"والبرسي" نسبة إلى برس في الرياض بضم الباء الموحدة وسكون الراء ثم السين المهملة، قال: ويظهر من القاموس أنه بضم الباء وفتحها وكسرها. في القاموس قرية بين الكوفة والحلة وقيل برس جبل يسكن به أهله. وعن مجمع البحرين: قرية معروفة بالعراق، ذكر ذلك في ذيل قوله في الخبر أحلى من ماء برس، أي ماء الفرات لأنها واقعة على شفيره أو هو موضع بين البلدتين المذكورتين وضبطه بكسر الباء، وكذا عن شرح المولى خليل القزويني على الكافي. أقول: الشائع على لسان أهل العراق اليوم بكسر الباء، والظاهر أنه اسم قرية هي اليوم خراب كانت على ذلك الجبل، وهذا الجبل اليوم على يمين الذاهب من النجف إلى كربلاء وأهل العراق يسمّونه برس ويضربون به المثل للشخص الذي أينما ذهبت وجدته فيقولون فلان مثل برس. وهذا الجبل لعلوّه وعدم وجود جبل سواه في تلك السهول أينما كنت تراه. وأصل الشيخ رجب من تلك القرية ثم سكن الحلّة، وليست النسبة إلى بروسا المدينة المعروفة في الأناضول لأنّ المترجم لم يرها. وفي الرياض قد يتوهّم كون النسبة إليها. وحكى عن الصدر الكبير الميرزا رفيع الدين محمد في رد شرعة التسمية للسيّد الداماد أن كتاب مشارق أنوار اليقين في كشف أسرار حقايق أمير المؤمنين عليه السلام للشيخ الفاضل رضي الدين رجب بن محمد البروسي قال: ولا شك أن البروسي نسبة إلى بلدة بروسا ا ه. وكيف كان فكونه نسبة إلى بروسا غير صواب مع إمكان كون الواو من زيادة النسّاخ.
أقوال العلماء فيه:
في مسودة الكتاب: كان فقيهاً محدِّثاً حافظاً أديباً شاعراً مصنِّفاً في الأخبار وغيرها.
وفي أمل الآمل: الشيخ رجب الحافظ البرسي كان فاضلاً شاعراً منشئاً أديباً له كتاب مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين عليه السلام وله رسائل في التوحيد وغيره وفي كتابه إفراط وربما نسب إلى الغلو.
وفي الرياض: الشيخ الحافظ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي مولداً والحلّي محتداً الفقيه المحدّث الصوفي المعروف صاحب كتاب مشارق الأنوار المشهور وغيره، كان من متأخّري علماء الإمامية لكنّه متقدّم على الكفعمي صاحب المصباح وكان ماهراً في أكثر العلوم وله يد طولى في علم أسرار الحروف والأعداد ونحوها كما يظهر من تتبّع مصنّفاته، وقد أبدع في كتبه حيث استخرج أسامي النبي والأئمة عليهم السلام من الآيات ونحو ذلك من غرائب الفوائد وأسرار الحروف ودقائق الألفاظ والمعميات ولم أجد له إلى الآن مشايخ من أصحابنا ولم أعلم عند من قرأ "أقول" ستعرف أنه يروي عن شاذان بن جبرئيل القمي.
وقال المجلسي في مقدّمات البحار عند تعداد الكتب التي نقل منها:وكتاب مشارق الأنوار وكتاب الألفين للحافظ رجب البرسي ولا أعتمد على ما ينفرد بنقله لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع وإنّما أخرجنا منهما ما يوافق الأخبار المأخوذة من الأصول المعتبرة. وفي الرياض التأمّل في مؤلّفاته يورث ما أفاده الأستاذ المجلسي والمعاصر صاحب الأمل من الغلو والارتفاع لكن لا إلى حدّ يوجب عدم صحّة الاعتقاد