مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
عادتهم و لأن الله سبحانه أجرى العادةبتعذيب الأمم وقت الصباح كما قال إِنَّمَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَالصُّبْحُ بِقَرِيبٍ «وَ تَوَلَّعَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَ أَبْصِرْفَسَوْفَ يُبْصِرُونَ» مضى تفسيره و إنماكرر ما سبق للتأكيد و قيل لأن المرادبأحدهما عذاب الدنيا و بالآخر عذاب الآخرةأي فكن على بصيرة من أمرك فسوف يكونون علىبصيرة من أمرهم حين لا ينفعهم ثم نزهسبحانه نفسه عن وصفهم و بهتهم فقال«سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِعَمَّا يَصِفُونَ» أي تنزيها لربك مالكالعزة يعز من يشاء من الأنبياء و الأولياءلا يملك أحد إعزاز أحد سواه فسبحانه عمايصفونه مما لا يليق به من الصفات و هوقولهم باتخاذ الأولاد و اتخاذ الشريك «وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ» أي سلامة وأمان لهم من أن ينصر عليهم أعداؤهم و قيلهو خبر معناه أمر أي سلموا عليهم كلهم لاتفرقوا بينهم «وَ الْحَمْدُ لِلَّهِرَبِّ الْعالَمِينَ» أي احمدوا الله الذيهو مالك العالمين و خالقهم و المنعم عليهمو أخلصوا له الثناء و الحمد و لا تشركوا بهأحدا فإن النعم كلها منه و روى الأصبغ بن نباتة عن علي (ع) و قد رويأيضا مرفوعا إلى النبي (ص) قال من أراد أنيكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يومالقيامة فليكن آخر كلامه في مجلسه«سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِعَمَّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَىالْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِرَبِّ الْعالَمِينَ».