ومن ذاك قول الصاحب بن عباد:
إذا أنعمت روحي فمنك نعيمها
بأسمائك الحسنى أروح مهجتي
ومن ذلك قول ابن الفارض المغربي:
جبين مصاب جن أبرأه الرسم
لأسكر من تحت اللوا ذلك الرقم
لأسكر من تحت اللوا ذلك الرقم
وإن شقيت يوماً فأنت رحيمها
إذا فاض من قدس الجلال نسيمها
ولو رسم الراقي حروف اسمها على
وفوق لواء الجيش لو رقم اسمها
لأسكر من تحت اللوا ذلك الرقم
فانظر إليهم فلا لحروف الاسم يعرفون، ولا للاسم يدركون، ولا بما قال شاعرهم يشعرون، ولمن آتاه اللَّه من فضله يحسدون، وله لذاك يمقتون ويكفرون، قاتلهم اللَّه أنهم يؤفكون، ولم لادعى الناس ابن الحجاج بقوله وابن عباد كافراً ومغالياً إذ جعلا القدرة المطلقة والتصرف وتفويض الأمور إلى علي فهو كفعل اللَّه لكنه بقدرة اللَّه وكرامة اللَّه له، ولو أن عارفاً قال اليوم عند بعض أهل الدعوى، يا علي بحق قدرتك وأمرك النافذ في الأسماء وأسمائك الحسنى وتفويض الأمور إليك، خذ بيدي لكان السامع لهذا القول منه أعظم شي ء عنده ثواباً قتله وتكفيره، فياللَّه من أهل الدعوى الذين لم تنجل عليهم بوارق المعنى.
سبب إخفاء النبي صلى الله عليه و آله و سلم للعلم الرباني
مقارنة بين علم النبي و علم الولي و شرح قوله 'لو کشف لي الغطاء'
في تأويل قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم:'لا أعلم ما وراء هذا الجدار إلّا ما علّمني ربّي'
تقدّم الحديث.