مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
البحر فأصابتهم ريح عاصفة فقال أهلالسفينة أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكمشيئا هاهنا فقال عكرمة لئن لم ينجي فيالبحر إلا الإخلاص ما ينجيني في البر غيرهاللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مماأنا فيه إن آتي محمدا (ص) حتى أضع يدي في يدهفلأجدنه عفوا كريما فجاء فأسلم و قيلفمنهم مقتصد معناه على طريقة مستقيمة وصلاح من الأمر عن ابن زيد و قيل ثابت علىإيمانه عن الحسن و قيل موف بعهده في البرعن ابن عباس و قيل مقتصد في قوله مضمرلكفره عن مجاهد ثم ذكر الذين تركواالتوحيد في البر فقال «وَ ما يَجْحَدُبِآياتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ» بعهدهأي غادرا سوء الغدر و أقبحه «كَفُورٍ» للهفي نعمه ثم خاطب سبحانه جميع المكلفينفقال «يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوارَبَّكُمْ وَ اخْشَوْا يَوْماً لايَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ» يعني يومالقيامة لا يغني فيه أحد عن أحد لا والد عنولده «وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْوالِدِهِ شَيْئاً» كل امرء تهمة نفسه«إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ» بالبعث و الجزاء والثواب و العقاب «حَقٌّ» لا خلف فيه «فَلاتَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا» أيلا يغرنكم الإمهال عن الانتقام و الآمال والأموال عن الإسلام و معناه لا تغتروابطول السلامة و كثرة النعمة فإنهما عنقريب إلى زوال و انتقال «وَ لايَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ» وهو الشيطان عن مجاهد و قتادة و الضحاك وقيل هو تمنيك المغفرة في عمل المعصية عنسعيد بن جبير و قيل كل شيء غرك حتى تعصيالله و تترك ما أمرك الله به فهو غرورشيطانا كان أو غيره عن أبي عبيدة و في الحديث الكيس من دان نفسه و عمل لها بعدالموت و الفاجر من اتبع نفسه هواها و تمنىعلى الله و في الشواذ قراءة سماك بن حرب الغرور بضمالغين و على هذا فيكون المعنى و لا يغرنكمغرور الدنيا بخدعها الباطلة أو غرور النفسبشهواتها الموبقة «إِنَّ اللَّهَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ» أي استأثرسبحانه به و لم يطلع عليه أحد من خلقه فلايعلم وقت قيام الساعة سواه «وَ يُنَزِّلُالْغَيْثَ» فيما يشاء من زمان أو مكان والصحيح أن معناه و يعلم نزول الغيث فيمكانه و زمانه كما جاء في الحديث إن مفاتيح الغيب خمس لايعلمهن إلا الله و قرأ هذه الآية «وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ» أي ويعلم ما في أرحام الحوامل أ ذكر أم أنثى أصحيح أم سقيم واحد أو أكثر «وَ ما تَدْرِينَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً» أي ما ذاتعمل في المستقبل و قيل ما يعلم بقاءه غدافكيف يعلم تصرفه «وَ ما تَدْرِي نَفْسٌبِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ» أي في أي أرضيكون موته و قيل أنه إذا رفع خطوة لم يدرأنه يموت قبل أن يضع الخطوة أم لا و إنماقال بأي أرض لأنه أراد بالأرض المكان و لوقال بأية أرض لجاز و روي أن ذلك قراءة أبي و قد روي عن أئمة الهدى (ع) أن هذه الأشياءالخمسة لا يعلمها على التفصيل و التحقيقغيره تعالى «إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ» بهذه الأشياء«خَبِيرٌ» بها.