قرأ حفص «فَأَطَّلِعَ» بالنصب و الباقونبالرفع و اختلافهم في «صُدَّ عَنِالسَّبِيلِ» و في «يَدْخُلُونَالْجَنَّةَ» قد تقدم ذكره.
الحجة
من رفع فأطلع فعلى معنى لعلي أبلغ و لعليأطلع و مثله قوله لَعَلَّهُ يَزَّكَّىأَوْ يَذَّكَّرُ و ليس بجواب و من نصب جعلهجوابا بالفاء لكلام غير موجب و المعنى إنيإذا بلغت و اطلعت و مما يقوي بناء الفعلللفاعل في صد قوله الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ و في موضعآخر وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِفكذلك «وَ صُدَّ عَنِ السَّبِيلِ» ينبغيأن يكون الفعل فيه مبنيا للفاعل و من ضمالصاد فلأن ما قبله مبني للمفعول به و هوقوله «وَ كَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَسُوءُ عَمَلِهِ».
اللغة
الصرح البناء الظاهر الذي لا يخفى على عينالناظر و إن بعد و هو من التصريح بالأمر وهو إظهاره بأتم الإظهار و السبب كل مايتوصل به إلى شيء يبعد عنك و جمعهالأسباب و التباب الخسار و الهلاكبالانقطاع.
المعنى
ثم بين سبحانه ما موه به فرعون على قومهلما وعظه المؤمن و خوفه من قتل موسى وانقطعت حجته بقوله «وَ قالَ فِرْعَوْنُ ياهامانُ» و هو وزيره و صاحب أمره «ابْنِ لِيصَرْحاً» أي قصرا مشيدا بالآجر و قيلمجلسا عاليا عن الحسن «لَعَلِّي أَبْلُغُالْأَسْبابَ» ثم فسر تلك الأسباب فقال«أَسْبابَ السَّماواتِ» و المعنى لعليأبلغ الطرق من سماء إلى سماء عن السدي وقيل أبلغ أبواب طرق السموات عن قتادة و قيلمنازل السموات عن ابن عباس و قيل لعليأتسبب و أتوصل به إلى مرادي و إلى علم ماغاب عني ثم بين مراده فقال «أَسْبابَالسَّماواتِ» «فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِمُوسى» أي فانظر إليه فأراد به التلبيسعلى الضعفة مع علمه باستحالة ذلك عن الحسنو قيل أراد فأصل إلى إله موسى فغلبه الجهلو اعتقد أن الله سبحانه في السماء و أنهيقدر على بلوغ السماء «وَ إِنِّيلَأَظُنُّهُ كاذِباً» معناه و إني لأظنموسى كاذبا في قوله إن له إلها غيري أرسلهإلينا «وَ كَذلِكَ» أي مثل ما زين لهؤلاءالكفار سوء أعمالهم «زُيِّنَلِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ» أي قبيحعمله و إنما زين له ذلك أصحابه و جلساؤه وزين له