والكلمات كلّها حروف الكلمة الكبرى وداخلة تحتها، وفائضة عنها، وهي فائضة عن ذات الحق كفيض سائر الأعداد عن الواحد، ومبدأ الكلمات عن الألف، الذي أبداه عالم الغيب وأبدى عنه سائر الحروف والكلم، فهو عليه السلام ألف الغيب، وعين الوحدانية الكبرى، التي أعرض عنها من أدبر وتولّى .
انّ اللّه أوحي إلي نبيه أن علياً معه في السرّ المودع في فواتح السور
ثم إنّ اللَّه سبحانه أوحى إلى نبيّه صلى الله عليه و آله و سلم أن علياً معه في السرّ المودع في فواتح السور، والاسم الأكبر الأعظم الموحى إلى الرسل من السرّ، والسرّ المكتوب على وجه الشمس والقمر والماء والحجر، وأنه ذات الذوات، والذات في الذات، في الذات للذات، لأن أحدية الباري متنزّهة عن الأسماء والصفات، متعالية عن النعوت والإشارات، وأنه هو الاسم الذي إليه ترجع الحروف والعبارات، والكلمة المتضرّع بها إلى اللَّه سائر البريات، وأنه الغيب المخزون بين اللام والفاء والواو والهاء والكاف والنون، فقال سبحانه: 'حم عسق كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ '
الشورى:3.