قد ذكرنا في سورة الأنبياء أن قراءة أهلالمدينة مثقال حبة بالرفع و قراءة الباقينبالنصب و قرأ أهل الكوفة غير عاصم و أبوعمرو و نافع و لا تصاعر بالألف و الباقون«وَ لا تُصَعِّرْ» بالتشديد و قرأ أهلالمدينة و البصرة غير يعقوب و حفص«نِعَمَهُ» على الجمع و الباقون نعمة علىالواحد و في الشواذ قراءة عبد الكريمالجزري فتكن في صخرة بكسر الكاف و قراءةيحيي بن عمارة و أصبغ بالصاد عليكم نعمةظاهرة و باطنة.
الحجة
قال أبو علي من قرأ إن تك مثقال بالرفعفألحق علامة التأنيث بالفعل فلأن المثقالهو السيئة أو الحسنة فأنث على المعنى كماقال فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها فأنث و منقرأ «مِثْقالَ» بالنصب فالمعنى أن تكالمظلمة أو السيئة أو الحسنة مثقال حبةأتى بها الله و أثاب عليها أو عاقب و أماقوله «وَ لا تُصَعِّرْ» فإنه يشبه أن يكونلا تصعر و لا تصاعر بمعنى كما قال سيبويهفي ضعف و ضاعف و قال أبو الحسن لا تصاعر لغةأهل الحجاز «وَ لا تُصَعِّرْ» لغة بنيتميم و قال أبو عبيدة أصله من الصعر الذييأخذ الإبل في رءوسها و أعناقها قال أبوعلي فكأنه يقول لا تعرض عنهم و لا تزوركازورار الذي به هذا الداء الذي يلوي منهعنقه و يعرض بوجهه و النعم جمع نعمة فالنعمللكثير و نعم الله تعالى كثيرة و المفردأيضا يدل على الكثرة قال «وَ إِنْتَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاتُحْصُوها» و أما قوله «ظاهِرَةً وَباطِنَةً» فلا ترجيح فيه لإحدى القراءتينعلى الأخرى أ لا ترى أن النعم توصفبالظاهرة و الباطنة كما توصف النعمة بذلكو من قرأ فتكن فهو من وكن الطائر