معرفة النفس هي معرفة حقيقة الوجود المقيد
ومعرفة النفس هو أن يعرف الإنسان مبدأه ومنتهاه، من أين وإلى أين، وذلك موقوف على معرفة حقيقة الوجود المقيد، وهو معرفة الفيض الأوّل الذي فاض عن حضرة ذي الجلال، ثم فاض عنه الوجود والموجود بأمر واجب الوجود، ومفيض الجود والجواد الفياض، وذاك هو النقطة الواحدة التي هي مبدأ الكائنات ونهاية الموجودات، وروح الأرواح ونور الأشباح، فهي كما قيل:
قد طاشت النقطة في الدائرة
محجوبة الإدراك عنها بها
سمت على الأسماء حتى لقد
فوّضت الدنيا مع الآخرة
فلم تزل في ذاتها حائرة
منها لها جارحة ناظرة
فوّضت الدنيا مع الآخرة
فوّضت الدنيا مع الآخرة
وهي أوّل العدد وسرّ الواحد الأحد، وذلك لأن ذات اللَّه غير معلومة للبشر فمعرفته بصفاته والنقطة الواحدة هي صفة اللَّه، والصفة تدل على الموصوف، لأن بظهورها عرف اللَّه، وهي لألاء النور الذي شعشع عن جلال الأحدية في سيماء الحضرة المحمدية، وإليه الإشارة بقوله: 'يعرفك بها من عرفك'
البحار: 393 / 95.