«فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْدُونِهِ» تقديره أي شيء خلق فما ذابمنزلة اسم واحد في موضع نصب بأنه مفعولخلق و الجملة معلقة بأروني. «أَنِ اشْكُرْلِلَّهِ» قال الزجاج معناه لأن يشكر لله ويجوز أن تكون أن مفسرة فيكون المعنى أناشكر لله و تأويل أن اشكر قلنا له اشكرالله على ما أتاك. «حَمَلَتْهُ أُمُّهُ»جملة في موضع النصب على الحال بإضمار قل والعامل في الحال معنى الفعل الذي يدل عليهقوله «وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَبِوالِدَيْهِ» فإن معناه أمرنا بالإحسانإلى والديه و حاله أنه كان محمولا لأمه ومثله قوله كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِوَ كُنْتُمْ أَمْواتاً» أي و حالكم أنكمكنتم أمواتا. وهنا مصدر فعل محذوف في موضعالحال أي تهن وهنا و قوله «عَلى وَهْنٍ»في موضع الصفة لقوله «وَهْناً» و يجوز أنيتعلق أيضا بالعامل في «وَهْناً» و قوله«مَعْرُوفاً» صفة لمصدر محذوف و تقديرهمصاحبا معروفا بمعنى مصاحبة معروفة.
المعنى
ثم أشار سبحانه إلى ما تقدم ذكره فقال«هذا خَلْقُ اللَّهِ» أي هذا الذي ذكرت منالسموات على عظمها و كبر حجمها و الأرض وما فيها خلق الله الذي أوجده و أحدثه«فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْدُونِهِ» يعني آلهتهم التي يعبدونها«بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ»المعنى أنهم لا يجدون لهذا الكلام جوابا ولا يمكنهم أن يشيروا إلى شيء هو خلقآلهتهم فلم يحملهم على عبادتهم خلقهالشيء و لكنهم في عدول ظاهر عن الحق و لماذكر سبحانه الأدلة الدالة على توحيده وقدرته و حكمته بين عقيب ذلك قصة لقمان وأنه أعطاه الحكمة فقال «وَ لَقَدْ آتَيْنالُقْمانَ الْحِكْمَةَ» أي أعطيناه العقلو العلم و العمل به و الإصابة في الأمور واختلف فيه فقيل إنه كان حكيما و لم يكننبيا عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و أكثرالمفسرين و قيل إنه كان نبيا عن عكرمة والسدي و الشعبي و فسروا الحكمة هنابالنبوة و قيل إنه كان عبدا أسود حبشياغليظ المشافر مشقوق الرجلين في زمن داود(ع) و قال له بعض