اللغة
التوفي أخذ الشيء على تمام قال الراجز:
إن بني دارم ليسوا من أحد
و لا توفتهمقريش في العدد
و لا توفتهمقريش في العدد
و لا توفتهمقريش في العدد
الإعراب
«وَ لَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ»يجوز أن يكون مفعول ترى محذوفا فيكونتقديره و لو ترى المجرمين إذ هم ناكسوارءوسهم و يجوز أن يكون المعنى لو رأيتببصرك مثل قوله «وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّرَأَيْتَ نَعِيماً» فيكون ترى عاملا في إذو جواب لو محذوف تقديره لو رأيت المجرمينعلى تلك الحالة رأيت ما تعتبر به غايةالاعتبار «فَذُوقُوا» أي فيقال لهم ذوقواالعذاب بنسيانكم و هذا في موضع جر على أنهصفة ليومكم.
المعنى
ثم أمر سبحانه نبيه (ص) فقال «قُلْ» يامحمد للمكلفين «يَتَوَفَّاكُمْ» أي يقبضأرواحكم أجمعين و قيل يقبضكم واحدا واحداحتى لا يبقى منكم أحدا «مَلَكُ الْمَوْتِالَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ» أي وكل بقبضأرواحكم عن ابن عباس قال جعلت الدنيا بينيدي ملك الموت مثل جام يأخذ منها ما شاءإذا قضى عليه الموت من غير عناء و خطوته مابين المشرق و المغرب و قيل إن له أعواناكثيرة من ملائكة الرحمة و ملائكة العذابعن قتادة و الكلبي فعلى هذا المراد بملكالموت الجنس و يدل عليه قوله «تَوَفَّتْهُرُسُلُنا» و قوله «تَتَوَفَّاهُمُالْمَلائِكَةُ» و أما إضافة التوفي إلىنفسه في قوله «اللَّهُ يَتَوَفَّىالْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها» فلأنهاسبحانه خلق الموت و لا يقدر عليه أحد سواه«ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ» أيإلى جزاء ربكم من الثواب و العقاب تردون وجعل ذلك رجوعا إليه تفخيما للأمر و تعظيماللحال و
روى عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله(ص) الأمراض و الأوجاع كلها بريد للموت ورسل للموت فإذا حان الأجل أتى ملك الموتبنفسه فقال يا أيها العبد كم خبر بعد خبر وكم رسول بعد رسول و كم بريد بعد بريد أناالخبر الذي ليس بعدي خبر و أنا الرسول أجبربك طائعا أو مكرها فإذا قبض روحه وتصارخوا عليه قال على من تصرخون و على منتبكون فو الله ما ظلمت له أجلا و لا أكلت لهرزقا بل دعاه ربه فليبك الباكي على نفسهفإن لي فيكم عودات و عودات حتى لا أبقيمنكم أحدا
ثم أخبر سبحانه عن حالهم في القيامة و عندالحساب فقال «وَ لَوْ تَرى» يا محمد أوأيها الإنسان «إِذِ الْمُجْرِمُونَناكِسُوا رُؤُسِهِمْ» أي يوم القيامة حينيكون المجرمون متطاطئي رءوسهم