ايها الناس، الى كم تسمعون الذكر فلا تعون و الى كم تقرعون بالزّجر فلا تقلعون كاّن اسماعكم تمّج و دائع الوعظ، و كانّ قلوبكم بها استكبار عن الحفظ، و عدوّكم يعمل فى دياركم عمله، و يبلغ بتخلّفكم عن جهاد امله، و حرخ بهم الشيطان، الى باطله فاجابوه، و ندبكم الرّحمن الى حقّه فخالفتموه، و هذه البهائم تناضل عن ذمارها، و هذه الطير تموت حميّة دون اوكارها، بلا كتاب انزل عليها، و لا رسول ارسل اليها، و أنتم اهل العقول و الأفهام، و اهل الشرائع و الأحكام، تندّون من عدوكم نديد الأبل، و تدّرعون له مدارع العجز و الفشل، و أنتم و اللّه اولى بالغزو اليهم، و احرى بالمغار عليهم، لانّكم امناء الله على كتابه، و المصدّقون بعقابه و ثوابه، حضّكم اللّه بالنجدة و البأس، و جعلكم خير امّة اخرجت للنّاس، فاين حميّة الأيمان و اين بصيره الايقان و اين الاشفاق من لهب النيّران و اين الثقه بضمان الرّحمن فقد قال اللَّه فى القرآن: بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا- آل عمران) فاشترط عليكم التّقوى و الصّبر، و ضمن لكم المعونة و النّصر، افتتهمّونه فى ضمانه ام