لكنّك بلّغت فأنت فاعل، فقد بلّغ فما معناه؟ هذا رمز يدلّ على شرف الولاية وأنه لا قبول للأعمال، قلت أم جلت إلّا بها، والمراد أنهم إن لم يؤمنوا بعلي فلا ينفعهم إسلامهم، فكأن الرسالة لم تبلغهم، فعلم أنه من لم يؤمن بعلي لم يؤمن بمحمد، ومن لم يؤمن بمحمد لم يؤمن باللَّه، لأنّ الإقرار بالولاية يستلزم الإقرار بالنبوّة، والإقرار بالنبوّة يستلزم الإقرار بالتوحيد، وكذا إنكار الولاية يستلزم إنكار النبوّة، وإنكار التوحيد ؛ لتوقف الاثنين على الولاية.
لولا علي عليه السلام ما خلقت الجنة
علي الكتاب الذي لاريب فيه
ثم أنزل بعد الحمد ألم، فجعل سرّ الأولين والآخرين بتضمنه في هذه الأحرف الثلاثة، وفي كل حرف منها الاسم الأعظم، وفيها معاني الاسم الأعظم ثم قال: 'ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ'
البقرة:1.