المعنى
ثم قال سبحانه مخاطبا للكفار الذين جحدواآيات الله و أنكروا أدلته الدالة علىتوحيده «وَ يُرِيكُمْ آياتِهِ» أي ويعلمكم حججه و يعرفكم إياها و منها إهلاكالأمم الماضية و وجه الآية فيه أنهم بعدحصولهم في النعم صاروا إلى النقم بكفرهم وجحودهم و منها الآية في خلق الأنعام التيقدم ذكرها و وجه الآية فيها تسخيرهالمنافع الخلق بالتصريف في الوجوه التي قدجعل كل شيء منها لما يصلح له و ذلك يقتضيأن الجاعل لذلك قادر على تصريفه عالمبتدبيره «فَأَيَّ آياتِ اللَّهِتُنْكِرُونَ» هذا توبيخ لهم على الجحد وقد يكون الإنكار و الجحد تارة بأن يجحدأصلا و تارة بأن يجحد كونها دالة على صحةما هي دلالة عليه و الخلاف يكون في ثلاثةأوجه إما في صحتها في نفسها و إما في كونهادلالة و إما فيهما جميعا و إنما يجوز منالجهال دفع الآية بالشبهة مع قوة الآية وضعف الشبهة لأمور (منها) اتباع الهوى ودخول الشبهة التي تغطي على الحجة حتى لايكون لها في النفس منزلة (و منها) التقليدلمن ترك النظر في الأمور (و منها) السبق إلىاعتقاد فاسد لشبهة فيمنع ذلك من توليدالنظر للعلم ثم نبههم سبحانه فقال «أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ» بأنيمروا في جنباتها «فَيَنْظُرُوا كَيْفَكانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْكانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ» عددا «وَأَشَدَّ قُوَّةً» أي و أعظم قوة «وَآثاراً فِي الْأَرْضِ» بالأبنية العظيمةالتي بنوها و القصور