التبع يصلح أن يكون مصدرا يقال تبع تبعا ويجوز أن يكون جمع تابع نحو خادم و خدم وخائل و خول و غائب و غيب.
الإعراب
«أَ وَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْبِالْبَيِّناتِ» التقدير أ و لم تك القصةو تأتيكم رسلكم تفسير القصة فاسم كان مضمر.
المعنى
ثم ذكر سبحانه ما يجري بين أهل النار منالتحاج فقال «وَ إِذْ يَتَحاجُّونَ فِيالنَّارِ» معناه و اذكر يا محمد لقومكالوقت الذي يتحاج فيه أهل النار في النار ويتخاصم الرؤساء و الأتباع «فَيَقُولُالضُّعَفاءُ» و هم الأتباع «لِلَّذِينَاسْتَكْبَرُوا» و هم الرؤساء «إِنَّاكُنَّا لَكُمْ» معاشر الرؤساء «تَبَعاً»و كنا نمتثل أمركم و نجيبكم إلى ما تدعونناإليه «فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّانَصِيباً مِنَ النَّارِ» لأنه يلزمالرئيس الدفع عن أتباعه و المنقادين لأمرهأي هل أنتم حاملون عنا قسطا من النار والعذاب الذي نحن فيه «قالَ الَّذِينَاسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها» أينحن و أنتم في النار و كل فيها مبتدأ و خبرفي موضع رفع بأنه خبر إن و يجوز أن يكون كلخبر إن المعنى أنا مجتمعون في النار«إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَالْعِبادِ» بذلك و بأن لا يتحمل أحد عن أحدو أنه يعاقب من أشرك به و عبد معه غيره لامحالة «وَ قالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ»أي حصلوا في النار من الأتباع و المتبوعين«لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ» و هم الذينيتولون عذاب أهل النار من الملائكةالموكلين بهم «ادْعُوا رَبَّكُمْيُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَالْعَذابِ» يقولون ذلك لأنه لا طاقة لهمعلى شدة العذاب و لشدة جزعهم إلا أنهميطمعون في التخفيف لأن معارفهم ضروريةيعلمون أن عقابهم لا ينقطع و لا يخفف عنهم«قالُوا» أي قال الخزنة لهم «أَ وَ لَمْتَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْبِالْبَيِّناتِ» أي الحجج و الدلالات علىصحة التوحيد و النبوات أي فكفرتم و عاندتمحتى استحققتم هذا العذاب «قالُوا بَلى»جاءتنا الرسل و البينات فكذبناهم و جحدنانبوتهم «قالُوا فَادْعُوا» أي قالتالخزنة فادعوا أنتم فإنا لا ندعو إلا بإذنو لم يؤذن لنا فيه و قيل إنما قالوا ذلكاستخفافا بهم و قيل معناه فادعوا بالويل والثبور «وَ ما دُعاءُ الْكافِرِينَإِلَّا فِي ضَلالٍ» أي في ضياع لأنه لاينتفع به.