نزل قوله «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْيَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ» في النضربن الحرث بن علقمة بن كلدة بن عبد الدار بنقصي بن كلاب كان يتجر فيخرج إلى فارسفيشتري أخبار الأعاجم و يحدث بها قريشا ويقول لهم إن محمدا يحدثكم بحديث عاد و ثمودو أنا أحدثكم بحديث رستم و إسفنديار وأخبار الأكاسرة فيستمعون حديثه و يتركوناستماع القرآن عن الكلبي و قيل نزل في رجلاشترى جارية تغنيه ليلا و نهارا عن ابنعباس و يؤيده ما رواه أبو أمامة عن النبي (ص) قال لا يحلتعليم المغنيات و لا بيعهن و أثمانهن حرامو قد نزل تصديق ذلك في كتاب الله تعالى «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي» الآية والذي نفسي بيده ما رفع رجل عقيرته يتغنىإلا ارتدفه شيطانان يضربان أرجلهما علىصدره و ظهره حتى يسكت.
المعنى
«الم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِالْحَكِيمِ» تقدم تفسيره «هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ» أي بيان ودلالة و نعمة للمطيعين و قيل للموحدين وقيل للذين يحسنون العمل ثم وصفهم فقال«الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ» إلى قوله «هُمُالْمُفْلِحُونَ» قد مر تفسيره في سورةالبقرة ثم وصف الذين حالهم تخالف حالهؤلاء فقال «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْيَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ» أي باطلالحديث و أكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث الغناء و هو قولابن عباس و ابن مسعود و غيرهما و هو المرويعن أبي جعفر و أبي عبد الله و أبي الحسنالرضا (ع) قالوا منه الغناء و روي أيضا عن أبي عبد الله (ع) أنه قال هوالطعن بالحق و الاستهزاء به و ما كان أبوجهل و أصحابه يجيئون به إذ قال يا معشرقريش أ لا أطعمكم من الزقوم الذي يخوفكم بهصاحبكم ثم أرسل إلي زبدا و تمرا فقال هذاهو الزقوم الذي يخوفكم به قال و منه الغناء فعلى هذا فإنه يدخل فيه كل شيء يلهي عنسبيل الله و عن