعلى الملك و قومه عدوا لهم فقتل الملك وامرأته و بعث الله اليسع رسولا فآمنت بهبنو إسرائيل و عظموه و انتهوا إلى أمره عنابن عباس و قيل إن إلياس صاحب البراري والخضر صاحب الجزائر يجتمعان في كل يومعرفة بعرفات و ذكر وهب أنه ذو الكفل «إِذْقالَ لِقَوْمِهِ أَ لا تَتَّقُونَ» عذابالله و نقمته بامتثال أوامره و اجتنابنواهيه «أَ تَدْعُونَ بَعْلًا» يعني صنمالهم من ذهب كانوا يعبدونه عن عطا و البعلبلغة أهل اليمن هو الرب و السيد عن عكرمة ومجاهد و قتادة و السدي فالتقدير أ تدعونربا غير الله تعالى «وَ تَذَرُونَأَحْسَنَ الْخالِقِينَ» أي تتركون عبادةأحسن الخالقين «اللَّهَ رَبَّكُمْ» أيخالقكم و رازقكم فهو الذي تحق له العبادة«وَ رَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ» وخالق من مضى من آبائكم و أجدادكم«فَكَذَّبُوهُ» فيما دعاهم إليه و لميصدقوه «فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ»للحساب أو في العذاب و النار «إِلَّاعِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ» استثنىمن جملتهم الذين أخلصوا عبادتهم لله منقومه «وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِيالْآخِرِينَ» فيه القولان اللذانذكرناهما