قرأ ابن عامر أشد منكم بالكاف و الميم والباقون «مِنْهُمْ» بالهاء و الميم.
الحجة
قال أبو علي من قال منهم فأتى بلفظ الغيبةفلأن ما قبله «أَ وَ لَمْ يَسِيرُوا»«فَيَنْظُرُوا» و من قال منكم فلانصرافهمن الغيبة إلى الخطاب كقوله إِيَّاكَنَعْبُدُ بعد قوله الْحَمْدُ لِلَّهِ.
المعنى
ثم نبههم سبحانه على النظر بقوله «أَ وَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِفَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُالَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ» منالمكذبين من الأمم لرسلهم «كانُوا هُمْأَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً» في أنفسهم «وَآثاراً فِي الْأَرْضِ» أي و أكثر عمارةللأبنية العجيبة و قيل و أبعد ذهابا فيالأرض لطلب الدنيا «فَأَخَذَهُمُ اللَّهُبِذُنُوبِهِمْ» أي أهلكهم الله بسببذنوبهم «وَ ما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِمِنْ واقٍ» أي دافع يدفع عنهم عذابه و يمنعمن نزوله بهم «ذلِكَ» لعذاب الذي نزل بهم«بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْرُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ» أيبالمعجزات الباهرات و الدلالات الظاهرات«فَكَفَرُوا» بها «فَأَخَذَهُمُاللَّهُ» أي أهلكهم عقوبة على كفرهم«إِنَّهُ قَوِيٌّ» قادر على الانتقاممنهم «شَدِيدُ الْعِقابِ» أي شديد عقابهثم ذكر قصة موسى و فرعون ليعتبروا بها فقال«وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسىبِآياتِنا» أي بعثناه بحججنا و دلالاتنا«وَ سُلْطانٍ مُبِينٍ» أي حجة ظاهرة نحوقلب العصا حية و فلق البحر «إِلىفِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ قارُونَ» كانموسى رسولا إلى كافتهم إلا أنه خص فرعونلأنه كان رئيسهم و كان هامان وزيره و قارونصاحب كنوزه و الباقون تبع لهم